يرى الملياردير الأميركي إيلون موسك -أغنى رجل في العالم- أنه قد يتعين عليه أن يكون أكثر حذراً بشأن المكان الذي يسافر إليه بعد اعتقال الرئيس التنفيذي لشركة تيليغرام بافيل دوروف في فرنسا.

ويواجه مالك منصة إكس -تويتر سابقاً- تدقيقاً في جميع أنحاء العالم بسبب انتشار معلومات مضللة على منصة التواصل الاجتماعي التي اشتراها مقابل 44 مليار دولار في عام 2022، ما جعله يدخل في نزاعات مع بعض الدول كان آخرها البرازيل.

إيلون ماسك خائف من الاعتقال

سأل أحد متابعي الملياردير إيلون ماسك، على منصة إكس، النظر في الآثار المترتبة على المكان الذي يسافر إليه، بعد الذي حدث لمؤسس تيليغرام بسبب حرية التعبير.

ورد ماسك، في منشور له على المنصة، إنه قد يقصر التنقلات على الدول التي تكون فيها حرية التعبير محمية دستورياً، خوفاً من أن يتعرض لمصير مؤسس تيليغرام.

وقبض على الرئيس التنفيذي لشركة تيليغرام بافيل دوروف، الأسبوع الماضي في مطار بالقرب من باريس ويواجه اتهامات بارتكاب جرائم تتعلق بنشاط غير قانوني على منصته.

وكان ماسك مدافعاً صريحاً عن دوروف منذ اعتقاله وانتقد احتجازه باعتباره انتهاكاً لحرية التعبير، محذراً من أنه يبشر بـ«أوقات خطيرة».

ولدى فرنسا قوانين تحمي حرية التعبير، وهي مدرجة في دستور البلاد، بينما هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في منشور على منصة إكس ما أسماه «المعلومات الكاذبة» بشأن اعتقال دوروف.

وقال إن اعتقال دوروف ليس قراراً سياسياً بأي حال من الأحوال، وإن فرنسا ملتزمة بشدة بحرية التعبير.

وهناك الكثير من القواسم المشتركة بين ماسك ودوروف، إذ تم انتقاد كلا النظامين الأساسيين بسبب افتقارهما إلى الإشراف على المحتوى، فيما كانت الاتهامات الموجه إلى مؤسس تيليغرام، أن السياسة المتسامحة في التطبيق الاجتماعي سمحت للنشاط الإجرامي بالازدهار.

كما واجه ماسك انتقادات بسبب نشره معلومات كاذبة على منصة إكس كان آخرها في أعمال الشغب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء المملكة المتحدة، بعد حادث طعن في حفل رقص للأطفال، واندلعت أعمال الشغب جزئياً بسبب التقارير الكاذبة، التي انتشرت على منصة إكس، والتي تفيد بأن المهاجم في عملية الطعن دخل البلاد بشكل غير قانوني.

واتُهم ماسك نفسه، بمحاولة زيادة الفتنة وإثارة السلم العام في المملكة المتحدة، من خلال منشوراته بشأن العنف، بما في ذلك منشور ادعى فيه أن «الحرب الأهلية كانت حتمية» أسفل مقطع فيديو عن اضطراب اليمين المتطرف في المملكة المتحدة، حتى إن أحد المسؤولين التنفيذيين السابقين في إكس اقترح أن يواجه ماسك الاعتقال إذا ثبت أنه أثار الاضطرابات.

أيضاً يواجه ماسك معركة قانونية في البرازيل، بعدما أمر قاضٍ بالمحكمة العليا بتعليق خدمات إكس في البلاد، بعد أن رفضت منصة التواصل الاجتماعي حظر العديد من الحسابات المتهمة بنشر معلومات مضللة.

مارك زوكربيرغ نادم على الخضوع للبيت الأبيض

لم يتوقف الأمر عند إيلون ماسك، إذ أثار الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، مارك زوكربيرغ جدلاً بشأن تحكم الحكومات في حرية التعبير بالشبكات الاجتماعية، وقال إنه نادم للخضوع لما يسميه ضغوط إدارة بايدن لفرض رقابة على المحتوى على فيسبوك وإنستغرام أثناء جائحة فيروس كورونا.

وفي رسالة أرسلها إلى رئيس لجنة بمجلس النواب الأميركي، أوضح زوكربيرغ أن بعض المواد –بما في ذلك الفكاهة والسخرية– أُزيلت في عام 2021 تحت ضغط من كبار المسؤولين.

ودافع البيت الأبيض عن أفعاله، قائلاً إنها شجعت على الإجراءات المسؤولة لحماية الصحة والسلامة العامة، فيما قال زوكربيرغ إن القرارات المتخذة كانت قرارات شركته، لكن الضغط الحكومي كان خاطئاً.

وتابع «لقد اتخذنا بعض الاختيارات، مع الاستفادة من الإدراك المتأخر والمعلومات الجديدة، ما كنا لنتخذها اليوم»، مشيراً إلى أن ميتا ستكون مستعدة للرد إذا حدث شيء مماثل في المستقبل.