في 15 أبريل نيسان من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للفن الذي أقره المؤتمر العام لليونسكو في دورته الأربعين في عام 2019، وتم اختيار هذا التاريخ تكريماً للفنان الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي الذي تحل ذكرى ميلاده في هذا اليوم.

ويُعد هذا اليوم احتفاءً بدور الفنون والثقافة في تشكيل الوعي الإنساني والارتقاء بالأفراد والمجتمعات، خاصة بعد أن تحولت خلال العقود الأخيرة لأحد أهم أدوات القوة الناعمة التي تستخدمها الدول لتعزيز تأثيرها ونفوذها الإقليمي والدولي، بل وتحقق بها ما لا يمكن تحقيقه عبر القوة العسكرية.

كما أصبح هذا القطاع يمثل سوقاً عالمية ضخمة تُقدر بمليارات الدولارات وتسهم بدور رئيسي في الناتج المحلي الإجمالي للدول حول العالم.

سوق متنامية

أظهرت السوق العالمية للفنون مرونة واضحة في عام 2023. فرغم تراجع قيمة المبيعات بالسوق في عام 2023 متأثرة بارتفاع التضخم وأسعار الفائدة وعدم الاستقرار السياسي، إلا أنها ظلت أعلى من مستوياتها ما قبل الجائحة إذ شهدت السوق زيادة في حجم الصفقات والمبيعات الإلكترونية، بحسب تقرير مشترك لبنك يو بي إس ومعرض آرت بازل الدولي.

وأظهر التقرير أنه بعد عامين من النمو المتواصل، تراجعت قيمة مبيعات الفنون العالمية بنسبة 4 في المئة العام الماضي لتصل إلى 65 مليار دولار.

في المقابل، ارتفع حجم الصفقات بنحو 4 في المئة مسجلاً 39.4 مليون دولار، كما قفزت المبيعات الإلكترونية بـ7.7 في المئة إلى 11.8 مليار دولار لتشكّل 18 في المئة من إجمالي المبيعات.

وحافظت الولايات المتحدة على المركز الأول في سوق الفنون بعد أن هيمنت على 42 في المئة من المبيعات العالمية، تليها الصين بـ19 في المئة، والمملكة المتحدة بـ17 في المئة، وفرنسا بـ7 في المئة، لتستأثر الأسواق الثلاث الأولى بـ80 في المئة من مبيعات الفنون العالمية.

وأظهرت الصين أداءً لافتاً خلال عام 2023، فعلى عكس التباطؤ العالمي سجلت مبيعات الفنون في السوق الصينية ارتفاعاً بـ9 في المئة لتصل إلى 12.2مليار دولار في 2023، بفضل رفع القيود المرتبطة بجائحة كوفيد-19 في النصف الأول من العام، لكن السوق شهدت تباطؤاً في النصف الثاني من العام في ظل التوقعات بتراجع وتيرة نمو ثاني أكبر اقتصادات العالم.

وحول أداء سوق الفنون في 2024، توقع 36 في المئة من الوكلاء المشاركين في الاستطلاع تحسن المبيعات الفنية هذا العام، بينما توقع 48 في المئة عدم تغير الأداء عن العام الماضي، مقابل 16 في المئة توقعوا هبوط المبيعات.

أحد محركات النمو

تهتم معظم الدول حالياً بتنمية قطاع الفنون والثقافة لديها باعتباره أحد محركات النمو الرئيسية لاقتصاداتها المحلية؛ ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال حقق القطاع نمواً قياسياً في عام 2022 لتصل قيمته إلى 1.1 تريليون دولار أو ما يمثل 4.3 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في ذلك العام، وفقاً لتقرير الصندوق الوطني للفنون بالولايات المتحدة.

وأظهر التقرير نمو القطاع بـ4.8 في المئة بين عامي 2021 و2022، متجاوزاً معدل نمو الاقتصاد الأميركي بأكمله في الفترة ذاتها.

فمنذ ظهور الجائحة في عام 2019، نمت القطاعات الفنية والثقافية بالولايات المتحدة بنحو 13.9 في المئة، مقابل 5.5 في المئة فقط للاقتصاد الأميركي خلال الفترة نفسها.