سجّلت شركة بي واي دي الصينية مستويات قياسية في مبيعات السيارات الكهربائية، إذ تجاوز حجم المبيعات الثلاثة ملايين سيارة خلال العام الماضي ما جعلها الأقرب لإزالة تسلا عن عرش السوق العالمية للسيارات الكهربائية.

وبحسب بيانات البورصة الصينية سجّلت مبيعات الشركة زيادة بنحو 62 في المئة في المبيعات حول العالم مقارنة بعام 2022 إذ باعت بي واي دي نحو 1.57 مليون سيارة كهربائية تعمل بالبطارية خلال العام الماضي بزيادة نحو 73 في المئة إلى جانب 1.44 مليون سيارة هجينة بزيادة نحو 52 في المئة عن العام الماضي.

الصين تدعم إنتاج سيارات الطاقة الجديدة

تتقدم الصين بشكلٍ كبير في انتقالها إلى إنتاج واستخدام السيارات الكهربائية بفضل الدعم القوي لتلك الصناعة، كما يُعد النمو السريع لشركة بي واي دي والتي يدعمها الملياردير الأميركي وارن بافيت رمزاً لصناعة السيارات الكهربائية الصاعدة في الصين.

وحددت بكين هدفاً يتمثل في ضرورة أن يكون نحو 20 في المئة من السيارات المبيعة سنوياً من مركبات الطاقة الجديدة بحلول عام 2025 والتي تشمل السيارات التي تستخدم البطاريات الكهربائية والسيارات الهجينة الموصولة بالكهرباء إلى جانب المركبات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجينية.

وأرجع المحللون تفوق الصين بقطاع تصنيع السيارات الكهربائية عالمياً إلى كبر حجم السوق الصينية والعمالة الرخيصة إلى جانب الهيمنة على سلاسل التوريد العالمية.

وبيعت نحو 8.3 مليون مركبة من مركبات الطاقة الجديدة في الفترة من شهر يناير كانون الثاني إلى نوفمبر تشرين الثاني من عام 2023، ما يمثّل نحو 30 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات بحسب البيانات الصادرة الشهر الماضي عن الرابطة الصينية لمُصنعي السيارات.

وأوضحت الحكومة الصينية أنه بحلول عام 2035 ستصبح سيارات الطاقة الجديدة هي التيار السائد في مبيعات السيارات الجديدة بالدولة، مؤكدة أنها تمكنت من تحقيق الهدف الأول عام 2022، وأنها يمكن أن تحقق هدفها الرئيسي في وقتٍ أقل من المتوقع.

وأشار وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات السابق مياو وي في منتدى للسيارات خلال شهر نوفمبر تشرين الثاني الماضي، أن الحكومة الصينية قدرت نجاحها في اختراق سوق مركبات الطاقة الجديدة بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2025 أو 2026 على أقصى تقدير.

المنافسة مع تسلا

تفوقت تسلا في حجم المبيعات الخاصة بالسيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية عن شركة بي واي دي بنحو 400 ألف وحدة على مدار عام 2022، بينما من المتوقع أن تكون الفجوة بين الشركتين قد ضاقت خلال العام الماضي، إذ إنه من المتوقع أن يتفوق الكيان الصيني على شركة الملياردير الأميركي ايلون ماسك في الربع الأخير من 2023.

وباعت بي واي دي خلال الربع الرابع من عام 2023 نحو 526.4 ألف سيارة بالبطاريات الكهربائية بزيادة نحو 20 في المئة على الربع الثالث، بينما من المقرر أن تكشف تسلا عن أرقام مبيعاتها للربع الثالث يوم الثلاثاء.

ويتوقع المحللون أن تكون شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية قد حققت تقريباً هدف التسليم السنوي البالغ 1.8 مليون سيارة كهربائية.

حرب التسعير

انتاب القلق شركات تصنيع السيارات خاصةً تلك التي لها منافذ بيع بالسوق الصينية في ظل فقدان الاقتصاد الصيني زخمه إلى جانب تباطؤ معدلات الطلب، ما دفع شركة تسلا إلى تخفيض الأسعار خلال شهر يناير كانون الثاني الماضي.

واستهدفت تسلا من خلال تخفيض الأسعار جذب العملاء إضافةً إلى وقف تباطؤ نمو المبيعات، ما أدّى إلى نشوب حرب تسعير بين الشركات وبعضها إذ حذت عشرات شركات صناعة السيارات حذو تسلا للحفاظ على قدرتها التنافسية.

وأدّت حرب التسعير إلى ارتفاع المبيعات مع تهديد للربحية على مستوى الصناعة إذ سجلت صناعة السيارات في الصين في الفترة من يناير كانون الثاني إلى نوفمبر تشرين الثاني من عام 2023 هوامش ربحية قدرها خمسة في المئة فقط مقابل 5.7 في المئة خلال عام 2022 و6.1 عام 2021.

توسعات الشركات الصينية

تسعى شركات صناعة السيارات الصينية إلى التوسع بالأسواق الخارجية منها أوروبا وأستراليا وجنوب شرق آسيا، ويأتي إعلان بي واي دي الشهر الماضي أنها ستبني مصنعاً للسيارات الكهربائية في المجر، الذي سيكون أول مصنع لسيارات الركاب في أوروبا تأكيداً لهذا الاتجاه.

(لاورا هي -CNN)