التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ مع أكثر من عشرة من الرؤساء التنفيذيين والأكاديميين الأميركيين، يوم الأربعاء مع سعي بكين لجذب المستثمرين الأجانب وإصلاح العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة.

وكان الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين قد انخفض في الأشهر القليلة الماضية بعدما أدى مزيج من تباطؤ النمو والحملات التنظيمية وتشريعات الأمن القومي المرهقة والتساؤلات حول آفاق النمو على المدى الطويل في البلاد إلى زعزعة الثقة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وضمت المجموعة التي التقاها الرئيس الصيني كلاً من كريستيانو آمون من شركة كوالكوم وراج سوبرامانيام من شركة فيديكس، وستيفن شوارزمان من مجموعة بلاكستون.

وانعقد الاجتماع في قاعة الشعب الكبرى في بكين بعد ختام منتدى التنمية الصيني السنوي.

ودعا شي الشركات الأميركية إلى «مواصلة الاستثمار في الصين» وتعهد بإجراء المزيد من الإصلاحات لفتح أسواق البلاد أمام الشركات الأجنبية.

وأضاف «آفاق نمو الصين مشرقة ولدينا الثقة».

وشارك في المنتدى نحو 100 من الرؤساء التنفيذيين العالميين، فضلاً عن رؤساء منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية الصينية.

وتحاول بكين إحياء الثقة وتحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية والاستثمار في الوقت الذي تواجه فيه أكبر التحديات الاقتصادية منذ عقود.

واتخذت الصين سلسلة من الإجراءات منذ العام الماضي، لجذب الاستثمار الأجنبي وتوسيع الوصول إلى الأسواق في قطاعات التكنولوجيا الفائقة.

ولا يزال المستثمرون العالميون حذرين من التدقيق المتزايد الذي تمارسه الصين على الشركات الغربية، فضلاً عن التباطؤ الهيكلي.

يعاني ثاني أكبر اقتصاد في العالم من عدة مشكلات من بينها تراجع طويل الأمد في قطاع العقارات، والانكماش، والديون، وتقلص عدد السكان، وتحول السياسة الاقتصادية نحو الأهداف الأيديولوجية التي هزت القطاع الخاص وأخافت المستثمرين الأجانب.

وفي الشهرين الأولين من عام 2024، انكمش الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد بنحو 20 في المئة، مقارنة بالعام الماضي، وهذا الانخفاض هو الثاني بعد انخفاض بنسبة 8 في المئة في عام 2023، بحسب وزارة التجارة.

وأظهر مقياس آخر للاستثمار الأجنبي المباشر انخفاضاً بنسبة 82 في المئة في عام 2023، وفقاً للأرقام الصادرة عن إدارة الدولة للنقد الأجنبي، ليحقق رقماً قياسياً هو الأدنى منذ 30 عاماً.

ووفقاً لمسح أصدرته غرفة التجارة الأميركية في الصين الشهر الماضي، فإن 57 في المئة من الشركات الأميركية تفتقر إلى الثقة في أن الصين ستفتح أسواقها بشكل أكبر أمام الشركات الأجنبية.

وأعلنت الصين استهدافها نسبة نمو هذا العام بنحو 5 في المئة، وهو نفس المستوى المستهدف العام الماضي، لكن مراقبي السوق يقولون إن هذا الهدف طموح نظراً لعدم وجود تدابير تحفيزية كبيرة من قبل الحكومة المركزية لمعالجة ضعف ثقة المستهلكين الصينيين بشكل مباشر، وعدم رغبتهم في إنفاق الأموال.

(لورا هي وواين تشانغ – CNN)