تدرس لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) المواقع المرشحة للانضمام لقائمة التراث العالمي خلال جلساتها المنعقدة حالياً في العاصمة السعودية الرياض، وهناك ثلاثة مواقع عربية تأمل في دخول القائمة.
وتُراجع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو الترشيحات لعامي 2022 و2023، حيث إن هناك نحو 50 موقعاً مرشحاً لدخول القائمة التي تعدها دول عدة ذات أهمية للقطاع السياحي، وبعد الكثير من المداولات يُنتظر أن تعلن اليونسكو قريباً عن المواقع التي مُنحت شرف إدراجها في قائمتها لمواقع التراث العالمي.
ويأتي اجتماع هذا العام بعد مرور 45 عاماً على إطلاق اليونسكو لقائمة التراث العالمي، ووفقاً لليونسكو يجب أن تكون المواقع ذات «قيمة عالمية استثنائية» حتى يتم إدراجها في قائمة التراث العالمي.
محمية عروق بني معارض السعودية
تقع محمية عروق بني معارض في جنوبي المملكة العربية السعودية على الطرف الغربي من صحراء الربع الخالي -أكبر صحراء رملية في العالم-، وتعد محمية عروق بني معارض آخر المناطق التي شوهد فيها المها العربي قبل انقراضه عام 1970، وتضم المحمية عدداً من التشكيلات الأرضية والكثبان الرملية.
وفي محاولة لإعادة المحمية لسابق عهدها أطلقت السعودية مشروعاً لتربية المها العربي وقطعان غزال الريم العربي وغزال الجبل ثم إعادة هذه الحيوانات إلى مسكنها الطبيعي في محمية بني معارض، وبين عامي 1995 و2013 أُطلق نحو 149 من المها العربي في المحمية، ومن بين الحيوانات الأخرى التي يمكن مشاهدتها في المحمية ثعلب روبل وقط الرمال والثعلب الأحمر.
تل السلطان فلسطين
يقع تل السطان في سهل وادي الأردن على عمق 250 متراً تحت سطح البحر، ويعتبر أكثر بقعة انخفاضاً على وجه الأرض، ويعود تاريخ تل السلطان إلى العصر الحجري الحديث ويمثل أقدم مدينة مأهولة في العالم، وتصل مساحته إلى نحو 5 هكتارات ويقع بالقرب من نبع عين السلطان وهو نبع ماء فوار وسط منطقة زراعية خصبة، وعرفت المنطقة باسم أريحا القديمة.
ويمتد تاريخ التل إلى عشرة آلاف عام وتعود أقدم البقايا الأثرية في الموقع إلى الفترة النطوفية المتأخرة، وتتألف المواد الأثرية المكتشفة من أدوات المنزل والتي تدل على وجود مخيم صيد بالقرب من عين السلطان، وفي العصر الحجري الحديث -ثمانية آلاف عام قبل الميلاد- تأسست في الموقع أول مستوطنة بشرية مستقرة في التاريخ تتكون من بيوت مستديرة مبنية باللبِن الطيني يحيط بها سور يدعمه برج دائري ضخم، شهدت أريحا القديمة تطوراً حضرياً كبيراً في بداية العصر البرونزي -ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد- وأصبحت إحدى دويلات المدن الكنعانية وقد تم الكشف عن بقايا البيوت في المنطقة الغربية من التل، وأبرز معالم هذه الفترة يمثل بسور المدينة المزدوج.
جزيرة جربة تونس
تقع جزيرة جربة في جنوب شرقي تونس في خليج قابس وتبلغ مساحتها 514 كيلو متراً مربعاً وتعد أكبر جزر شمال إفريقيا وتلقب بـ«جزيرة الأحلام»، تتواصل بالقارة عبر طريق يمتد على 7 كم شُيد منذ العهد الروماني ويؤدي إلى مدينة جرجيس.
وللجزيرة تراث ثقافي ثري من أبرز معالمه الجوامع التي تُبنى لكل عائلة وبروج مراقبة تسمى أربطة على امتداد شواطئها، ولكل برج رباط وفي الوقت ذاته مسجد، وسكن الجزيرة العديد من الأعراق عبر تاريخها الطويل مثل الأمازيغ والإغريق والفينيقيين والرومان والعرب ما منحها تنوعاً ثقافياً يندر وجوده.
ولدى الجزيرة العديد من عوامل الجذب الثقافي و السياحي مثل شاطئ الجريد ومحمية تراث جربة المشهورة بحديقة التماسيح وبرج جربة الكبير الذي بُني في القرن الثالث عشر الميلادي ومنطقة رأس الرمل في خليج قابس ومتحف للا الحضرية الإسلامي وواحة نفطة حصة وقرية قلالة المشهورة بصناعة الفخار منذ العصر الروماني.
ومن أجل الإدراج في قائمة التراث العالمي يجب على الموقع أن يستوفي واحداً على الأقل من قائمة المعايير المحددة، والتي «تقوم اللجنة بمراجعتها بانتظام لتعكس تطور مفهوم التراث العالمي نفسه».
يمكن أن تمتد عملية الترشيح على مدى سنوات، وإذا تم حذف مَعلم خلال عام فيمكن فحصه مرة أخرى عند انعقاد مؤتمر اليونسكو التالي.
بمجرد منح المَعلم حالة التراث العالمي لليونسكو يمكن للدولة التي يقع فيها هذا المعلم أن تتلقى مساعدة مالية بالإضافة إلى مشورة الخبراء من اليونسكو للمساعدة في الحفاظ على الموقع.
وحتى الآن أدرجت لجنة التراث العالمي ما يقرب من 1157 موقعاً في 167 دولة مختلفة على قائمة التراث العالمي.