تحت رعاية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية، اختتم مؤتمر مبادرة القدرات البشرية أعماله يوم الخميس 29 فبراير في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
وشهد المؤتمر الذي استمر يومين، حضور أكثر من 10 آلاف مشارك من أكثر من 100 دولة، بالإضافة لأكثر من مليوني مشاهدة للبث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة أكثر من 250 متحدثاً في 100 جلسة نقاش.
كما شهد توقيع أكثر من 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الدولي في مجال تنمية القدرات البشرية.
الاقتصاد السعودي يضيف 3 تريليونات دولار
انطلقت أعمال اليوم الثاني بكلمةٍ لوزير الاستثمار السعودي، خالد بن عبدالعزيز الفالح، بعنوان (شؤون الاستثمار.. الدور الحيوي للاستثمار في خلق اقتصاداتٍ جاهزة للمستقبل)، والتي أكّد خلالها العلاقة القوية بين الاستثمار والقدرة البشرية، إذ يساعد الاستثمار القوة العاملة على اكتساب مهارات وقدرات جديدة، متوقعاً أن تضيف المملكة أكثر من 3 تريليونات دولار في الاقتصاد المحلي خلال العقد الجاري.
من جهته، شارك وزير التعليم السعودي، يوسف البنيان، في الجلسة الوزارية بمشاركة عدد من وزراء التعليم حول العالم، بعنوان (تسليط الضوء على التعليم)، والتي استعرض خلالها المشاركون أبرز التحديات التي تواجه صناع القرار لتطوير البرامج والمؤسسات التعليمية على مستوى العالم.
كما ناقشت الجلسة مدى قدرة تلك الأنظمة على مواكبة التطورات المستقبلية، مع تناول دور البيانات في تنمية المهارات الاجتماعية والرقمية.
التنمية البشرية في قلب اهتمامات المملكة
بدوره، أكد وزير الاقتصاد والتخطيط، فيصل الإبراهيم، أن تطوير القدرات البشرية والاستثمار فيها هو جزء أساسي على أجندة المملكة، مضيفاً أن العالم يشهد نقلة نوعية في عصر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة التي تتطلب تسليح الجيل القادم بالمعارف والمهارات المناسبة.
وهو ما شدد عليه أيضاً عميد كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، زيغر ديجريف، في حديثه مع «CNN الاقتصادية» على هامش ختام المؤتمر، إذ أوضح أن التعليم القوي يؤهل الكوادر لمواكبة التطورات التكنولوجية وتحليل التحديات والتعامل معها.
وفي جلسة بعنوان (تطوير وإعادة تأهيل مهارات القُوى العاملة وتنمية قدراتها كأولويات استراتيجية عالمية)، قال الرئيس التنفيذي لبرنامج تنمية القدرات البشرية، أنس المديفر إن التكنولوجيا أحدثت تغييرات كبرى في سوق العمل، مشيراً إلى المبادرات والبرامج التي أطلقتها المملكة لتنمية المواهب البشرية والتي تشمل تطوير المهارات الشخصية والرقمية لبناء كوادر قادرة على المنافسة في المستقبل.
وفي حديث خاص لـ«CNN الاقتصادية»، أكدت نائبة الرئيس التنفيذي لبرنامج تنمية القدرات، بدور الريّس، أن المؤتمر يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتمكين الكوادر وتعزيز قدراتها على مواكبة التطورات التكنولوجية خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي قد يلغي الوظائف؛ لكنه لن يلغي رأس المال البشري، على حد وصفها.
مبادرة التأشيرة التعليمية
وشهد اليوم الثاني للمؤتمر توقيع عددٍ من الشراكات والاتفاقيات الاستراتيجية، من أبرزها مذكرة تفاهم بين برنامج تنمية القدرات البشرية وشركة لينكد إن لدعم السعوديين في تطوير المهارات الشخصية وتوجيه تخطيطهم المهني، بالإضافة لاتفاقية بين وزارتي التعليم والاستثمار وجامعة أريزونا الأميركية ولونغونغ الأسترالية.
كما أطلقت وزارة التعليم مبادرة التأشيرة التعليمية التي تستهدف الطلاب من جميع أنحاء العالم وتوفر لهم فرص التعلُّم في الجامعات السعودية، بحسب ما أوضح مدير المبادرة، سامي الحيسوني، لـ«CNN الاقتصادية».
ومن جانبها، أعلنت وكالة الأنباء السعودية عن إنشاء أكاديمية متخصصة لتسهيل نقل المعرفة الإعلامية وفقاً لأفضل الممارسات الدولية، وذلك بالشراكة مع كل من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وكلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، ومعهد الإدارة العامة، وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، وأكاديمية سكاي نيوز عربية، والمركز الدولي النمساوي للتأهيل والجودة.
وفي مقابلة مع طارق الشيخ، المشرف التنفيذي للأكاديمية، أنها تهدف إلى تطوير المهارات الإخبارية لتلبية متطلبات السوق، وتعزيز نقل المعرفة والتكنولوجيا.
استكمال لإنجازات اليوم الأول
جاءت هذه الاتفاقيات استكمالاً لما شهده اليوم الأول من إنجازات أخرى، إذ أطلق وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، استراتيجية تنمية القدرات البشرية في قطاعي الصناعة والتعدين وكذلك الأكاديمية الوطنية للصناعة، بينما أعلنت وزارة التعليم عن إنشاء مركز وطني للمناهج كجهة مستقلة تتكامل فيها أدوار القطاعات الحكومية.
كما أعلن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية «كابسارك» إطلاق كلية كابسارك للسياسات العامة لتقديم برامج تعليمية متخصصة في السياسات العامة لإعداد قادة المستقبل.
هذا فضلاً عن اتفاقية بين الهيئة الملكية لمدينة الرياض وجامعة (إي آي) لإطلاق مركز (إي آي) في مدينة الرياض لتقديم التدريب المتخصص في ريادة الأعمال والقيادة والابتكار والإبداع والاستدامة والمهارات التقنية.
وانطلقت يوم الأربعاء 28 فبراير شباط أعمال النسخة الأولى من مؤتمر مبادرة القدرات البشرية في الرياض وسط حضور عالمي واسع.
ويهدف المؤتمر الذي يُعقد تحت شعار (الاستعداد للمستقبل)، لوضع أجندة عالمية مستدامة لابتكار حلول داعمة للقدرات البشرية واستشراف المستقبل في ظل التطورات التكنولوجية والأوضاع الاقتصادية العالمية.
