أعلن المعهد الأوروبي للآثار المغمورة، في بيان صحفي يوم الثلاثاء، أنه تم الكشف عن «كنوز وأسرار» جديدة في موقع المعبد الغارق قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر.

وقال المعهد إن فريقاً متخصصاً في الكشف عن الآثار تحت الماء، بقيادة عالم الآثار البحرية الفرنسي فرانك غوديو، قام بمزيد من الاكتشافات في موقع معبد للإله آمون في مدينة «ثونيس هيراكليون» الساحلية القديمة في خليج أبو قير.

وأوضح المعهد أن الفريق قام بفحص القناة الجنوبية للمدينة، حيث انهارت كتل ضخمة من الحجر من المعبد القديم «خلال حدث كارثي يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثاني قبل الميلاد».

وأشار البيان إلى أن معبد الإله آمون كان المكان الذي جاء إليه الفراعنة «للحصول على ألقابهم الملكية من الإله الأعلى للآلهة المصرية القديمة».

انتشال قطع ذهبية ومجوهرات و”عمود جد” رمز الاستقرار المصنوع من اللازورد

وتم اكتشاف عناصر ثمينة تابعة لخزانة المعبد، مثل أدوات الطقوس الدينية المصنوعة من الفضة والمجوهرات الذهبية وأوعية المرمر الهشة المستخدمة للعطور.

وقال المعهد إن عمليات الحفر الأثرية، التي أجراها فريق غوديو بالاشتراك مع إدارة الآثار تحت الماء بوزارة السياحة و الآثار المصرية، كشفت عن هياكل تحت الأرض مدعومة بأعمدة وعوارض خشبية محفوظة جيداً يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، ما أثار دهشة الباحثين لقدرتها على الصمود طوال تلك الفترة.

ويعود الفضل في هذه الاكتشافات لتقنيات التنقيب الجيوفيزيائية المتطورة التي يمكنها اكتشاف التجاويف والعناصر المدفونة تحت طبقات من الطين يبلغ سمكها عدة أمتار.

ماذا يكشف عن أسرار العصر اليوناني؟

اكتشافات تدل على العصر اليوناني في مصر القديمة

وكشفت عمليات التنقيب أيضاً عن معبد يوناني مخصص لأفروديت، يحتوي على عناصر من البرونز والسيراميك، شرق معبد آمون، ووفقاً للمعهد تشير هذه الاكتشافات إلى أن اليونانيين الذين سُمح لهم بممارسة التجارة والاستقرار في المدينة في زمن الفراعنة (في عهد سلالة سايت) كانوا يتمتعون بحرية العقيدة إذ وُجدت آثار تتعلق بآلهتهم.

وتكشف الأسلحة اليونانية التي تم العثور عليها عن وجود مرتزقة يونانيين في المنطقة كانوا يدافعون عن المملكة في ذلك الوقت، ويمنعون الوصول إليها عن طريق مصب الفرع الكانوبي من النيل، وهو الفرع الأكبر والأفضل للملاحة في العصور القديمة.

وتقبع بقايا مدينة «ثونيس هيراكليون» الآن تحت سطح البحر على بعد 7 كيلومترات من الساحل الحالي لمصر، وظلت المدينة لعدة قرون أكبر ميناء على البحر الأبيض المتوسط في مصر قبل تأسيس الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد.

وقال المعهد إن ارتفاع منسوب مياه البحر والزلازل التي أعقبتها أمواج المد والجزر أدت إلى تقليل صلابة الأرض واختفاء جزء مساحته 110 كيلومترات مربعة من دلتا النيل تحت سطح البحر، بالإضافة لإغراق «مدينة ثونيس هيراكليون» التي اكتُشفت من قبل «المعهد الأوروبي للآثار المغمورة» في عام 2000.

(رادينا غيغوفا، CNN)