تعتزم الهند استثمار نحو 1.2 مليار دولار في مجموعة واسعة من مشاريع الذكاء الاصطناعي، إذ تسعى إلى السيطرة على هذا القطاع التكنولوجي المزدهر، في الوقت الذي أصبحت فيه الهند أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، بحسب بيان صادر عن «وزارة تكنولوجيا المعلومات» نقلته وكالة الأنباء الفرنسية،
وأفاد البيان أن الأموال ستُسخر لإنشاء البنية التحتية للحوسبة والمساعدة على تمويل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة (أوبن إيه آي)، سام ألتمان، أمام جمهور في نيودلهي العام الماضي، إن رواد الأعمال والشركات الهندية سيواجهون صعوبات في بناء منتجات الذكاء الاصطناعي دون دعم مالي كبير.
وكان القطاعان العام والخاص في الهند قدما محاولات أولية لإنشاء تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع أن تطرح شراكة بين شركة (ريلاينس للصناعات) التابعة لرجل الأعمال الملياردير موكيش أمباني -وهي أكبر شركة في الهند من حيث القيمة السوقية – وأكبر الجامعات في البلاد الاستعانة بأداة ذكاء اصطناعي على غرار تشات جي بي تي خلال الشهر الجاري.
سوق الذكاء الاصطناعي في الهند
ومن المقرر أن يحفّز نظام الأعمال في الهند بيئة الذكاء الاصطناعي، ليصبح قوة تشكل المستقبل في الهند ويضعه كقوة تشكل مستقبل هذه التكنولوجيا، وفقاً للتوقعات الصادرة عن هيئة صناعة تكنولوجيا المعلومات الهندية ( ناسكوم)، والتي أفادت أيضاً بأن قيمة سوق الذكاء الاصطناعي الناشئ في الهند ستتراوح بين 17 و22 مليار دولار بحلول عام 2027.
ويمثل هذا الرقم شريحة صغيرة من السوق العالمية لبرمجيات الذكاء الاصطناعي، والتي قالت شركة الأبحاث الأمريكية غارتنر إنها قد تصل إلى 297 مليار دولار بحلول العام ذاته.
وأفصح تقرير ناسكوم أن حجم الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي بالهند بلغ نحو أربعة مليارات دولار في العام الماضي 2023، علماً أن الدولة التي تجمع أكبر تعداد سكاني في العالم تجمع ثالث أكبر قاعدة لمواهب الذكاء الاصطناعي عالمياً.
ومن المقرر أن يرتفع الطلب على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الهند ليتراوح بين 1.25 إلى 1.35 مليون طلب بحلول عام 2027.
وتقدم الهند خدمات برمجية واسعة النطاق نشأت من طفرة الاستعانة بمصادر خارجية عالمية بدأت في التسعينيات، لذلك فإن برمجيات الذكاء الاصطناعي تمثل فرصة وتهديداً على حد سواء؛ فقد يرى خريجو الهندسة الذين يعملون في مراكز الاتصال التقليدية أو أدوار البرمجة أن وظائفهم مهددة بنماذج الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي عالمياً
على الصعيد العالمي، فإن حمى الذكاء الاصطناعي انتشرت بين أكبر الشركات التكنولوجية، ويبدو أن السباق المحموم يجري على أشده، خاصة بعد الانتشار الساحق لأداة تشات جي بي تي.
ومن المتوقع أن ينمو سوق الذكاء الاصطناعي العالمي واستثماراته بوتيرة سريعة، ليشهد معدل نمو سنوي مركب بنسبة 25 إلى 35 في المئة بحلول 2027، على أن يشكل الذكاء الاصطناعي التوليدي نحو 33 في المئة من هذا السوق، وفقاً لتقرير ناسكوم.
أما البرمجيات والخدمات، فستشمل أكثر من 85 في المئة، كما سيشهد انتشاراً في قطاعات الخدمات المصرفية والمالية، والتأمين، والرعاية الصحية.
ومن المرجح أن تتجاوز الاستثمارات الخاصة في الذكاء الاصطناعي عالمياً نحو 80 مليار دولار بحلول عام 2027، مدفوعة بالبيانات والتحليلات وسلسلة التوريد واستثمارات الذكاء الاصطناعي التوليدي.