النوم في أحضان النجوم تحت سماء الليل الصافية حلم يراود الكثير من الأشخاص، لكن القليلين فقط من يستطيعون تحقيقه في ظل النهضة الحضرية الواسعة التي أفسدت الجمال الفطري للطبيعة، سواء من خلال التلوث والضوضاء والازدحام أو من خلال الأضواء الاصطناعية المزعجة.
ومن هنا جاءت فكرة إنشاء «الجمعية الدولية لسماء الليل» أو «دارك سكاي إنترناشيونال»، وهي مؤسسة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة تهدف لمكافحة ظاهرة «التلوث الضوئي»، ويُقصد بها تصاميم الأضواء الحديثة التي تضر بالجمال الطبيعي لسماء الليل.
وتمنح الجمعية اعتماداً رسمياً للوجهات التي تتوافق مع معاييرها للجمال الفطري لسماء الليل، بما في ذلك المدن والمتنزهات الوطنية ومؤخراً المنتجعات السياحية.
ومنذ عام 2001، منحت الجمعية اعتماداً لأكثر من 200 وجهة في 22 دولة عبر 6 قارات حول العالم.
وفي ما يلي عدد من أجمل الوجهات التي تتيح لزائريها تجربة لا تُنسى تحت سماء مبهرة تتلألأ بالنجوم:
منتجع خيام «غراند ستيركيس- بحيرة باول» الفاخر
يقع منتجع خيام «غراند ستيركيس- بحيرة باول» الفاخر في ولاية يوتا الأميركية، وهو أول منتجع يحصل على اعتماد «الجمعية الدولية للسماء الليل» في مطلع أغسطس آب.
وكشف الرئيس التنفيذي للجمعية، روسكين هارتلي، عن أن مجموعة «أندر كانفاس» المالكة للمنتجع تعاونت مع الجمعية لسنوات عديدة لتقييم جودة منظر السماء والأضواء المستخدمة، قبل أن تنفذ التعديلات الضرورية لتلبية المعايير المطلوبة.
ويتمتع المنتجع الفخم المستوحى من رحلات السفاري بموقع متميز فوق هضبة واسعة على حافة الوادي جنوب ولاية يوتا الأميركية، ويقع على بعد مسافة قصيرة من العديد من المعالم السياحية الشهيرة مثل بحيرة باول الساحرة والنصب التذكاري الوطني.
وتتوفر الخيام بخيارات متعددة، من بينها خيمة تتسع لشخصين وتضم سرير كينغ ودورة مياه خاصة وموقداً خشبياً ونافذة بإطلالات مذهلة على الوادي.
وتتراوح أسعار الإقامة بالمنتجع هذا العام بين 329-449 دولاراً لليلة الواحدة خلال الموسم المنتهي 30 أكتوبر.
محمية ناميب راند الطبيعية- ناميبيا
محمية «ناميب راند» هي واحدة من أكبر المحميات الطبيعية الخاصة في إفريقيا، وتقع في أحد الأماكن الأكثر ظلمة على وجه الأرض، ما يمنح زائريها رؤية مذهلة للنجوم أثناء الليل.
والهدف من إنشاء المحمية هو حماية الحياة البرية الفريدة في جنوب غرب صحراء ناميب، قبل أن يُضاف إليها هدف جديد بحماية سمائها الليلية المتلألئة بالنجوم.
جزيرة كوزوشيما- اليابان
تقع جزيرة كوزوشيما على بعد 180 كيلومتراً من العاصمة اليابانية طوكيو، ويمكن الوصول إليها خلال 4 ساعات بالقارب أو 30 دقيقة بالسيارة من العاصمة.
وفضلاً عن مياهها الزرقاء الصافية ورمالها البيضاء الناعمة التي يمكن الاستمتاع بها أثناء فترات النهار، تشتهر الجزيرة أيضاً بسمائها الليلية الرائعة التي تتيح للزائرين الاستمتاع بمشاهد أسطورية للنجوم خلال فترات الليل.
في عام 2020، قامت الجزيرة بإزالة أنظمة الإضاءة التقليدية من أكثر من 400 شارع واستبدالها بوسائل إضاءة أكثر ملاءمة للحفاظ على جمال سمائها الليلية التي تجذب السائحين خصيصاً من أجل الاستمتاع بالنجوم.
غابة غالواي- اسكتلندا
تُعد غابة غالواي الواقعة في جنوب اسكتلندا أكبر متنزهات الغابات في المملكة المتحدة، إذ تمتد على مساحة 78 ألف هكتار، تم تخصيص 20 في المئة منها لحماية الحياة البرية والسماء الليلية، مع حظر استخدام أي إضاءة اصطناعية دائمة.
وتعتبر إحدى أفضل المناطق للاستمتاع بالنجوم والسماء الليلية في المملكة، وتلتزم السلطات المحلية بحمايتها والحفاظ عليها كمورد أساسي للدخل للأجيال القادمة.
محمية أتيريس-ترونسي- النمسا
محمية أتيريس-ترونسي هي أكبر المحميات الطبيعية في ولاية النمسا العليا -إحدى ولايات النمسا التسع- إذ تمتد على مساحة 77 كيلومتراً مربعاً وتهدف لحماية المنطقة الجبلية الواقعة بين بحيرتي أتيريس وترونسي.
وتمتاز بمعالمها الثقافية والطبيعية الفريدة، حيث تزدهر أشجار الفاكهة في الربيع، ومروج الزهور في مطلع الصيف، والغابات الطبيعية ذات الألوان الزاهية في الخريف.
كما أن موقعها الفريد عند سفح جبال الألب يجعلها أحد الأماكن القليلة المتبقية وسط أوروبا التي ما زالت تحتفظ بسماء الليل الطبيعية التي لم تلوثها الأضواء الاصطناعية المزعجة، حيث يمكن للزائرين الاستمتاع برؤية بانورامية تحبس الأنفاس للنجوم المتلألئة فوق قمم الجبال الساحرة.
متنزه كابيتول ريف الوطني- الولايات المتحدة
يمتد متنزه «كابيتول ريف» الوطني على مساحة أكثر من 98 ألف هكتار جنوب وسط ولاية يوتا الأميركية، ويشتهر بالعديد من المعالم الطبيعية البديعة، مثل منطقة «الجيب المائي»، والقباب البيضاء البديعة، ومنحدرات الحجر الرملي الرائعة.
وعلى الرغم من استقبال مئات الآلاف من الزائرين سنوياً، ما زالت المنطقة تحتفظ بجمالها الفطري وتقاوم المظاهر الحضرية العصرية، بما في ذلك الإضاءة الاصطناعية، لتقدم للزائرين تجربة لا تُضاهى، خاصة أثناء الليل حين تزدان السماء بنجوم الليل اللامعة.