لا شك بأن المقاطعة التي أعقبت أحداث السابع من أكتوبر تشرين الأول وسط الحرب الإسرائيلية على غزة، ألقت بظلالها على أبرز الشركات العالمية التي تدعم إسرائيل.

لكن ما تظهره البيانات في أغلب الأحيان، أن هذه المقاطعة كان تأثيرها مركزاً ضمن الناحية الجغرافية، إذ إن تراجع المبيعات والأرباح تركز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالإضافة إلى تركيا، لكنه عالمياً، بقي في المنطقة الخضراء – ما شكل دعما كبيراً لبعض الشركات، أبرزها «يم» المالكة لبيتزا هات وكي إف سي، وتاكو بيل، وهابيت بيرغر غريل، التي قفزت أرباحها بنسب تصل إلى 20 في المئة عالمياً.

في المقابل، تلقت الشركة الكويتية للأغذية «أمريكانا» المالكة لامتيازات عديدة أبرزها «دجاج كنتاكي وبيتزا هت وهارديز، وكوستا كوفي، وباسكن روبنز»، والمدرجة في أبوظبي وفي السعودية، ضربة قاسية في نتائجها للربع الرابع من 2023، إذ تراجع صافي أرباحها بنسبة 48.3 في المئة ليبلغ 32.8 مليون دولار مقارنة بصافي ربح 63.4 مليون دولار في الربع الرابع من 2022.

كما أدت حملات المقاطعة بسبب الحرب في غزة إلى عملية شطب وظائف واسعة في مجموعة الشايع – حيث تركزت في فروع ستاربكس في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المقاطعة.. بين الشركات الكبرى ومالكي الامتيازات العرب

قال جورج خوري، المدير المالي لقسم الأبحاث والتعليم لدى «سي إف آي CFI» إن المقاطعة تلعب دوراً كبيراً في التأثير على أداء الشركات وأسهمها بدون شك، ولكن علينا ألا نخفي أن هذه المقاطعة متفاوتة إلى حد كبير بين دولة وأخرى.

وأضاف خوري في حديث مع «CNN الاقتصادية» أنه في الأشهر الثلاثة الأولى من بدء الحرب في غزة، كانت المقاطعة أشد وقعاً وأكثر شعبية من الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، وهو ما أعاد التوازن نسبياً للشركات التي تشملها حملة المقاطعة.

وأشار إلى أن هناك عدم شجاعة للاستكمال بهذه المقاطعة من جهة، ومن جهة أخرى أصبح الناس اليوم يعون أن مقاطعة أصحاب الامتيازات الأجنبية في البلدان العربية هم مواطنون محليون، ومقاطعتهم باتت تؤثر بشكل سلبي على القوى العاملة المحلية من جهة وهو ما تجلى بصرف عدد كبير من الموظفين، وعلى الاقتصاد المحلي من جهة أخرى، وليس بشكل مباشر على الشركات الكبرى.

وقال خوري إن «أكبر المتأذين هم أصحاب الامتيازات المحليين، بينما الشركات الكبرى وعلى الرغم من تأثر أسواقها في منطقة الشرق الأوسط، استطاعت أن تشهد نمواً جيداً في المتاجر الجديدة التي تم افتتاحها في أوروبا والأميركيتين وأيضا في الصين – التي شكلت رافداً كبيراً لمبيعات الشركات المقاطعة وهو ما تجلى بارتفاع المبيعات لشركة «يم!» المالكة لبيتزا هت وكي إف سي وهارديز وغيرها، خلال الربع الرابع من 2023 على صعيد العالم ككل».

سهم ماكدونالدز أكبر الخاسرين.. يليه سهم ستاربكس

أسهم الشركات التي تشملها حملة المقاطعة

فيما يشير عدد من الخبراء إلى أن أسهم شركات مثل ستاربكس و ماكدونالدز ما عادت جاذبة لشهية المستثمرين نسبة لاستقرارها النسبي، يرى جورج خوري، أن حملة المقاطعة أيضا شكلت عاملاً سلبياً تجاه تحركات هذه الأسهم.

وفي إحصاء أجريناه في «CNNالاقتصادية» تبين لنا أن أسهم ماكدونالدز تربعت على قائمة أكبر الخاسرين منذ بداية العام الجاري بتراجع تجاوز 6 في المئة، تلتها أسهم ستاربكس بانخفاض قدره 5.2 في المئة، حسبما تشير بيانات ريفينيتيف.

لكن وفي الجهة المقابلة، سجلت أسهم شركات كبرى ضمن حملة المقاطعة مثل أمازون وكاتربيلار وبروكتر آند غامبل، ارتفاعات قوية تراوحت بين 10 و20 في المئة، فيما ارفعت كل من بيبسيكو وكوكاكولا بنسبة طفيفة لم تتجاوز 2 في المئة.

أبرز الردود على حملة المقاطعة

الرئيس التنفيذي لشركة مقاهي ستاربكس، لاكسمان ناراسيمهان: إن المحتجين ضد الشركة على خلفية موقفها من الحرب بين إسرائيل وحماس «متأثرون بالتضليل على وسائل التواصل الاجتماعي» بشأن مواقف الشركة.

الرئيس والمدير التنفيذي لشركة ماكدونالدز، كريس كيمبكزينسكي: نحذر من أن «المعلومات المضللة» في الشرق الأوسط وأماكن أخرى تضر بالمبيعات. بالإضافة إلى مقاطعة الزبائن، اضطرت ماكدونالدز إلى تحديد ساعات عمل المتاجر مؤقتا أو إغلاق بعض المواقع بسبب الاحتجاجات.