شيّد إيلون ماسك سجلاً حافلاً بالتعهدات التي قطعها كرئيس لـ«تويتر» ولم يفِ بأي منها حتى الآن.
استحوذ الملياردير الأميركي على شركة التواصل الاجتماعي بنهاية أكتوبر تشرين الأول 2022، مقابل 44 مليار دولار، بعد أشهر من المفاوضات بين الطرفين بدأت في أبريل نيسان 2022.
ومنذ ذلك الحين، أجرى ماسك عدداً من التغييرات، وأطلق الوعود الجامحة المتعلقة بمستقبل «تويتر».
بعض هذه الوعود تعلق بميزات جديدة لامعة من المفترض أن تُضاف إلى الموقع الإلكتروني، وأخرى تتعلق بالكيفية التي سيدير بها المنصة، فضلاً عن وعود أخرى لموظفيه.
وفي ظل ملكية ماسك، شهدت منصة التواصل الاجتماعي هروباً جماعياً للمعلنين، وعانت من انقطاعات ومشاكل تقنية كبيرة، واضطر آلاف الموظفين إلى مغادرة الشركة.
ومع اقتراب مرور عام على بدء مفاوضات استحواذ ماسك على «تويتر»، إليك بعض التعهدات المهمة التي قطعها المستثمر الأميركي على نفسه، وفشل في الوفاء بها.
آلية اتخاذ القرارات
بعد نحو شهرين من تولي قيادة «تويتر»، حظر ماسك استخدام المغردين لحساباتهم في الإشارة إلى حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، إلا في حالة الدفع كإعلان ترويجي، الأمر الذي قوبل برد فعل غاضب من مستخدمي «تويتر».
تعهد ماسك آنذاك بأنه سيكون هناك في المستقبل تصويت عن طريق استطلاعات الرأي على أي تغييرات رئيسية في سياسة الموقع، وقال «المعذرة.. لن يحدث هذا مجدداً».
ومع ذلك، نفذ ماسك مجموعة من التغييرات المرتبطة بسياسة الموقع دون الالتفات إلى تعليقات المستخدمين، أو إجراء استطلاعات رأي.
التنحي عن منصبه
سأل ماسك المستخدمين في ديسمبر كانون الأول عما إذا كان يجب أن يتنحى عن منصب رئيس «تويتر»، متعهداً بالالتزام بنتائج الاستطلاع.
ورغم أن المستخدمين صوتوا لصالح رحيل ماسك، فقد رفض التنحي في الوقت الحالي، قائلاً إنه لا يعتقد أن أي شخص آخر يمكنه إدارة الشركة بشكل مناسب.
حرية التعبير على المنصة
تحدث ماسك مراراً عن «تويتر» كمنصة تدعم حرية التعبير، لكن في عدد من المناسبات أخضع عدداً من المنشورات على منصته للرقابة.
كما حظر ماسك العديد من الصحفيين البارزين في أواخر العام الماضي (أعاد لاحقاً حساباتهم، لكنه أجبرهم على حذف التغريدات التي لم تعجبه).
وأزال أيضاً بعض المحتوى من حساب «هيئة الإذاعة البريطانية» بعد أن طلبت الحكومة الهندية ذلك، وأبقى حظراً على أليكس جونز، واستبعد كاني ويست من المنصة بسبب انتهاك القواعد، وهي قرارات لا تُظهر روح حرية التعبير القصوى التي ادعى دعمها سابقاً.
ديمقراطية رقمية
عندما اشترى ماسك موقع «تويتر»، قال إن المنصة ستصبح ساحة رقمية لمناقشة الأمور الحيوية لمستقبل البشرية، لكنه أعلن هذا الأسبوع أن المستخدمين الذين لا يدفعون لن يتمكنوا حتى من التصويت على الموقع.
وقال ماسك إنه سيروج فقط لتغريدات المستخدمين الذين يدفعون له، وذلك بدءاً من الخامس عشر من أبريل نيسان.
علامات التوثيق
قال ماسك إنه بصفته مالكاً لـ«تويتر» سيعمل على توثيق جميع مستخدمي المنصة، لكنه فعل العكس من خلال سحب علامات التوثيق من الشخصيات العامة البارزة التي ترفض الدفع مقابل ذلك، في حين أنه منح بعض المستخدمين الذين ينتحلون صفة الآخرين علامات التوثيق.
جعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر
وعد ماسك عندما أعلن استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي أنه سيجعل خوارزمية «تويتر» مفتوحة المصدر، أي أن يكون الكود البرمجي للموقع في متناول المستخدمين في أنحاء العالم.
وفي الحادي والعشرين من فبراير شباط الماضي، قال إن ذلك سيحدث «الأسبوع المقبل»، لكنه لم يحدث بعد، ويزعم ماسك الآن أن ذلك سيحدث في الحادي والثلاثين من مارس آذار.
مجلس إدارة محتوى الموقع
عندما تولى ماسك منصب رئيس «تويتر»، قال إنه سيعين مجلساً لإدارة المحتوى الذي سيقدم المشورة بشأن جميع القرارات المتعلقة بالموقع، لكنه لم يعين المجلس مطلقاً، وأشار ماسك لاحقاً إلى أنه لن ينشئ مثل هذه الهيئة في الواقع.
خاصية كشف «حظر الظل»
تعهد ماسك في ديسمبر كانون الأول بأنه سيطلق ميزة تُظهر للمستخدمين ما إذا كان تعرضوا لـ«حظر الظل» وسبب ذلك.
ومرت أشهر ولم تتوافر مثل هذه الميزة حتى الآن.
تعويضات إنهاء الخدمة
تفاخر ماسك بتقديم تعويضات للموظفين المسرحين تقدر بأجر ثلاثة أشهر، والتي قال إنها تتجاوز المتطلبات القانونية.
وبعد شهور من التخلي عنهم، عُرض على العديد من الموظفين أجر شهر واحد فقط.
وعندما تواصلت «CNN» مع ماسك لسؤاله عن هذه الوعود لم يرد.
(أوليفر دارسي – CNN)
