أطلقت شركة أبل، يوم الاثنين، ولأول مرة، نظام الذكاء الاصطناعي «أبل إنتليجنس» خلال مؤتمر أبل السنوي للمطورين العالميين.

وأعلن تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، عن سلسلة من منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية خلال كلمته الرئيسية في مؤتمر المطورين.

وقال كوك «يجب (على النظام) أن يفهمك ويرتكز على سياقك الشخصي مثل روتينك وعلاقاتك واتصالاتك وغيرها، إنه أبعد من الذكاء الاصطناعي، إنه ذكاء شخصي».

وأعلنت الشركة كذلك عن نظام تشغيل محدث لنظارة فيجن برو (Vision Pro)، وهو جهاز الواقع الافتراضي الذي كان متاحاً فقط في الولايات المتحدة منذ إطلاقه في فبراير شباط الماضي، لكن الشركة وسعت نطاق مبيعاتها ليصبح متاحاً في الصين واليابان وسنغافورة وأستراليا وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة على مدار الشهرين المقبلين.

كما قالت شركة «أبل» إنها ستعتمد خدمات الاتصالات الغنية لتحسين المراسلة بين أجهزة آيفون والهواتف الذكية الأخرى، بالإضافة إلى توسيع خيارات التخصيص للرسائل النصية، والرسائل النصية عبر الأقمار الصناعية في المواقع التي لا تحتوي على اتصالات أبراج خلوية، إذ تستخدم الهواتف التي تعمل بنظام التشغيل آندرويد من غوغل بروتوكول المراسلة منذ فترة طويلة.

وتضمنت المزيد من التحديثات الإضافية تطبيق صور مُعاد تصميمه، وخرائط المشي لمسافات طويلة في خرائط أبل، وتعديلات على تطبيق المحفظة «واليت».

شراكة «أوبن إيه آي»

كما أعلنت «أبل» عقد شراكة مع «أوبن إيه آي» لدمج برنامج «شات جي بي تي» في أجهزتها، في صفقة وصفها الرئيس التنفيذي «تيم كوك» بـ «الخطوة الكبيرة التالية» والتي ستكون مدفوعة بالذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة.

وتمثل هذه الخطوة تغييراً في تركيز الشركة التي تتعرض لضغوط للحاق بركب الذكاء الاصطناعي الذي تبذله الشركات المنافسة.

إذ شهدت «أبل» تباطؤاً في المبيعات العالمية خلال العام الماضي، ودمجت عدداً أقل من ميزات الذكاء الاصطناعي في منتجاتها الموجهة للمستهلك مقارنة بالمنافسين.

في حين أن الطفرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي في السنوات الأخيرة دفعت عمالقة التكنولوجيا مثل غوغل إلى تجديد خدماتها الأساسية، فقد امتنعت شركة «أبل» حتى الآن عن دمج التكنولوجيا في منتجاتها الرئيسية.

ولذلك، كان افتقار الشركة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية مصدراً للذعر بين المحللين والمستثمرين خلال العام السابق، إذ أعربوا عن قلقهم من أن شركة «أبل» تبدو كأنها تحاول اللحاق بسباق الذكاء الاصطناعي.

ومع تزايد الضغوط على شركة «أبل» لتقديم شكل ما من أشكال عروض الذكاء الاصطناعي الجديدة، بدأت الشركة في مناقشة الشراكات والنظر في طرق لتحديث أدوات مثل «سيري»، مساعدها الصوتي الذي ظهر لأول مرة في عام 2011.

وعلى الرغم من أن شركة «أبل» كانت مترددة في إطلاق منتج بارز للذكاء الاصطناعي، فإنها كانت تعمل بهدوء على بناء قدراتها واستثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي لسنوات، إذ استحوذت على العديد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وأعادت توزيع الموظفين للعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، وتقوم بإنشاء مختبر أبحاث الذكاء الاصطناعي في زيورخ.