أُثيرت بعض الشكوك حول مصير مجموعة فاغنر بعد التقارير التي كشفت تحطم طائرة الركاب الخاصة التي ضمت زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين على متنها.

خلال الآونة الأخيرة، ذاع صيت المجموعة عقب إعلان تمردها من أجل إطلاق «مسيرة من أجل العدالة» ضد الجيش الروسي، الأمر الذي لم يستمر طويلاً.

لم يأتِ سرُّ الاهتمام العالمي بهذه المجموعة من منطلق التمرد فقط، بل بسبب وجودها في العديد من الدول، سواء عندما كانت ضلعاً أساسياً في الغزو الروسي على أوكرانيا، أو دورها في بعض الدول العربية مثل سوريا والسودان.

نهاية كلاسيكية

يمثل رحيل قائد «فاغنر» ومجموعة من القادة المهمين، على رأسهم ديمتر أوتكين، نهاية كلاسيكية لتمرد بدأ منذ فترة طويلة، وفقاً لما قاله عمرو الديب الأستاذ المساعد في معهد العلاقات الدولية والتاريخ العالمي بجامعة لوباتشيفسكي، ومدير مركز خبراء «رياليست» لمنصة «CNN الاقتصادية».

وأوضح الديب «أن الخلافات بين فاغنر والقوات الروسية لم تبدأ منذ شهرين بيوم واحد فقط، بل كان هناك الكثير من الخلافات بينهما، وهذا التمرد كان ضربة موجعة للداخل الروسي، وتسبب في العديد من القرارات التي اتُخذت عقب انتهائه».

أموال المجموعة

توجد قوات فاغنر في دول عدة، فوفقاً لتقرير معهد «بروكينغز» الصادر عام 2022، فإن الكرملين استهدف بهذه المجموعة عدة بلدان غالباً ما تكون غنية بالمواد الخام المهمة مثل النفط والذهب والألماس واليورانيوم والمنغنيز، بينما وُجدت في إفريقيا بهدف جمع الأموال الخاصة.

جمع قائد المجموعة بريغوجين نحو 250 مليون دولار خلال الفترة بين 2018 و2021 فقط، وغالباً ما تطلب المجموعة الدفع مقابل العقوبات التي تفرضها بالذهب أو الألماس أو شحنات النفط والغاز، وذلك وفقاً لتقرير نشرته «فاينانشيال تايمز».

مصير مجموعة فاغنر

انتشار قوات «فاغنر»

في سوريا، بدأت قوات «فاغنر» عملياتها العسكرية عام 2015، وفقاً لرويترز، واستولت على أمن حقل الشاعر النفطي، ويقول مسؤولون غربيون إنه يمتلك شركة «إيفرو بوليس»، وهي شركة تحصل على 25 في المئة من أرباح العديد من حقول النفط السورية، كما حققت مبيعات إجمالية بقيمة 134 مليون دولار وأرباحاً بقيمة 90 مليون دولار في 2020.

أما في جمهورية إفريقيا الوسطى الغنية بالمعادن، فإن «فاغنر» حصلت على حقوق قطع الأشجار والسيطرة على منجم للذهب، وأشار تقرير «فاينانشيال تايمز» إلى أن الشركات المرتبطة بفاغنر تحتفظ بسيطرة كبيرة على تعدين الذهب والألماس، كما حصلت على تصريح غابات لمدة 30 عاماً لتجارة الأخشاب في منطقة حوض الكونغو، بينما بلغت الإيرادات المحتملة من منجم «نداسيما» للذهب نحو 2.7 مليار دولار، وفقاً لشبكة «سي بي سي».

في مالي، تعاقدت الحكومة مباشرة مع «فاغنر»، ودفعت نحو 10.8 مليون دولار شهرياً مقابل خدماتها العسكرية، وفقاً لرويترز.

وفي السودان، استحوذت فاغنر على ما يصل إلى 1.9 مليار دولار في 2021، بينما حصلت الشركات التي يديرها بريغوجين على ما لا يقل عن 3 مليارات دولار في الفترة من 2011 إلى 2019 في عقود حكومية روسية مخصصة لتقديم الطعام، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك».

مصير مجموعة فاغنر

بهذه الأموال التي تجمعها المجموعة، وعلى الرغم من رحيل قائدها وذراعه الأيمن، فإن مصير مجموعة فاغنر يظل مجهولاً، قال الديب «بهذه الحادثة انتهى فصل كان صعباً بشكل كبير جداً في السياسة الداخلية الروسية، ومرتبطاً بالسياسة الخارجية؛ فهي توجد في إفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو ومالي، وكان لها دور بارز في العملية العسكرية الروسية على الجبهة الأوكرانية؛ إلا أن وجودها في بيلاروسيا أقلق حلف الناتو على رأسهم بولندا التي رأت أن نقل هذه القوات إلى هناك يمثل خطراً على الأمن البولندي، والدول المطلة على بحر البلطيق؛ لذلك رحيله هو نهاية لهذه الأمور».

وأردف قائلاً «لكنه يطلق العديد من التساؤلات حول كيفية إدارة عملها، وهل ستُصفى أم ستُنقل بعض أجزاء منها إلى القوات المسلحة الروسية، أو هل يمكن تعيين قائد جديد لها، وما إلى ذلك أمور سننتظر رؤيتها، وبالطبع ستكون لها نتائج سواء إيجابية أو سلبية على المناطق التي توجد فيها فاغنر خصوصاً في القارة الإفريقية».