افتتحت شركة «لوسيد» الأميركية لتصنيع السيارات الكهربائية أول منشأة لتصنيع هذا النوع من السيارات على الإطلاق في السعودية، لتخطو المملكة بذلك خطوة أخرى كبيرة في عالم هذه السوق الواعدة.
وتعد المنشأة التي افتتحت يوم الأربعاء ثاني منشأة تصنيع متطورة «إيه.إم.بي-2» لشركة «لوسيد» وأول مصنع لها في الخارج، وسينتج المصنع سيارات لوسيد الكهربائية الرائدة للسعودية ولتصديرها إلى أسواق أخرى.
وتقع المنشأة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في موقع استراتيجي مطل على البحر الأحمر، وستوفّر فرصة جيدة لتوسيع سلسلة التوريد المحلية ودعم النمو عن طريق الوصول السريع إلى سلسلة التوريد عن طريق البر والبحر، وستمكّن «لوسيد» من تصدير سياراتها الكهربائية إلى مناطق أخرى في المستقبل.
المملكة وسوق السيارات الكهربائية
تشهد أسواق السيارات الكهربائية عالمياً نمواً هائلاً حيث تجاوزت المبيعات 10 ملايين عام 2022، وتضاعفت حصة السيارات الكهربائية في إجمالي المبيعات بأكثر من ثلاثة أضعاف في ثلاث سنوات، من نحو 4 في المئة عام 2020 إلى 14 في المئة عام 2022.
ومن المتوقع أن تبقى مبيعات السيارات الكهربائية قوية هذا العام، وذلك وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية عن قطاع المركبات الكهربائية الصادر في يوليو تموز 2023.
وتمتلك « تسلا» الحصة الأكبر من سوق السيارات الكهربائية، إذ هيمنت على سوق السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة بحصة تبلغ 69 في المئة في النصف الأول من عام 2023.
وبالإشارة إلى الحصة السوقية العالمية لمركبات الركاب الكهربائية في الفترة من الربع الثالث من عام 2021 حتى الربع الثاني من عام 2023، فقد ارتفعت مبيعات تسلا بنسبة 83 في المئة على أساس سنوي خلال الربع الثاني من عام 2023.
ويمثّل طراز «تسلا مودل واي» نحو 64 في المئة من مبيعات تسلا العالمية، واحتفظ الطراز واي بلقبه باعتباره طراز سيارات الركاب الأكثر مبيعاً على مستوى العالم.
وخلال الربع الثاني من عام 2023، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية من «بي.واي.دي أوتو» 96 في المئة على أساس سنوي، أي بوتيرة أسرع من مبيعات «تسلا».
وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية لمجموعة «فولكس فاغن» بنسبة 48 في المئة على أساس سنوي.
ويأتي توجه المملكة نحو الاستثمار في قطاع تصنيع السيارات الكهربائية قبل سنوات عندما أعلن صندوق الاستثمارات العامة عن استثمار أكثر من مليار دولار في شركة لوسيد في عام 2018.
وتأتي الجهود السعودية فيما يتعلق بسوق السيارات الكهربائية في إطار أهداف السعودية الرامية لبناء اقتصاد صديق للبيئة تماشياً مع رؤية 2030 التي تهدف لتنويع اقتصاد المملكة وتقليص اعتماده على النفط.
وقال فيصل سلطان نائب الرئيس والمدير العام لمجموعة لوسيد الشرق الأوسط، على هامش مراسم افتتاح المصنع الجديد، «اليوم هو لحظة فخر لنا جميعاً في لوسيد، حيث نلعب دوراً في تاريخ المملكة العربية السعودية ونخلق قيمة اقتصادية طويلة المدى للبلاد»، وأضاف: «في وقت سابق من هذا العام، سررنا بتقديم السيارة الكهربائية الأولى والأكثر تقدماً (لوسيد إير) إلى سوق المملكة العربية السعودية».
إمكانات المصنع الجديد
في المرحلة الأولى، تمتلك المنشأة القدرة على تجميع 5000 سيارة لوسيد سنوياً وصولاً إلى مستهدف تصنيع 155 ألف سيارة كهربائية سنوياً، ورفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية للشركة إلى نحو نصف مليون مركبة سنوياً.
وتتمثل المرحلة الأولى في إعادة تجميع سيارات «لوسيد إير» التي صُنعت مسبقاً في منشأة تصنيع «إيه.إم.بي-1» الأميركية التابعة للشركة في كاسا غراندي بولاية أريزونا.
وتهدف شركة لوسيد إلى تحويل المنشأة الجديدة في السعودية لمنشأة تصنيع كاملة بعد منتصف العقد، مع تحقيق قدرة إنتاج إضافية بواقع 150 ألف سيارة سنوياً.
«سير» أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات
أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان العام الماضي إطلاق شركة «سير»، كأول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية في المملكة، والتي من المخطط أن تكون متاحة للبيع في عام 2025.
و«سير» مشروع مشترك بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة «فوكسكون» التي ستُطوّر النظام الكهربائي للسيارات.
ووفقاً لتصريحات للأمير محمد على موقع العلامة التجارية السعودية «سير»، فإن «إطلاق شركة سير السعودية لا يهدف إلى بناء علامة تجارية للسيارات في المملكة فحسب، بل أيضاً يدعم تمكين قطاعات استراتيجية متعددة تدعم تطوير المنظومة الصناعية الوطنية، وتسهم في جذب الاستثمارات المحلية والدولية».
وتهدف الدولة السعودية إلى استحداث العديد من فرص العمل للكفاءات المحلية، وتوفير فرص جديدة للقطاع الخاص، بما يسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة خلال العقد المقبل، وذلك تحقيقاً لاستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في المساهمة بدفع عجلة النمو الاقتصادي تماشياً مع رؤية 2030.