ارتفعت أسعار المواد الغذائية العالمية الشهر الماضي إثر انسحاب روسيا من اتفاق للسماح بالمرور الآمن للسفن التي تحمل الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» يوم الجمعة، إن مؤشر أسعار الغذاء العالمي ارتفع بنسبة 1.3 في المئة في يوليو تموز مقارنة بالشهر السابق، ليسجل الزيادة الثانية فقط خلال عام من الانخفاضات المستمرة منذ إبرام اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
لا يزال المؤشر الشهري، الذي يتتبع مجموعة من السلع الغذائية، منخفضاً بنسبة 12 في المئة تقريباً منذ يوليو تموز 2022، لكن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة رفع أسعار الحبوب وزيت عباد الشمس.
تحذير من نتائج انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب.. والدول الفقيرة الأكثر تضرراًأسعار الزيوت النباتية
جُددت الاتفاقية ثلاث مرات، لكن روسيا هددت مراراً بالانسحاب بحجة أنها تواجه معوقات في تصدير منتجاتها.
في الشهر الماضي نفذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه التهديدات، وقال إن الهدف الرئيسي للاتفاق -توريد الحبوب إلى الدول المحتاجة- «لم يتحقق».
وأضاف بوتين الأسبوع الماضي، أن روسيا قد تحل محل صادرات الحبوب الأوكرانية إلى أكثر الدول الإفريقية احتياجاً، موضحاً أن شحنات مجانية للحبوب إلى ست دول، بما في ذلك الصومال وإريتريا، ستتم في الأشهر الأربعة المقبلة.
وقالت «الفاو» إن الانتعاش في مؤشر أسعار الغذاء كان مدفوعاً بارتفاع سعر الزيوت النباتية بنسبة 12 في المئة على أساس شهري، مدعوماً جزئياً بارتفاع أسعار النفط الخام العالمية.
يمكن أن يتأثر سعر الزيت النباتي بالنفط الخام لأنه يستخدم في إنتاج الوقود الحيوي.
وقالت «الفاو» في بيان «انتعشت الأسعار العالمية لزيت عباد الشمس بأكثر من 15 في المئة على أساس شهري، مدعومة بشكل أساسي بتجدد حالة عدم اليقين المحيطة بالإمدادات القابلة للتصدير من منطقة البحر الأسود».
أسعار القمح
أوكرانيا هي أكبر مصدر لزيت عباد الشمس، إذ تمثل 46 في المئة من صادرات العالم، وفقاً للأمم المتحدة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، إن المخاوف بشأن ضعف إنتاج زيت النخيل في جنوب شرق آسيا، وزيت فول الصويا وزيت بذور اللفت في أميركا الشمالية، أدت أيضاً إلى ارتفاع الأسعار.
وقفز مؤشر «الفاو» العالمي لأسعار القمح بنسبة 1.6 في المئة في يوليو تموز مقارنة بالشهر السابق، وهي أول زيادة شهرية له في تسعة أشهر.
كما أدت الهجمات الروسية على البنية التحتية للموانئ الأوكرانية منذ انهيار صفقة الحبوب إلى ارتفاع الأسعار في الأسابيع الأخيرة.
يقدم كلا البلدين مساهمات كبيرة في الإمدادات العالمية.
لكن أسعار القمح لا تزال منخفضة بنسبة 46 في المئة منذ أن بلغت أعلى مستوى لها على الإطلاق في فبراير شباط 2022، في الأيام التي أعقبت الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
أسعار الأرز العالمية على صفيح ساخن مع تأثر إنتاج آسيا بظاهرة «النينيو»خطر الجوع
كانت مبادرة البحر الأسود مهمة في استقرار أسواق الغذاء العالمية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير شباط من العام الماضي، خاصة بالنسبة للبلدان الفقيرة التي تعتمد بشكل أكبر على إمدادات الحبوب من المنطقة.
قبل الحرب، كانت أوكرانيا خامس أكبر مُصدر للقمح على مستوى العالم، إذ كانت تمثل 10في المئة من الصادرات، وفقاً لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
تعتبر أوكرانيا أيضاً من بين أكبر ثلاث دول مصدرة للشعير والذرة وزيت بذور اللفت.
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، سمحت الاتفاقية بتصدير ما يقرب من 33 مليون طن متري من المواد الغذائية عبر الموانئ الأوكرانية.
قال شاشوات صراف، مدير الطوارئ الإقليمي لشرق إفريقيا في لجنة الإنقاذ الدولية، في بيان صدر في أوائل يوليو تموز «مع تصدير ما يقرب من 80 في المئة من الحبوب في شرق إفريقيا من روسيا وأوكرانيا، فإن أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء شرق إفريقيا يواجهون خطر الجوع».