توقّع تقرير لوزارة الزراعة الأميركية تراجع صادرات مصر من البرتقال بنسبة 15 في المئة خلال الموسم الجاري 2024-2025، تأثراً بتراجع الإنتاج وزيادة التوترات بالبحر الأحمر.
ومصر هي واحدة من أكبر مُصدري البرتقال في العالم، وتذهب صادراتها إلى نحو 126 دولة في أوروبا وآسيا وبقية دول العالم.
ويبدأ موسم التصدير في مصر في سبتمبر أيلول من كل عام ويستمر حتى شهر أغسطس آب من العام التالي له.
وقال التقرير إنه من المتوقع أن تتراجع صادرات مصر من البرتقال إلى 2.14 مليون طن بانخفاض 15 في المئة مقارنة بالموسم الماضي.
توترات البحر الأحمر تعصر البرتقال المصري
عزا التقرير تراجع الصادرات المتوقع إلى انخفاض الإنتاج خلال موسم الحصاد الجاري، لكن رغم ذلك ستحافظ مصر على مكانتها الرائدة في صادرات البرتقال عالمياً رغم تحديات الإنتاج وانخفاض الصادرات إلى الأسواق الرئيسية في آسيا نتيجة توترات البحر الأحمر.
ويذهب البرتقال المصري في بداية الموسم التصديري عادة إلى دول الخليج، ثم من بعدها إلى روسيا والاتحاد الأوروبي وآسيا.
وخلال الموسم الماضي خفضت وزارة الزراعة الأميركية تقديرها لصادرات البرتقال المصري بنسبة 12.5 في المئة إلى 1.92 مليون طن عن توقعات سابقة، نظراً لاستمرار التوترات في البحر الأحمر.
قبل هجمات الحوثيين على السفن كانت معظم صادرات الحمضيات المصرية تمر عن طريق البحر الأحمر عبر ميناء جدة مباشرة للسوق السعودية أو عبر مضيق باب المندب لأسواق الشرق الأوسط وآسيا.
وخلال الموسم الماضي وصلت صادرات البرتقال المصري إلى 126 دولة أبرزها السعودية وهولندا وروسيا والإمارات وإسبانيا، إذ شهدت الأسواق الأربع الكبرى للبرتقال المصري زيادات كبيرة بسبب أسعار تنافسية وجودة عالية.
وخلال 2024 أدت هجمات الحوثيين إلى تغير مسار السفن بعيداً عن قناة السويس والاتجاه إلى رأس الرجاء الصالح، وهو ما عطّل الصادرات المصرية لأسواق آسيا.
ويقول التقرير إن الصادرات المصرية إلى السعودية ودول الخليج عبر البحر الأحمر استمرت على نموها، لكن أسعارها ارتفعت أيضاً بسبب زيادة الطلب، لتظل منطقة الخليج سوقاً جذابة للغاية للبرتقال المصري نظراً لتزايد الطلب والجودة العالية.
كما تمكن المصدرون المصريون من زيادة حصتهم السوقية في الأسواق الأوروبية الرئيسية، لكن الأسعار تراجعت بمتوسط 25 في المئة.
كما دخل المصدرون أيضاً أسواقاً مثل كندا والبرازيل والبرازيل والأرجنتين في أميركا الجنوبية، وكذلك جورجيا ولاتفيا وليتوانيا في الاتحاد الأوروبي، مستفيدين من قلة المعروض، وفقاً للتقرير.
تراجع إنتاج البرتقال في مصر
ولن يقتصر الأمر على تراجع الصادرات خلال الموسم الجاري، إذ سينخفض إنتاج البرتقال المصري بنسبة 12 في المئة إلى 4.07 مليون طن خلال الموسم 2024-2025 مقارنة بموسم 2023-2024، تأثراً بارتفاع درجات الحرارة في مصر لفترات طويلة؛ ما أثر على الثمار، وفقاً لتوقعات وزارة الزراعة الأميركية.
كما تأثر الإنتاج بارتفاع التكاليف إذ وصلت الزيادة في بعض المناطق المزروعة إلى 200 في المئة، بحسب التقرير.
وخلال 2024 عانت مصر أزمةً تضخمية إثر ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه وارتفاع أسعار الفائدة.
ويقول التقرير إن بعض المزارع الصغيرة لم تتحمل المستوى المطلوب من الاستثمارات اللازمة لإنتاج البرتقال بسبب ارتفاع التكاليف؛ ما انعكس سلباً على الإنتاج.
ورغم هذه التحديات فإن المساحة المزروعة بأشجار البرتقال الجديدة من المتوقع أن ترتفع إلى 404.8 ألف فدان في 2024/ 2025 بزيادة طفيفة مقارنة بالموسم الماضي.
وستبدأ أشجار البرتقال الجديدة الإنتاج بعد أربع سنوات من زراعتها، ويمكن للأشجار أن تعيش حتى 50 عاماً، إلّا أن الإنتاج ينخفض بعد 20 عاماً.