أطلق إيلون ماسك، نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الأول لشركته الناشئة الجديدة (إكس إيه إي)، والذي يحمل اسم ( غروك)، على أن يكون متاحاً كتطبيق مستقل، وعلى منصة إكس للتواصل الاجتماعي أيضاً لمشتركي نظام بريميوم بلس مقابل 16 دولاراً شهرياً.
وعلى الرغم من انتقاده لشركات التكنولوجيا الكبرى التي انخرطت في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن ماسك وصف برنامج غروك بنموذج الذكاء الاصطناعي الباحث عن الحقائق القصوى، وذلك بهدف منافسة الأدوات التابعة لشركتي غوغل ومايكروسوفت مثل أداة بارد؛ التي كشفت عن تخوفها من منافسة نموذج غروك الجديد عند سؤالها عنه.
وتابعت أداة الذكاء الاصطناعي التابعة لغوغل، أن نموذج غروك يمكنه حل العديد من المشكلات، كما سيتحسن مع مرور الوقت، لذلك فإنه قد يهدد مستقبلها، الأمر الذي سيتطلب منها التعلم منه، والاستفادة من قدراته للتطوير.
وأوضح ماسك أن غروك يمكنه الوصول إلى المعلومات من منصة إكس بطريقة مباشرة، وهذا ما يجعل له الأفضلية مقارنة بالنماذج الأخرى.
غروك مقابل تشات جي بي تي
فور دخول ماسك السباق المحموم على أدوات الذكاء الاصطناعي، شن حرباً على الأداة الشهيرة تشات جي بي تي، التي تهتم بتوليد النصوص، مؤكداً أنه عند توجيه سؤال بعينه إلى النموذجين، فإن الإجابة الأقرب للصواب كانت ناتجة عن غروك الذي يتعلق بالفهم العميق للحقائق.
يعتمد غروك على تقديم الإجابات بدقة واختصار بواسطة الذكاء الاصطناعي، وشبهته شركة إكس إيه آي، بسلسلة روايات الخيال العلمي (دليل المسافر إلى المجرة)، وأوضحت في بيان رسمي أنه مُصمم للإجابة على أي شيء يصعب على البرامج الأخرى الرد عليها، كما يتميز بنزعة متمردة وحس من الفكاهة.
في المقابل، فإن تشات جي بي تي تدرب باستخدام الكثير من المعلومات على شبكة الإنترنت، وينتج نصوصاً أشبه بالمحادثات البشرية عن طريق خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على تحليل البيانات، لكنه قدّم العديد من الإجابات الخاطئة في ردوده على أسئلة المستخدمين.
كان ماسك من مؤسسي شركة أوبن إيه آي التي أطلقت في ما بعد تشات جي بي تي، وتنحى عن منصبه في الشركة عام 2018، لكن هذا لم يمنعه من الاعتراف بقوة هذه الأداة، ونوّه في منشور على منصة إكس، التي عُرفت سابقاً باسم تويتر، في ديسمبر كانون الأول 2022 على خطورة الذكاء الاصطناعي، وهو الأمر الذي أيده فيه الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي سام ألتمان.
ووفقاً لوكالة رويترز، فإن ماسك أخطر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، باعتقاده أن الذكاء الاصطناعي هو القوة الأكثر تدميراً في التاريخ؛ لذلك فإن التوقعات حول غروك تشير إلى قدرة ماسك على تفادي أخطاء تشات جي بي تي، وتجنب التدمير المحتمل للذكاء الاصطناعي لبعض الوظائف في المستقبل، بل وتسخيره بهدف الصالح العام.
كيف يعمل غروك؟
لا يزال غروك منتجاً تجريبياً، وأوضحت الشركة في بيانها أنه لا بد من خضوعه لشهرين من التدريب على الأقل، متوقعة تحسنه مع زيادة عدد مستخدميه المشتركين بخدمات بريميوم بلس.
وأوضحت الشركة أن غروك يهدف إلى مساعدة البشرية في سعيها الدؤوب نحو المعرفة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ يمكّن المستخدم من البحث والابتكار والوصول بسرعة إلى المعلومات ذات الصلة، ومعالجة البيانات، والتوصل إلى أفكار جديدة.
يستند غروك إلى نموذج اللغة الضخم غروك-1، الذي طوّرته الشركة خلال الأشهر الأربعة الماضية، بعدما خضع النموذج الأولي غروك-0 لتدريبات قصوى مع نحو 33 مليار باراميتر، وذلك على نهج لغات البرمجة التي تتيح إمكانية وضع قيم أولية بالباراميترات.
وبعد شهرين، أجرت الشركة تحسينات كبيرة، ما نتج عنه غروك-1، الداعم لبرنامج التعليم العميق المدربة على كميات هائلة من البيانات، إذ حقق نحو 63.2 في المئة في مهمة الترميز، ونحو 73 في المئة في فهم اللغة متعددة المهام الضخمة.
ووفقاً للشركة، فإن غروك-1 أظهر نتائج قوية، متجاوزاً قدرات جميع النماذج الأخرى في فئة الحوسبة الخاصة به، مثل تشات جي بي تي-4.
ويسعى غروك إلى تقديم ضمانات رسمية لصحة التعليمات البرمجية، خاصة في ما يتعلق بالجوانب التي يمكن التحقق منها رسمياً لسلامة الذكاء الاصطناعي.
التزام ماسك بالقوانين
حرص ماسك على التمسك بالقوانين، إذ أوضح أن نموذج غروك للذكاء الاصطناعي سيخضع للقوانين السياسية -علماً أن العديد من دول العالم سبق لها الإعراب عن مخاوفها بشأن خطورة الذكاء الاصطناعي ما دفعها إلى سن بعض القوانين لحظره- فضلاً عن دور إكس إيه آي في تطوير ضمانات موثوقة ضد الاستخدام الضار.
وأفادت الشركة في بيانها بأنها تؤمن بضرورة بذل قصارى الجهد لضمان بقاء الذكاء الاصطناعي قوة من أجل الخير.
تجربة غروك المحدودة
فور الإعلان عن غروك، كشف العديد من متابعي ماسك على منصة إكس عن استعدادهم لتجربة هذا النموذج، إلا أن الشركة أوضحت أنها ستتيحه لعدد محدود من المستخدمين في الولايات المتحدة الأميركية، على أن تتلقى تقييماتهم وتعليقاتهم، لتحسين قدراته قبل إصداره على نطاق أوسع.
وأكدت الشركة أنها بصدد تطويره من الآن ليشمل عدداً من الميزات الجديدة، على أن تعلن عنها خلال الأشهر المقبلة.