تماشياً مع الإقبال المتزايد للمستثمرين على الأصول الرقمية، أعلن بنك الاستثمار الياباني «نومورا» عن إنشاء صندوق للبيتكوين يستهدف المؤسسات الاستثمارية، وعهد البنك بحفظ الأصول المشفرة لشركة «كوماينو» بالتعاون مع ذراعه الاستثمارية «ليزر ديجيتال» لإدارة الأصول.
وأشار «نومورا» في بيان على موقعه الإلكتروني إلى أن هذه الخطوة تُعد غيضاً من فيض من حزمة الحلول الاستثمارية التي يعتزم إطلاقها في مجال الأصول الرقمية.
إتاحة مرنة للأصول الرقمية
وقال سيباستيان غولييتا، رئيس «ليزر ديجيتال» لإدارة الأصول لـ«CNN الاقتصادية» إن الصندوق الجديد سيقدم «حلولاً طويلة الأمد لإدارة الاستثمار على المستوى المؤسسي للمستثمرين المحترفين، واستخدام موفري الخدمة من المستوى الأول (Tier 1)».
وأضاف «تعتبر التكنولوجيا المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد العالمي فهي تحوّل جزءاً كبيراً من الاقتصاد إلى الاقتصاد الرقمي، ويشكل البيتكوين عنصر تمكين أساسياً لرعاية هذا التحول على المدى الطويل».
وكشف غوليتا أن الحجم المنتظر للصندوق أو حجم الأصول المدارة فيه خلال فترة العروض المبكرة للأسهم سيلامس نحو 25 مليون دولار أميركي، ومن المتوقع أن يتم ذلك بسرعة كبيرة على حد قوله.
وأوضحت فيونا كينغ رئيسة التوزيع في «ليزر ديجيتال» أن من شأن هذا الصندوق أنه سيوفر للمستثمرين في الأصول الرقمية مستوى عالياً من إدارة المخاطر والامتثال».
ومن المنتظر أن يسوّق هذا الصندوق في الإمارات فور إنجاز التراخيص اللازمة لذلك، لا سيما وأن شركة «ليزر ديجيتال» قد حازت خلال أغسطس آب الماضي على ترخيص موفر خدمة الأصول الافتراضية (VASP) الخاص بمزاولة أنشطة وأنواع محددة من المنتجات من قبل سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية (فارا).
ريادة..تردد.. وترقب
ويأتي إطلاق «نومورا» لصندوق اعتماد البيتكوين وسط جدل واسع حول المنتجات الاستثمارية القائمة على الأصول الرقمية، فخلال العامين الماضيين اكتسبت هذه الأصول زخماً قوياً، إذ أُطلقت عدة مبادرات لإنشاء صناديق تداول بمؤشر البيتكوين في عدة دول في أوروبا وأميركا وكندا وهونغ كونغ.
ولم تقتصر هذه الصناديق على كبار المستثمرين والمؤسسات فقط، إذ أتاحت سوق يورونكست المالية هذه المنتجات لصغار المستثمرين أيضاً وفتحت التداول بمؤشر العملات الرقمية بالتجزئة لأول مرة عبر البورصات المرخصة.
وأُدرج منتصف الشهر الماضي صندوق بيتكوين الفوري على بورصة يورونكست من شركة جاكوبي لإدارة الأصول بعد صراع دام سنتين منذ تاريخ نيل الشركة الموافقة المبدئية في عام 2021، الأمر الذي يعتبر تحولاً مهماً في سد الفجوة بين التمويل التقليدي وعالم الأصول الرقمية ويرسي أطر الشمولية المالية فاتحاً باب الفرص أمام تنوع الاستثمار في الأصول الرقمية.
وبينما تقود أوروبا اليوم هذا التحول، تظل الولايات المتحدة مترددة، فلا تزال هيئة الأوراق المالية الأميركية تماطل في الموافقة النهائية على صندوق تداول فوري لمؤشرات البيتكوين، والذي تقدمت به شركة «غريسكايل» وغيرها مثل «بلاك روك» و«فيديليتي انفستمنت».
وفي خضم هذا الصراع، تنصبّ أنظار الخبراء على آسيا وإمكانية إطلاقها أول صندوق استثماري متداول للبيتكوين خاصة أن هونغ كونغ تنافس وبقوة لتكون مركزاً عالمياً للأصول الرقمية.
آسيا.. مستقبل الأصول المشفرة
وحول ما إذا كانت أسواق آسيا هي وجهة الاستثمار المستقبلية في الأصول الرقمية، قال غولييتا «شهدنا بالتأكيد زيادة في الاهتمام من خارج الولايات المتحدة»، مشيراً إلى نتائج الاستطلاع العالمي الذي أجرته الشركة في وقت سابق من هذا العام والذي طال نحو 301 مؤسسة و21 دولة
وأبرزت النتائج أن أكثر من 91 في المئة من الذين شملهم الاستطلاع يريدون جمع الأصول الرقمية مع فئات الأصول التقليدية الأخرى لإعداد استراتيجيات دخل تساعد على التعامل مع مخاطر التضخم وانخفاض قيمة العملات الورقية على حد قوله.