كشفت تقارير حديثة عن خطط توسعية لإحدى شركات التكنولوجيا المالية الأميركية في أبوظبي، والتي قد توفر فرص تمويل تصل إلى مليار دولار للشركات الإماراتية الصغيرة والمتوسطة، فما تفاصيل تلك الصفقة؟ وكيف تدعم الشركات الناشئة في الإمارات؟

أبرمت شركة ( بيز تو كريدت) -التي تحوّلت إلى أحد أهم مصادر تمويل المشروعات الصغيرة بالولايات المتحدة- اتفاقاً مع شركة ماغناتي لحلول المدفوعات الرقمية في أبوظبي، لتزويد الأخيرة بنماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة بمنصة الإقراض الخاصة بها، وفقاً لما أوردته صحيفة فاينانشيال تايمز.

وتمتلك مجموعة (بروكفيلد) الكندية العملاقة حصة أغلبية في ماغناتي.

كيف تدعم الصفقة الشركات الإماراتية الصغيرة والمتوسطة؟

هذه الخطوة من شأنها مساعدة (ماغناتي) في جمع المزيد من البيانات ومراقبة المعاملات المالية الخاصة بعملائها من الشركات الصغيرة والمتوسطة، ما قد يسهم في تشجيع البنوك على إقراض هذه الشركات.

ومن المتوقع أن تتيح هذه التكنولوجيا لمنصة (ماغناتي) القيام بدور الوساطة بين الشركات الصغيرة والمتوسط من جهة والبنوك الإماراتية من جهة أخرى للحصول على قروض قد تصل قيمتها إلى مليار دولار خلال الأشهر الـ18 المقبلة، مع توفير القيمة نفسها سنوياً.

انفصلت شركة (ماغناتي)، في وقت سابق، عن بنك أبوظبي الأول. والآن تمتلك مجموعة (بروكفيلد) الكندية حصة الأغلبية من أسهم ماغناتي.

وتواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة في الشرق الأوسط العديد من الصعوبات للحصول على قروض من البنوك المحلية، ومن المتوقع أن تسهم شركات التكنولوجيا المالية في ابتكار المزيد من الحلول العملية لتسهيل حصول هذه الفئة من الشركات على القروض، خاصة في السوق الإماراتية.

وتُقدر قيمة سوق التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات بنحو 39.3 مليار دولار (من حيث قيمة المعاملات) في العام الحالي، بحسب شركة الأبحاث (Mordor Intelligence)، ومن المتوقع أن يسجل القطاع معدل نمو سنوي مركب يزيد على 15 في المئة خلال الفترة بين عام 2024 و2029.

آفاق سوق التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات

الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الإماراتي

تأتي الصفقة في إطار جهود الشركة الأميركية (بيز تو كريدت) للاستفادة من اهتمام الإمارات الكبير بمشاريع الذكاء الاصطناعي، وسعي الدولة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط الخام.

وكانت الإمارات أول دولة تطلق وزارة خاصة بالذكاء الاصطناعي في عام 2017، بهدف تشجيع الأبحاث والاستثمارات في هذه التقنيات المتطورة، وتوقع تقرير لشركة (PWC) العالمية للاستشارات أن تسهم مشاريع الذكاء الاصطناعي في دعم اقتصاد الإمارات بنسبة 33.5 في المئة في الفترة بين عامي 2018 و2030.

وكشف التقرير أن اقتصاد الإمارات هو أكبر المستفيدين من الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، يليه اقتصاد المملكة العربية السعودية ثم مصر.

توقعات مساهمة الذكاء الاصطناعي في نمو اقتصادات دول الشرق الأوسط