هل تذكرون قضية شركة « إف تي إكس» أو ما سمّي بـ«بونزي العصر الحديث»؟ تخيلوا أن مؤسسي الشركة اليوم تتم مكافأتهم بسبب سلوكهم الحسن داخل الزنزانة.

ريان سلامي

وكارولين إليسون، المديران التنفيذيان لشركة «إف تي إكس» اللذان تمت إدانتهما لدورهما في عملية الاحتيال بالعملات المشفرة التي قادها رئيسهما السابق سام بانكمان-فريد، قلصا مدة عقوبتهما بالسجن، حسب ما أشارت الأنباء اليوم.

سلامي، الذي أقرّ بالذنب في تهم الاحتيال الجنائي في سبتمبر أيلول 2023، وحُكم عليه في مايو أيار بالسجن لمدة 7 سنوات ونصف السنة في السجن الفيدرالي، بدأ عقوبته في أكتوبر تشرين الأول من العام نفسه، لكن مكتب السجون الفيدرالي لفت اليوم الجمعة إلى أن تاريخ إطلاق سراحه تم تعديله بالخفض ليكون في 1 مارس آذار 2031، أي قبل أكثر من عام من تاريخ إطلاق سراحه الأولي في أبريل نيسان 2032.

أما كارولين إليسون، صديقة سام بانكمان فريد السابقة والرئيسة التنفيذية السابقة لشركة «آلاميدا ريسيرش»، ذراع صندوق التحوط لشركة «إف تي إكس»، التي حُكم عليها بالسجن لمدة عامين بعد إقرارها بالذنب في سبع تهم فيدرالية بالاحتيال والتآمر وكانت شاهدة رئيسية ضد بانكمان-فريد، تم إدراج تاريخ إطلاق سراحها الحالي في 20 يوليو تموز 2026، أي قبل ثلاثة أشهر من تاريخ إطلاق سراحها الأولي.

في المقابل، لم يتم إدراج تاريخ إطلاق سراح بانكمان-فريد، الذي حُكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً بتهمة اختلاس 8 مليارات دولار، على موقع السجون على الإنترنت، حسب ما قالت «سي إن إن».

إفلاس «إف تي إكس»

تجدر الإشارة إلى أن شركة «إف تي إكس» كانت ناشئة، اكتسبت شهرة وصعوداً سريعين بين أواخر 2019 ومنتصف 2022 في مجال التشفير، ووصلت شهرتها لمرحلة أن تم حفر اسمها على ساحة في ميامي وعلى قميص كل حكم في دوري البيسبول الرئيسي صاحب الشعبية الكبيرة في أميركا.

أضف إلى ذلك أنه كان لدى الشركة العديد من المشاهير المؤيدين وكان يُعتقد على نطاق واسع أنها المعيار الذهبي للسلامة والأمان، لكن انهيارها في نوفمبر تشرين الثاني 2022 بعد سحب العملاء أموالهم مع انتشار الشائعات حول العلاقات الوثيقة غير العادية للشركة مع صندوق التحوط المشفر «آلاميدا ريسيرش» شكل الضربة القاضية للشركة.

أضف إلى ذلك، مُنيَ سوق العملات المشفرة الذي تعد قضية «إف تي إكس» من أكبر نكساته التاريخية بخسائر قياسية دفعته للتراجع من أكثر من 3 تريليونات دولار إلى نحو 800 مليار دولار خلال 2022.

عملة «إف تي تي» تستعيد الزخم

منذ نحو الشهرين، أو تحديداً بعد الزخم الناتج عن انتخاب دونالد ترامب مجدداً رئيساً للولايات المتحدة، والدعم الكبير الذي تلقته سوق العملات المشفرة، كانت عملة «إف تي تي» الخاصة بشركة «إف تي إكس» إحدى أكبر الرابحين.

وعلى مدى شهر واحد، كسبت العملة ما يزيد على 60 في المئة من قيمتها، لترتفع من 1.7 دولار بداية أكتوبر تشرين الأول الماضي إلى أكثر من 3.7 دولار اليوم.

ووفقاً لتنبؤ السعر الخاص بالعملة والوارد على صفحة «بينانس»، فإنّ قيمة «إف تي تي» يُمكن أن ترتفع بمقدار يفوق 5 في المئة، وقد تصل إلى 4.95 دولار بحلول 2030، فيما معنويات المتداولين اليوم تشير إلى «شراء صاعد جداً».