في مذكرة نشرت مساء يوم الثلاثاء، اعترف الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، سوندار بيتشاي، بأخطاء أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة (جيميني) عقب الانتقادات الحادة التي طالتها من قبل المستخدمين في الفترة الماضية.
وقال بيتشاي «تعمل فرقنا على مدار الساعة للتأكد من حل تلك المشكلات، سنراجع ما حدث وسنعمل على حل تلك المشكلات على نطاق واسع»، مشيراً إلى أنه لا يوجد نظام ذكي كامل، ومتعهداً بالعمل على توفير أعلى مستوى من الدقة والأمان للمستخدمين.
وتزامناً مع تغيير غوغل اسم روبوت الدردشة الخاص بها من (بارد) إلى ( جيميني)، قررت الشركة إطلاق أداة لتوليد الصور من خلاله، والتي تمثل أحد النماذج الأكثر تقدماً للذكاء الاصطناعي للشركة، وهي أداة تتيح للمستخدمين إدخال تعليمات لإنشاء صور.
لكن خلال الأسبوع الماضي، اكتشف المستخدمون انعدام الدقة لهذه الأداة، موجهين انتقادات لاذعة لها على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع غوغل لإزالة الأداة الأسبوع الماضي، معلنة أنها ستعيد إطلاقها في الأسابيع القادمة.
فما الأخطاء التي تسببت فيها أداة الذكاء الاصطناعي (جيميني)؟
صور مسيئة وغير دقيقة
أثارت الأداة التي أُطلقت هذا الشهر الكثير من الجدل بشأن الصور المسيئة وغير الدقيقة تاريخياً التي أنتجها مولد الصور المرتبط بها، مثل تصوير امرأة آسيوية ترتدي زياً ألمانياً عسكرياً من أزياء الحرب العالمية الثانية، وأخرى ترتدي زي رجل دين مسيحي.
وبادرت غوغل بالاعتذار عن تلك الأخطاء التاريخية وأوجه القصور الخاصة بمولد الصور، وأعلنت وقفه بصورة مؤقتة، مبينة أن الأداة تلقت تدريباً على تضمين مجموعة من الأشخاص ضمن نتائجها لكن التدريب فشل في حساب الأخطاء.
منافسة تشات جي بي تي
يذكر أن الهدف الرئيسي من إطلاق (جيميني) هو المنافسة المباشرة مع أداة الذكاء الاصطناعي (تشات جي بي تي) الخاصة بشركة (أوبن إيه آي) التي تلقت تمويلات تصل إلى 13 مليار دولار من شركة مايكروسوفت، وتقدر قيمتها السوقية الحالية بنحو 80 مليار دولار.
فمنذ إطلاق (تشات جي بي تي) في أواخر 2022، تتسابق شركات التكنولوجيا الكبرى -وفي مقدمتها غوغل- للحاق بركب الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتيح إنتاج الصور والنصوص بناءً على معلومات بسيطة يتم إدخالها.
وبالنسبة لغوغل، يُعد (جيميني) نموذجها الأكثر تقدماً للذكاء الاصطناعي على الإطلاق. فخلال مرحلة الاختبار، أعلنت الشركة أن الأداة أثبتت تفوقها على نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة في العديد من المؤشرات مثل فهم النصوص والقدرات الحسابية ومهارات التفسير، وفقاً لما أوردته شبكة CNN.
لكن الثغرات العديدة في أداة (جيميني) أثارت التساؤل حول مسيرة الذكاء الاصطناعي للشركة التكنولوجية العملاقة.
انتقادات ماسك
وكان الملياردير الأميركي إيلون الماسك، الذي يمتلك بدوره شركة للذكاء الاصطناعي (إكس ايه آي)، قد أشار في تغريدة له إلى أن مبالغة غوغل في إظهار مزايا الأداة أسهمت في جعل برامجها العنصرية واضحة للجميع.
وأوضح ماسك أن البرامج العنصرية لا تقتصر على جيميني فحسب، بل تمتد لتشمل محرك البحث الخاص بالشركة، مبيناً أن أحد المرشحين اليمينيين في الانتخابات الأميركية ادعى أن غوغل تعمل على تزوير انتخابات 2024 لصالح المرشحين اليساريين.