منذ عامين، انتشر مقطع فيديو لقبعات كيري ويليامز على « تيك توك»؛ ما ساعدها في إطلاق متجرها الخاص «ذا برانديد بينتو»؛ إلا أنها بين عشية وضحاها أصبحت تواجه خطراً لم يخطر لها على بال.
جاء ذلك الخطر، بعدما أقرَّ حاكم ولاية مونتانا، جريج جيانفورتي، حظر التطبيق في الولاية الأميركية، فأصبح عمل ويليامز التي تعيش في بيلينجز، وهي أكبر مدينة في مونتانا، عرضة للإغلاق، خاصة أن جميع إيراداتها تأتي من خلال المنصة، بينما تسعى جاهدة لتوقُّع مستقبل أعمالها.
وفي حديثها مع شبكة «CNN»، قالت ويليامز «كنت أحاول إيصال بعض الأشخاص إلى (إنستغرام) في حالة حظر التطبيق، وعندها لن يتمكن الناس فجأة من الوصول إلى حسابي على (تيك توك)، لكنني لست متأكدة حقاً كيف تسير الأمور للعمل».
على مدار العام الماضي، شدد المشرعون في واشنطن على التدقيق بشأن «تيك توك»، إذ دعا عدد متزايد من أعضاء الكونغرس إلى حظر وطني للتطبيق؛ بسبب مخاوف بشأن علاقاته بالصين من خلال شركتها الأم «بايت دانس».
ولكن مع توقيع مشروع القانون هذا الأسبوع، أصبحت ولاية مونتانا أول ولاية أميركية تفرض حظراً كاملاً على التطبيق، وألقت على الفور بالمقيمين مثل ويليامز في حقبة جديدة من عدم اليقين التي يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من البلاد، في حالة اتخذت بعض الولايات الأخرى مثل هذا القرار.
ومن المقرر أن يدخل القانون حيز التنفيذ في يناير كانون الثاني، لكنه واجه شكوى قضائية من قبل مجموعة من مستخدمي «تيك توك» الذين يزعمون أنه ينتهك حقوق التعديل الأول الخاصة بهم.
كما أثار خبراء القانون والتكنولوجيا أسئلة حول كيفية تطبيق القانون؛ لكن بعض السكان ما زالوا يستعدون للتداعيات.
قال كريستيان بول، الذي يطلق على نفسه السفير غير الرسمي لولاية مونتانا على «تيك توك»، لشبكة «CNN» بشأن حظر التطبيق «إن الأمر سيكون بمثابة لطمة على الوجه».
جمع بول أكثر من 400 ألف متابع لمقاطع الفيديو الكوميدية الخاصة به من مونتانا، وقال إنه يكسب أموال قوت يومه من «تيك توك»، لكنه يفعل ذلك كهواية ممتعة، ولتكوين صداقات.
وأضاف «سيكون سيئاً حقاً، إذا فقدت كل الأصدقاء الذين كوّنتهم على مدى السنوات الأربع الماضية، وكل المحتوى الذي أمضيت الكثير من وقت فراغي في إنشائه».
استغرق الضغط لاتخاذ إجراء ضد «تيك توك» شهوراً، إن لم يكن سنوات؛ فقد تصاعدت الانتقادات الموجهة إلى التطبيق خلال العام الماضي بعد أن أوضح تقرير «باز فيد نيوز» أن الصين اطّلعت على بعض بيانات المستخدمين الأميركيين مراراً وتكراراً، مستشهداً بشهادة أحد الموظفين السابقين الذي زعم ذلك أيضاً.
لاحقاً، أوضح «تيك توك» أنه يمكن الوصول إلى بعض بيانات المستخدمين الأميركيين من قبل بعض الموظفين في الصين، لكنه نفى طلب الحكومة الصينية الاطلاع على بيانات المستخدمين.
يخضع «تيك توك» مثل غيره من منصات التواصل الاجتماعية، للتدقيق في واشنطن بسبب آثارها السلبية المحتملة على المستخدمين الشباب، وكذلك المخاوف من إمكانية تعرض المستخدمين لمواضيع ضارة بسبب خوارزمياتها، بما في ذلك المنشورات المتعلقة بالانتحار.
ومع ذلك، يبدو أن جمهور التطبيق في ازدياد، قال «تيك توك» في مارس آذار، إنه يمتلك 150 مليون مستخدم نشط شهرياً في الولايات المتحدة، إذ حقق ارتفاعاً من 100 مليون مستخدم في عام 2020، عندما هددت إدارة ترامب لأول مرة بحظره.
لقد كان «تيك توك» بمثابة شريان حياة للكثيرين، من أجل التواصل مع الآخرين، وبالنسبة للشركات فقد شكّل وسيلة للوصول إلى العملاء، وبالتالي يشعر الآن بعض هؤلاء المستخدمين في مونتانا بالإحباط من المشرعين المحليين.
قالت ويليامز بعد قراءة أخبار الحظر «إنهم يعتقدون فقط أن الصين ستأتي وتسرق كل معلوماتنا، لكن التطبيق يشكّل مصدر رزق فعلياً لبعض الناس».
وأضافت «إن همّي الرئيسي هو أنني أنفقت للتو مجموعة من المال على جميع منتجات صنع القبعات، والآن لن يكون لدي عملاء».
من جهته، قال تايلور ريد، من كاليسبيل في مونتانا، لشبكة «CNN» إنه أطلق شركته للرسم «ريد باينتينغ»، خلال الجائحة بمساعدة «تيك توك»، وذلك بعدما قال إنه قرأ نحو 60 كتاباً عن تسويق شركة صغيرة، وتعلم عن التطبيق قبل بدء مشروعه الإلكتروني.
وقال «لقد أعطانا (تيك توك) طريقة للمنافسة مع توفير المال مقابل الإعلان، لقد فتح لنا الكثير من الأبواب في شركتنا، بما في ذلك صفقات الرعاية مع كُبرى الشركات مثل (بنجامين مور)».
على الرغم من عدم يقينه بشأن تنفيذ قرار الحظر، يعتقد ريد أن المخاوف بشأن خصوصية البيانات التي يستشهد بها المشرعون ليست فريدة من نوعها في «تيك توك».
وأردف أنه لم يتمكن من العثور على مدى الرواج نفسه الذي يتيحه «تيك توك» على قنوات أخرى مثل «ريلز» على «فيسبوك»، ويكافح أيضاً لتحرير مقاطع الفيديو بدون الميزات الموجودة في تطبيق «تيك توك»، لذلك من المحتمل أن ينتهي به الأمر بتعيين مصور فيديو خارجي.
في الوقت الحالي، قال ريد «إننا سنواصل استخدام (تيك توك)، طالما أننا قادرون على ذلك».
(كاثرين ثوربيك – CNN)