لطالما سمعنا عن حوادث الطائرات المروعة التي تسببت في مقتل العشرات بل والمئات من الأشخاص، لكن في هذا المقال سنستعرض أغرب حوادث الطائرات التي سببت هلعاً وارتباكاً كبيراً للركاب وطاقم الطائرة دون أن تسفر عن خسائر في الأرواح، بل عادت الطائرة بسلام إلى نقطة الإقلاع.
هروب حصان داخل الطائرة
في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني، اضطرت طائرة بوينغ 747 متجهة من مطار جون كينيدي الدولي في نيويورك إلى لييج ببلجيكا للعودة إلى نقطة الإقلاع، والسبب هروب حصان من عنبر الشحن.
كانت طائرة الشحن التي تديرها شركة إير أتلانتا الآيسلندية على ارتفاع نحو 31 ألف قدم عندما اتصل الطاقم بمراقبة الحركة الجوية في بوسطن للإبلاغ عن هروب الحصان.
ويبدو أن الحصان أصيب بالفزع، وقفز في منتصف الطريق فوق الحاجز الأمامي للمربط وأصبح معلقاً، لتمتد ساقاه الأماميتان على جانب واحد من الحاجز بينما أصبحت الخلفيتان محصورتين داخل المربط.
كان من المستحيل على مراقبي الطيران -الأشخاص المسؤولين عن رعاية الحصان على متن الطائرة- إعادة الحيوان بأمان إلى الكشك المخصص له أثناء تحليق الطائرة في الجو.
فحتى يتم نقل الخيول على متن الطائرة، يتم إدخالها إلى حاويات شحن ضخمة مثبتة بمسامير تضم كل منها ثلاثة أكشاك ضيقة، ثم تُكدس هذه الحاويات بعد ذلك مقابل بعضها بعضاً داخل الطائرة، ما يجعل من المستحيل فتح الأبواب في منتصف الرحلة، وبالتالي لم يكن من السهل على الإطلاق إعادة الحصان إلى مكانه المخصص أثناء تحليق الطائرة.
سرب طيور يتسبب في حريق
وفي واقعة أخرى، تسبب سرب طيور في أبريل نيسان الماضي في تعطل أحد محركات طائرة تابعة لشركة أميركان إيرلاينز كانت متجهة إلى فينيكس، ما دفعها للعودة إلى مطار جون جلين كولومبوس الدولي في أوهايو، بحسب ما نقلته وكالة إن بي سي نيوز.
وقالت شركة أميركان إيرلاينز -في بيانها الخاص- إن الطائرة عادت إلى المطار بعد فترة وجيزة وهبطت بسلام.
ويعتبر اصطدام الطيور بالطائرات أمراً شائعاً في كثير من الرحلات الجوية خاصة داخل الولايات المتحدة، وقد يسفر أحياناً عن نتائج كارثية، إذ تسببت تلك الحوادث في وفاة 350 شخصاً في تاريخ قطاع الطيران، وفقاً لجمعية مالكي الطائرات والطيارين.
وتُعد الطيور الكبيرة من أخطر عناصر الطبيعة بالنسبة للطيارين، وبحسب إدارة الطيران الفيدرالية تُعرف الطيور الكبيرة بأنها تلك التي تزن أربعة أرطال أو أكثر.. وفي ورقة بحثية مرجعية حول هذه الظاهرة قالت الإدارة «لا يوجد محرك طائرة معتمد يمكنه ابتلاع طائر كبير دون إيقافه».
وفي يناير كانون الثاني عام 2009، اصطدمت طائرة إيرباص إيه 320، في رحلة لشركة أميركان إيرلاينز، بسرب من الإوز كبير الحجم ما أدى لتعطل كلا المحركين، واضطر الطيار إلى الهبوط اضطرارياً بنجاح عند نهر هدسون.
وترى إدارة الطيران الفيدرالية أن ارتفاع حوادث اصطدام الطيور بالطائرات يعود لتزايد أعداد الطيور وتطور تصميم الطائرات التي أصبحت أكثر هدوءاً.
رجل مخمور يهدد أمن المسافرين
أُجبرت رحلة طيران عابرة للمحيط الأطلسي على العودة إلى مطار شانون بعد أن أبلغت الرحلة عن وجود راكب مخمور يهدد أمن المسافرين على الطائرة.
وكان أحد الركاب في العقد الخامس من العمر قد تعرض بالإساءة إلى أحد أفراد طاقم الطائرة، ما أثار مخاوف من تفاقم الوضع أثناء الرحلة، ودفع الطاقم إلى طلب العودة إلى المطار.
وطُلب من الركاب البقاء في مقاعدهم حتى مغادرة المسافر المخالف الطائرة، ثم استأنفت الرحلة مسارها إلى بوسطن من جديد بعد ساعات قليلة.
إصابة أحد المسافرين بالإسهال
اضطرت طائرة تابعة لشركة دلتا إيرلاينز، كانت متجهة من أتلانتا إلى برشلونة في سبتمبر أيلول للعودة مجدداً لنقطة الإقلاع بعد أن أصيب أحد الركاب بالإسهال.
وقالت شركة دلتا لشبكة CNN إن الرحلة تأخرت ما يزيد قليلاً على ثماني ساعات، لكنها هبطت في برشلونة دون وقوع أي حادث آخر، وقال متحدث باسم الشركة «عملت فرقنا بأقصى سرعة وأمان لتوصيل الركاب إلى وجهتهم النهائية بأمان».
إنها ليست الرحلة الأولى هذا الصيف التي تتعطل بسبب وقائع مماثلة، إذ أصدرت شركة طيران كندا هذا الأسبوع اعتذاراً بعد أن طُلب من راكبين الجلوس في مقاعد غير نظيفة بشكل كافٍ، وكانت مغطاة بالقيء من أثر رحلة سابقة.
أفعى كوبرا تهدد حياة الطيار
في أبريل نيسان، اضطر طيار من جنوب إفريقيا إلى الهبوط اضطرارياً بعد أن تسللت أفعى كوبرا قاتلة إلى قميصه.
وهذه ليست الحوادث الوحيدة التي أفسدت رحلة الركاب هذا العام.. فقد شهد أكتوبر تشرين الأول 2023 العديد من الوقائع الطريفة التي تسببت في ارتباك كبير للطائرات أثناء تحليقها في الأجواء.. على سبيل المثال أثار ثعلب الماء والفأر فوضى عارمة بعد هروبهما من حقيبة اليد على متن رحلة لشركة فيت جيت من بانكوك، بينما خرج شبل الدب من قفصه على متن رحلة متجهة من بغداد إلى دبي مثيراً جلبة واسعة بين الركاب، وفقاً لما أوردته شبكة CNN.