سعر الدولار في مصر عند أدنى مستوى من 6 أشهر.. فلماذا يتراجع؟

سعر الدولار مقابل الجنيه في مصر يتراجع- المصدر ( أ ف ب)
اسباب تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه في مصر
سعر الدولار مقابل الجنيه في مصر يتراجع- المصدر ( أ ف ب)

تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه في مصر مسجلاً أقل مستوى له منذ ديسمبر كانون الأول 2024 ليبلغ دون 50 جنيهاً، في وقت تزور فيه بعثة من صندوق النقد الدولي مصر لإجراء المراجعة الخامسة لبرنامج مصر للإصلاح الاقتصادي.

ويقول محللون تحدثوا مع «CNN الاقتصادية» إن تراجع سعر الدولار يعكس تحسناً واضحاً في تدفقات العملة الصعبة بمصر، لكن استمرار التراجع سيكون على المحك نظراً لالتزامات مصر الكبيرة من العملة الصعبة والتحديات المستمرة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

ومنذ ديسمبر 2024 بدأ سعر الدولار يتداول فوق 50 جنيهاً لأول مرة منذ أن أجرت مصر تعديلاً على سعر عملتها في مارس آذار 2024.

سعر الدولار مقابل الجنيه في مصر

ويقول بلال بسيوني رئيس إدارة التنبؤ بالمخاطر في PANGEA-RISK، إن انخفاض سعر الدولار في مصر يعكس تحسناً واضحاً ملموساً في تدفقات العملة الصعبة في مصر، مشيراً إلى أن المحرك الأساسي كان الارتفاع الملموس في المعروض من العملات الأجنبية في مصر.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

ويصف علي متولي، استشاري اقتصادي لدى «Ibis» للاستشارات، انخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه في مصر بأنه أول انخفاض منذ فترة طويلة، وهو ما يعد أمراً جيداً.

ويُرجع متولي هذا التراجع إلى أن الاحتياطي النقدي لمصر وصل إلى 48 مليار دولار، كما أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت بزيادة كبيرة خلال الفترة المقبلة، ما وفر مصدراً كبيراً للعملة الصعبة في مصر.

وسجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج ارتفاعاً كبيراً بنسبة 72.4 في المئة خلال الفترة من مارس آذار 2024 إلى فبراير شباط 2025 إلى 32.6 مليار دولار، وفقاً لبيانات البنك المركزي المصري.

ويقول بسيوني إنه بجانب ارتفاع تحويلات العاملين بالخارج ارتفع صافي الأصول الأجنبية لمصر بشكل حاد ليبلغ 15.08 مليار دولار في مارس آذار 2025، مشيراً إلى أن هذه التدفقات أسهمت في تحسين توافر العملات الأجنبية داخل النظام المصرفي الرسمي بشكل واضح وخفض ضغوط الطلب على العملة الصعبة.

تراجع سعر الدولار عالمياً

وأسهم تراجع سعر الدولار عالمياً مقابل العملات الرئيسية نظراً لزيادة الطلب على ملاذ آمن مثل الذهب في انخفاض سعر الدولار في مصر، وفقاً لمتولي.

ويتفق بسيوني مع متولي ويقول إن ضعف الدولار عالمياً أسهم في تعزيز نسبي للعملات الأخرى، بما في ذلك الجنيه المصري، لذا أدى التأثير المشترك للتدفقات القوية من العملات الأجنبية المحلية وضعف الدولار العالمي إلى الارتفاع الحالي في قيمة الجنيه المصري.

ومنذ بدء الحرب التجارية بين أميركا وبعض دول العالم بفرض رسوم تجارية متبادلة يسجل سعر الدولار تراجعاً أمام العملات الرئيسية، فيما ارتفعت أسعار الذهب العالمية مسجلة مستويات قياسية غير مسبوقة.

ويرى متولي أن سياسة البنك المركزي المصري الحالية جعلت سعر صرف أكثر مرونة، وهو ما يسهم في استقرار العملة ويعكس الصورة الطلب على العملة الصعبة.

توقعات سعر الدولار مقابل الجنيه

ومع تراجع سعر الدولار في مصر يبرز سؤال حول هل يستمر التراجع ويتعافى الجنيه الذي شهد تراجعات حادة على مدار العامين الماضين، إذ يقول متولي إن استمرار انخفاض الدولار قد لا يستمر لأن مصر لا تزال تعاني من تحديات اقتصادية.

ويُرجع هذه التحديات إلى استمرار ارتفاع عجز الميزان الجاري، الذي يترجمه زيادة الواردات على الصادرات وهو ما يعني زيادة الطلب على الدولار.

ويضيف متولي: «رغم أن سياسات البنك المركزي المصري تحاول امتصاص السيولة وتستهدف التضخم وتحقيق التوازن في سوق الصرف، فإن هذا لا ينعكس على التوقعات لسعر الدولار في الفترة المقبلة».

ويتوقع أن يسجل متوسط سعر الدولار مقابل الجنيه خلال 2025 بين 50 إلى 51 جنيهاً، كما سيرتفع إلى بين 52 و53 جنيهاً في 2026 مع احتمالية أن يصل إلى 54 جنيهاً.

وتشير التوقعات إلى أن سعر الدولار قد يصل إلى ما بين 56 إلى 57 جنيهاً في عام 2027، وفقاً لمتولي.