أعلنت شركة أبل عن نظارة الواقع المختلط فيجين برو قبل عام، ولم يحقق المنتج الجديد لعملاق التكنولوجيا النتائج المتوقعة، وتأمل أبل في أن تؤدي إضافة الذكاء الاصطناعي إلى إحياء مسيرة نظارتها.

من المتوقع أن تعلن أبل عن أول أدواتها للذكاء الاصطناعي التوليدي مع جهازي آيفون وآيباد الأسبوع المقبل كجزء من جهد أكبر لبث الحياة في خطوط منتجاتها المتعثرة، وعلى الرغم من أن نظارة الواقع المختلط فيجين برو لم تكن في السوق إلا لبضعة أشهر، فإن بعض الخبراء يعتقدون أن التكنولوجيا نفسها قد تجد طريقها قريباً إلى الجهاز.

يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يمكنه تقديم إجابات مدروسة وشاملة للأسئلة والمطالبات، أن يدفع نظارة الرأس إلى مستوى آخر من التخصيص والانغماس، ويفتح الباب لاستخدامات جديدة للشركات، وخاصة في مجال التعليم والطب، كما يمكن أن يعزز مبيعات فيجين برو الباهظة الثمن التي تلقت خفضاً في الإنتاج بشكل غير متوقع.

في مؤتمر المطورين المقبل بمقرها الرئيسي بكوبيرتينو في ولاية كاليفورنيا الذي يبدأ يوم الاثنين 10 يونيو حزيران، من المرجح أن يعرض الرئيس التنفيذي تيم كوك رؤية الشركة لهذا النوع من الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أيضاً أن تتعاون مع أوبن إيه آي الشركة المالكة لتطبيق تشات جي بي تي لفتح الباب أمام إضافة تقنيات ثورية إلى منتجاتها.

يأتي كل هذا في وقت تتعرض فيه الشركة لضغوط لمواكبة المنافسين مثل غوغل وسامسونغ التي تستخدم بالفعل التكنولوجيا في هواتفها الذكية.

أبل والذكاء الاصطناعي

الطريقة الأكثر وضوحاً لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في فيجين برو هي من خلال مساعد افتراضي مشابه لسيري، ما يسمح للمستخدمين بطرح أسئلة حول ما يشاهدونه أو أتمتة المهام مثل إرسال النصوص بالصوت أو تشغيل الأضواء.

تشمل مميزات الاستخدام الأخرى الترجمة الفورية والتعاون الأعمق في بيئة العمل أو خطط اللياقة البدنية الشخصية، وفقاً للخبراء.

فيجين برو (صورة أرشيفية CNN)
فيجين برو (صورة أرشيفية CNN)

ولكن التجربة قد تكون أكثر ثراءً للشركات، وخلال أحدث مكالمة أرباح قال الرئيس التنفيذي لأبل تيم كوك إن أكثر من نصف شركات فورشن 100 اشترت بالفعل فيجين برو، معقباً «نحن نستكشف طرقاً مبتكرة لاستخدامه للقيام بأشياء لم تكن ممكنة من قبل».

وقال المحلل الرئيسي في شركة أبحاث السوق جارتنر، تونج نيغوجن إنه من غير الواضح متى ستضاف تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى فيجين برو لكنها «مسألة وقت فقط».

هذا لأن فيجين برو هو مجرد واجهة أخرى -تماماً مثل الجهاز اللوحي أو الكمبيوتر المحمول أو الساعة- لنظام تشغيل أبل.

وأضاف نيغوجن «الأمر ليس ما إذا كانت أبل ستستخدم الذكاء الاصطناعي -لأنني أتوقع أن يستخدمه الجميع- أو من استخدمها أولاً، الأمر يتعلق بكيفية استخدامها وما القيمة التي تقدمها للمستخدم».

مستقبل فيجين برو

نظارة فيجين برو أول منتج جديد لأبل منذ سبع سنوات ظهرت في السوق منذ عام وتبلغ تكلفتها 3499 دولاراً مع عدد محدود من التطبيقات وبطارية بحجم هاتف آيفون توفر نحو ساعتين ونصف من الاستخدام بشحنة واحدة.

لكن المستهلكين والشركات اتفقوا على نطاق واسع على أن تجربة المستخدم لا مثيل لها عندما يتعلق الأمر بمشاهدة مقاطع الفيديو الغامرة والتفاعل مع العالم من حولك.

ولم تصدر شركة أبل بعد بيانات مبيعات محددة للجهاز، لكن محلل أبل مينج تشي كو قال إن الإنتاج خفض إلى 400 ألف وحدة سنوياً، مقارنة بتوقعات الصناعة المبكرة التي بلغت 700 ألف وحدة، ومع ذلك فإن إضافة الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى التجربة يمكن أن يساعد المطورين من جميع المستويات لإنشاء محتوى أكثر جاذبية وجذب جمهور أكبر، وفقاً لمدير ومؤسس مختبر التفاعل البشري الافتراضي بجامعة ستانفورد جيريمي بيلنسون.

وقال بيلنسون «على الرغم من أن معظم نظارات الرأس اليوم أرخص من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، فإن الاستخدام محدود للغاية من قبل المستهلكين ويرجع ذلك جزئياً إلى نقص المحتوى الجذاب المصمم خصيصاً لهذه النظارات».

وأضاف بيلنسون «سيساعد الذكاء الاصطناعي الأشخاص الذين ليس لديهم أي خبرة في البرمجة في إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد ومشاهد غامرة وحتى أجسام وصور رمزية متحركة».

ويرى بيلنسون إمكانات ضخمة لاستخدام النظارات في التعليم والألعاب.

من جانبه قال مدير شركة أبحاث السوق آي دي سي، رامون لاماس إن أبل ستبدأ في تسويق الذكاء الاصطناعي من خلال فيجين برو، لكن التأثير الأكبر سيؤثر في نهاية المطاف على الشركات.

وأضاف لاماس «لقد أطلقت فيجين برو منذ بضعة شهور فقط، ويجب أن تعزز مكانته في السوق قد أن يحقق انطلاقة حقيقية»، معقباً «مع نظام التشغيل آي أو إس لدينا بالفعل قاعدة من المستخدمين والمنتجات، لذا فمن المحتمل أن تتسارع خطوات أبل في هذا الاتجاه الآن».

(سامانثا ميرفي كيلي_ CNN)