ينتظر المستثمرون اجتماع معظم البنوك المركزية العالمية خلال شهر سبتمبر أيلول 2024، ما يجعله شهراً محورياً لمسار السياسة النقدية العالمية، وسط توقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي والمركزي الأوروبي إلى تخفيض أسعار الفائدة.
وكان بنك كندا قد خفض أسعار الفائدة مرتين بواقع 25 نقطة أساس لكل منهما في يونيو حزيران ويوليو تموز 2024، لتهبط من 5 في المئة إلى 4.5 في المئة، كما أعلن البنك الوطني السويسري عن تخفيضين في مارس آذار ويونيو حزيران بإجمالي 50 نقطة أساس، ليهبط معدل الفائدة السويسرية إلى 1.25 في المئة.
كذلك أعلن البنك المركزي الأوروبي أول خفض لأسعار الفائدة هذا العام في يونيو حزيران لتصل الفائدة إلى 4.25 في المئة، وتبعه بنك إنجلترا مع خفض 25 نقطة أساس في أغسطس آب، فيما ننتظر أول خفض من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في سبتمبر أيلول.
توقعات خفض الفائدة
تبدأ مسيرة قرارات أسعار الفائدة باجتماع بنك كندا يوم الرابع من سبتمبر، وسط توقعات بأن يتجه إلى خفض معدل الفائدة بواقع 25 نقطة أساس، قبل تخفيضين إضافيين في أكتوبر تشرين الأول وديسمبر كانون الأول 2024، بحسب استطلاع رأي أجرته وكالة رويترز.
يليه اجتماع البنك المركزي الأوروبي في الثاني عشر من سبتمبر أيلول، قبل نحو أسبوع من اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، وأيضاً تتوقع الأسواق تخفيضات لسعر الفائدة من قبل البنكين بمقدار يتراوح بين 25 نقطة أساس و50 نقطة أساس هذا الشهر.
على سبيل المثال في أوروبا، أظهر مسح نُشر يوم الجمعة أن المحللين يتوقعون انخفاض التضخم إلى ما دون المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المئة في العامين المقبلين، ما يزيد من ثقة صناع السياسات في خفض الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في اجتماعي سبتمبر أيلول وديسمبر كانون الأول على التوالي.
وفي الولايات المتحدة، يرى المتداولون على أداة فيدووتش، احتمالية بنسبة 70 في المئة لخفض الفائدة بنحو 25 نقطة أساس في سبتمبر، مقابل احتمالية قدرها 30 في المئة لخفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس، بدعم من تعليقات رئيس الفيدرالي الأميركي جيروم باول الأخيرة في قمة جاكسون هول، بثقته في انخفاض التضخم عند قال «حان الوقت لتعديل السياسة النقدية».
كذلك ننتظر صدور التوقعات الاقتصادية من قبل لجنة السوق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي، والتي تظهر توقعات أعضاء البنك بشأن معدل النمو الأميركي والتضخم وعدد مرات خفض الفائدة العامين الحالي والمقبل، وهي إشارة مهمة لحجم التخفيضات المنتظرة.
أما في المملكة المتحدة، فتشير أسواق المال الآن إلى أن هناك فرصة بنسبة 45 في المئة أن يقوم بنك إنجلترا بخفض أسعار الفائدة إلى 4.75 في المئة من مستواها الحالي البالغ 5 في المئة خلال اجتماعه 19 سبتمبر أيلول، ولا تزال الأسواق تعتقد أنه لا يزال هناك مجال لخفض ثانٍ في وقت لاحق من العام، ما يخفض سعر الفائدة البريطاني إلى 4.5 في المئة بنهاية 2024.
كذلك تنتظر الأسواق تخفيضاً إضافياً من البنك الوطني السويسري بمقدار 25 نقطة أساس في 26 سبتمبر في متابعة لحركتين سابقتين بهذا الحجم في مارس ويونيو 2024، على أن يكون هذا هو التخفيض الأخير هذا العام، وفقاً لاستطلاع رأي أجرته وكالة رويترز.
بنك اليابان يغرد منفرداً
على عكس الاتجاه السائد والمنتظر من قبل معظم البنوك المركزي العالمية، رفع بنك اليابان أسعار الفائدة في يوليو تموز الماضي للمرة الثانية هذا العام، بعدما رفعها في مارس آذار لأول مرة منذ عام 2007، كما أشار إلى مزيد من الزيادات المستقبلية عند الحاجة.
ويستقر سعر الفائدة اليابانية في الوقت الحالي عند 0.25 في المئة، وهو أعلى قليلاً من المعدل السابق الذي تراوح بين صفر و0.1 في المئة، قبل أن يجتمع أعضاء السياسة النقدية لدى بنك اليابان في 20 سبتمبر الحالي.
ويظهر أحدث استطلاع أجرته رويترز في أغسطس المنصرم، أن غالبية الاقتصاديين يتوقعون أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، لكن الكثير منهم يرون فرصة لحدوث ذلك في اجتماع ديسمبر وليس في سبتمبر أو أكتوبر.
أهم البيانات الاقتصادية المنتظرة
بجانب قرارات البنوك المركزية المنتظرة على مدار سبتمبر، نترقب عدداً من البيانات الاقتصادية المهمة تبدأ مع تقرير التوظيف في الولايات المتحدة يوم الجمعة الموافق 6 من الشهر، والذي يتضمن بيانات البطالة والأجور وعدد الوظائف الجديدة، ما يعطي المستثمرين لمحة عن أداء سوق العمل في ظل أسعار الفائدة المرتفعة.
كما ننتظر صدور بيانات التضخم الأميركي في الأسبوع التالي، تليه مؤشرات مديري المشتريات في منطقة اليورو، والقراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الأخير من الشهر.