شهدت الآونة الأخيرة زيادة ملحوظة في الحوادث المتعلقة بمطبات الهواء، آخرها واقعة طائرة الخطوط الجوية القطرية، يوم الأحد، التي تعرضت لمطبات هوائية فوق تركيا أثناء رحلتها من الدوحة إلى دبلن، ما أدى لإصابة 12 شخصاً.
وبحسب البيان الصادر عن مطار دبلن، تسببت الواقعة في إصابة ستة أشخاص من الركاب، وستة آخرين من أفراد الطاقم، وتم نقل ثمانية منهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات المطلوبة.
ويأتي ذلك بعد أيام قليلة من حادثة مؤسفة أكثر حدة شهدت وفاة راكب مصاب بمشاكل في القلب، بالإضافة لإصابة 104 ركاب آخرين على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السنغافورية.
وكانت الطائرة متجهة من لندن إلى سنغافورة يوم الثلاثاء الماضي، وعلى ارتفاع 37 ألف قدم، تعرضت الطائرة لهبوط عنيف مفاجئ قبل أن ترتفع إلى أعلى بمئات الأقدام، وظلت الطائرة تتحرك هبوطاً وصعوداً لنحو دقيقة كاملة.
تغير المناخ والمطبات الهوائية
المطبات الهوائية المنخفضة إلى المتوسطة تُعد ظاهرة شائعة تتعرض لها العديد من الطائرات يومياً، لكن المثير للقلق هو زيادة وتيرة تكرارها وحدتها.
وفي الولايات المتحدة تتعرض نحو 65 ألف طائرة سنوياً لمطبات هوائية متوسطة، بينما تتعرض 5500 طائرة لمطبات عنيفة، وللأسف تشهد تلك الأرقام تزايداً مستمراً، لتبدأ التساؤلات حول العلاقة المحتملة بين تغير المناخ وتفاقم هذه الظاهرة الجوية المزعجة.
وفي وقت سابق، قال بول ويليامز -أستاذ العلوم الجوية بجامعة ريدينج في بريطانيا- في حوار مع شبكة CNN إن تغير المناخ سيتسبب في تغيير ديناميكية المطبات الجوية.
وأوضح ويليامز أن أنظمة المحاكاة بالحاسوب كشفت أن حدة المطبات الهوائية قد تزداد من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف خلال العقود المقبلة.
ووجدت دراسة حديثة لجامعة ريدينج أن تغير المناخ يسبب زيادة ملموسة في معدل وشدة ما يعرف باسم «المطبات الجوية الواضحة»، وهي تختلف عن المطبات التقليدية في كونها تظهر فجأة دون مؤشرات مسبقة، ويكون من الصعب توقعها أو تجنبها، وقد زاد معدل هذه الظاهرة بنحو 50 في المئة بين عامي 1979 و2020.
وذلك على عكس المطبات التقليدية التي يمكن التنبؤ بها إلى حد كبير بناءً على العديد من المؤشرات مثل السحب والغيوم والعواصف.