أوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي حملته العنيفة للتشديد النقدي الشهر الماضي بعد عشر زيادات متتالية، في خطوة هدفت إلى منح صانعي السياسة مزيداً من الوقت لتقييم صحة الاقتصاد الأميركي، وتأثير الضغوط المصرفية الأخيرة على ظروف الإقراض.
ولكن بعد التوقف في يونيو حزيران، من المتوقع أن يتجه الفيدرالي الأميركي يوم الأربعاء إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى بواقع 25 نقطة أساس، ليصل معدل الفائدة إلى 5.5 في المئة، وهو أعلى مستوياته منذ عام 2001.
وقال الباحث في معهد «بيترسون» للاقتصاد الدولي، جوزيف غانيون، لوكالة «فرانس برس»، «إذا اضطررت إلى المراهنة، فسأراهن على أنهم سيرفعون سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل».
كما توقع كبير الاقتصاديين الأميركيين لدى «بنك أوف أميركا»، مايكل جابين، في مذكرة، زيادة إضافية لأسعار الفائدة هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن معظم أعضاء اللجنة يعتقدون أن هناك حاجة إلى مزيد من إعادة التوازن بين العرض والطلب لضمان استقرار التضخم.
وتشير توقعات المتداولين على أداة «فيد ووتش» إلى احتمالية بنسبة 99 في المئة لاتجاه البنك المركزي الأميركي لرفع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماع يوليو.
مخاطر الركود تتلاشى
تباطأ معدل التضخم السنوي إلى ثلاثة في المئة في يونيو حزيران، بينما ظلت البطالة قريبة من أدنى مستوياتها القياسية، كما عدّل مكتب الإحصاء قراءة النمو الاقتصادي للربع الأول رفعاً، على خلفية إنفاق المستهلكين الذي كان أقوى من المتوقع.
ورفعت الأخبار الاقتصادية الإيجابية من فرص ما يُسمّى بـ«الهبوط الناعم»، والذي يشير إلى نجاح الاحتياطي الفيدرالي في خفض التضخم عن طريق رفع أسعار الفائدة مع تجنب الركود وارتفاع معدلات البطالة.
وخفّض بنك «غولدمان ساكس» مؤخراً احتمالية دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود خلال الـ12 شهراً القادمة إلى 20 في المئة من 25 في المئة، رغم أنه لا يزال أعلى بقليل من متوسط مستويات منذ اندلاع الحرب الأوكرانية.
وكتب كبير الاقتصاديين بالبنك الاستثماري الأميركي، يان هاتزيوس، في مذكرة للمستثمرين، «لقد عززت البيانات الأخيرة ثقتنا بأن خفض التضخم إلى مستوى مقبول لن يتطلب ركوداً».
ماذا عن توقعات اجتماع سبتمبر؟
أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع يونيو حزيران إلى توقعاتهم بزيادتين إضافيتين بمقدار ربع نقطة مئوية هذا العام لمعالجة التضخم.
وبعد توقع زيادة الفائدة الأميركية 25 نقطة أساس هذا الشهر، يتجه تركيز المحللين إلى ما قد يفعله الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع سبتمبر أيلول، وسط انقسام بشأن قرار أسعار الفائدة المقبل.
وبسبب حالة عدم اليقين حول اجتماع سبتمبر أيلول، سيراقب الاقتصاديون المؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، عن كثب، الذي يبدأ بعد نصف ساعة من قرار الفائدة، بحثاً عن تلميحات حول ما قد يفعله البنك بعد ذلك.
وكتب الاقتصاديون لدى «مورغان ستانلي» في مذكرة حديثة إلى العملاء، «في المؤتمر الصحفي، نتطلع إلى المزيد من الوضوح بشأن ما تحتاج إليه لجنة السياسة النقدية لوقف زيادات أسعار الفائدة بشكل دائم».
(أ ف ب).