عندما يدخل الطالب إلى الفصل يستعد للدراسة بأدواته المختلفة، لكن مع اجتياح التكنولوجيا كل جوانب الحياة، يبدو أن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم قد يكون حلاً منطقياً يسهم في تجنب إهدار الوقت، وتقديم الإجابات بأسهل الطرق إلى الطلاب.

انتشر الجدل الشائع حول إمكانية قضاء الذكاء الاصطناعي على العديد من الوظائف مستقبلاً، وبعد بدء استخدامه في المدارس بالفعل، فإن وظيفة المعلم باتت على المحك، على الرغم من المخاوف من تقديم الإجابات الخاطئة، أو تعزيز الغش في الفصول الدراسية.

قررت بعض الأكاديميات عدم استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، أو حظرها تماماً مثل أداة «تشات جي بي تي»؛ حتى تتجنب الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها الطلاب، إلا أن الأمر يواجه تجربة جديدة.

من المقرر أن يختبر أكثر من 8 آلاف معلم وطالب، واحداً من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم التابع لأكاديمية «خان» التعليمية غير الربحية في الفصل الدراسي خلال العام المقبل، وذلك عن طريق استخدام ميزاته التفاعلية، وتوجيه التعليقات إلى الأكاديمية في حالة الخطأ.

يقدم برنامج «خانميغو» أداة جديدة لإرشادات فردية للطلاب حول مسائل الرياضيات والعلوم الإنسانية، وذلك بعد إطلاقه لأول مرة في شهر مارس آذار لبرنامج تجريبي أصغر يضم نحو 800 معلم وطالب.

يسمح «خانميغو» للطلاب بالدردشة مع قائمة متزايدة من الشخصيات التاريخية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، من جورج واشنطن إلى كليوباترا ومارتن لوثر كينغ جونيور، إضافة إلى الشخصيات الأدبية الشهيرة مثل هاملت.

قالت كريستين ديكيربو، رئيسة قسم التعليم في أكاديمية «خان»، لشبكة «CNN» إن «(خانميغو) تساعد في معالجة مشكلة شاهدتها مباشرة في أحد الفصول الدراسية في ولاية أريزونا، إذ يحتاج الطلاب إلى مساعدة فردية عندما يتعلمون شيئاً جديداً، وهذا ما تقدم مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم عن طريق معلم واحد يقدم المساعدة، مع اختصار الوقت».

وأضافت «نحاول التركيز على الصالح الاجتماعي، لكننا بحاجة إلى أن نكون على دراية بالتهديدات والمخاطر حتى نعرف كيفية التخفيف منها».

آينشتاين في عيون الذكاء الاصطناعي

على سبيل المثال، عند اختيار ألبرت أينشتاين من قائمة الشخصيات التاريخية للدردشة معه بواسطة الذكاء الاصطناعي، فإنه يدلي بأعظم إنجازاته سواء نظريته النسبية أو كيفية تأثيره في الآخرين.

برمج مطورو «خامينغو» الذكاء الاصطناعي على عدم التعليق على الأحداث بعد حياته، على هذا النحو، لن يعلق آينشتاين على الدقة التاريخية لدوره في فيلم «أوبنهايمر».

بعد الحصول على وصول مبكر إلى نموذج اللغة الأكبر والأحدث والأكثر قدرة لمطوري «تشات جي بي تي- 4»، دربت أكاديمية «خان» الأداة لخدمة محتوى التعليم الخاص بها، كما وضعت حواجز حماية للطلاب.

بالنسبة للمعلمين، يساعدهم البرنامج في إنشاء خطط الدروس ونماذج التقييم، ويحدد الطلاب المتعثرين بناءً على أدائهم في الأنشطة المختلفة.

قال ليو لين، مدرس العلوم في مدرسة «خان لاب» غير الربحية التابعة للأكاديمية في كاليفورنيا وأحد المختبرين الأوائل للبرنامج «أتعلم طرقاً جديدة لحل المشكلات أيضاً».

برز «خانميغو» ضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم التي يمكن أن تحتاج إليها الأوساط الأكاديمية، على الرغم من تشجيع بعض المعلمين للاستعانة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، والبعض الآخر لا يحبذ استخدامه.

قد يؤدي نقص المعلومات حول الذكاء الاصطناعي إلى تفاقم مخاوف المعلمين، ففي حين أن 72 في المئة من معلمي رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر ومديري المدارس وقادة المناطق يقولون إن تعليم الطلاب كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مهم إلى حد ما على الأقل، قال 87 في المئة إنه لا يوجد تعليمات احترافية حول دمج الذكاء الاصطناعي في عملهم، وفقًا لمسح مركز أبحاث «إيدويك» من يونيو حزيران.

على الرغم من أن «خانميغو» لا يزال في مرحلته التجريبية، فإنه يُستخدم حالياً من قبل أكثر من 10 آلاف مستخدم إضافي في جميع أنحاء الولايات المتحدة بعد البرنامج التجريبي، ما عزز من فكرة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بكل مراحله.

البرنامج غير كامل

على الرغم من هذا الانتشار، فإن البرنامج ليس محصناً ضد الأخطاء أو ما يسمى بالهلوسة واختلاق الأشياء، قال إرنست ديفيس، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة نيويورك، لشبكة «CNN» إن «هذه هي المشكلة الرئيسية مع هذه التكنولوجيا في الوقت الحالي».

يستخدم البرنامج بشكل شائع في تدريس الرياضيات، أضاف ديفية «مجرد النظر إلى الكثير من النصوص، ومحاولة اكتشاف الأنماط التي تشكل عملية الضرب ليست طريقة فعالة للغاية للوصول إلى برنامج كمبيوتر يمكنه إجراء عمليات الضرب بشكل موثوق».

الذكاء الاصطناعي في التعليم.. لا مفر منه

قال أستاذ معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا راما راماكريشنان إن فكرة منع الطلاب من استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم هي فكرة «قصيرة النظر»، مضيفاً أن المسؤولية تقع على عاتق المعلمين لتزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للاستفادة من التكنولوجيا الجديدة.

واقترح أن يبدع المعلمون في تصميم المهام التي لا يمكن للطلاب استخدام الذكاء الاصطناعي للتغلب عليها.

(ناديا بيدريان – CNN)