توقعت وكالة الطاقة الدولية أن ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بأكثر من الخُمس لتصل إلى 17 مليون سيارة كهربائية مبيعة هذا العام، مدعومة بالمستهلكين في الصين.

وفي تقرير صدر يوم الثلاثاء، توقعت وكالة الطاقة الدولية أن «الطلب المتزايد» على المركبات الكهربائية على مدى العقد المقبل من شأنه أن «يعيد تشكيل صناعة السيارات العالمية ويقلل بشكل كبير من استهلاك النفط للنقل البري».

كما توقعت الوكالة أن تكون نصف السيارات المبيعة عالمياً كهربائية بحلول عام 2035، بشرط مواكبة البنية التحتية للشحن.

وتأتي التوقعات المتفائلة للوكالة بشأن المركبات الكهربائية على المدى الطويل -بناءً على السياسات الحكومية الحالية- بعد أيام قليلة فقط من قيام تسلا، أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في العالم، بخفض أسعار منتجاتها في الأسواق الرئيسية لمواجهة انخفاض المبيعات والمنافسة المتزايدة من الشركات الصينية الناشئة وشركات السيارات المرموقة.

وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في بيان، «الزخم المستمر وراء السيارات الكهربائية واضح في بياناتنا، على الرغم من أنه أقوى في بعض الأسواق من غيرها»، وأضاف «بدلاً من التراجع التدريجي، يبدو أن ثورة السيارات الكهربائية العالمية تستعد لمرحلة جديدة من النمو».

ويتناقض تقييم بيرول المتفائل مع الضغوط المالية التي تواجه شركات صناعة السيارات حالياً، مع تقلص هوامش الربح بسبب حروب الأسعار مع احتدام المنافسة وتباطؤ الطلب، وفي العام الماضي ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية بنسبة 35 في المئة إلى ما يقرب من 14 مليوناً.

حال سوق السيارات الكهربائية اليوم

وخفضت شركة تسلا وشركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية لي أوتو (Li Auto) خلال اليومين الماضيين أسعار الطرازات الرئيسية في الصين، وهي أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، كما خفضت الشركة أسعارها في ألمانيا و الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، سجلت شركة تسلا أول انخفاض سنوي في المبيعات منذ ما يقرب من أربع سنوات، وانخفضت أسهم الشركة بأكثر من 40 في المئة حتى الآن هذا العام، كما تعثرت شركة بي واي دي الصينية بعد أن تفوقت لفترة وجيزة على شركة تسلا كشركة رائدة في السوق العالمية، حيث انخفضت مبيعاتها إلى نحو 300 ألف في الربع الأول من أكثر من 525 ألفاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023.

توقعات عن سوق السيارات الكهربائية

وقد تتضرر شركات صناعة السيارات من تخفيضات الأسعار، لكنها ستكون حاسمة في زيادة الإقبال على السيارات الكهربائية في جميع أنحاء العالم، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، التي أكدت أن «وتيرة التحول إلى المركبات الكهربائية ستعتمد على القدرة على تحمل التكاليف».

وفي العام الماضي، أكثر من 60 في المئة من السيارات الكهربائية المبيعة في الصين كانت أقل تكلفة من السيارات التقليدية، بينما كانت أسعار السيارات الجديدة المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي في أوروبا والولايات المتحدة أقل من أسعار السيارات الكهربائية.

وقالت وكالة الطاقة الدولية «من المتوقع أن يؤدي اشتداد المنافسة في السوق وتحسين تقنيات البطاريات إلى خفض أسعار السيارات الكهربائية في السنوات المقبلة».

وأضافت «يمكن أن تسهم زيادة صادرات السيارات الكهربائية من شركات السيارات الصينية، التي شكلت أكثر من نصف مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2023، في زيادة الضغط على خفض أسعار الشراء».

ودفعت المخاوف بشأن ارتفاع واردات السيارات الكهربائية الصينية الاتحاد الأوروبي إلى فتح تحقيق في أواخر العام الماضي في دعم الدولة الصينية لصانعي السيارات الكهربائية، وتعد صناعة السيارات من أهم فرص العمل في أوروبا، كما أنها مهمة لأكبر اقتصاد في المنطقة، ألمانيا، التي تعد موطناً لشركة فولكس فاغن وأودي وبي إم دبليو.

وستشكل مبيعات السيارات الكهربائية في الصين ما يقرب من 60 في المئة من الإجمالي العالمي هذا العام، ونحو 45 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات في البلاد، ومن المتوقع أن تمثل السيارات الكهربائية ثلث السيارات الموجودة في الصين بحلول عام 2030، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.

بينما تتوقع الوكالة أن تمثل السيارات الكهربائية خُمس السيارات الموجودة في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال بيرول «سيكون لهذا التحول تداعيات كبيرة على كل من صناعة السيارات وقطاع الطاقة».

وفي ظل السياسات الحكومية الحالية، من المتوقع أن يصل عدد نقاط شحن السيارات الكهربائية العامة في جميع أنحاء العالم إلى 15 مليوناً بحلول نهاية العقد، أي بزيادة تقارب أربعة أضعاف على العام الماضي.

وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن «دعم السياسات والتخطيط الدقيق ضروريان للتأكد من أن الطلب المتزايد على الكهرباء من الشحن لا يؤدي إلى إرهاق شبكات الكهرباء».

(هنّا زيادي-CNN)