أجرت شركة الأخبار والإعلام بنزينجا مؤخراً استطلاع رأي سألت فيه الأميركيين العاديين عن رائد الأعمال الذي يثقون به أكثر لاستثمار مدخرات حياتهم.
وجاءت النتائج الثلاثة الأولى كالتالي، 58 في المئة من الأميركيين فضلوا الرئيس التنفيذي لشركة بيركشاير هاثاواي وارن بافيت، بينما اختار 11 في المئة الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، وحصل رجال الأعمال مارك كوبان على النسبة ذاتها.. فلماذا إذن يثق الأميركيون في هؤلاء؟ وهل يدعم خبراء المال اختيارات الأميركيين؟
وارن بافيت
عندما يتعلق الأمر بالاستثمار يتبنى بافيت نهجاً محافظاً للغاية إذ يختار الابتعاد عن التعقيد والصيحات ويختار بدلاً من ذلك الشركات القوية ذات العلامات التجارية مثل أبل وشيفرون وبنك أوف أميركا.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لمجموعة فينيكس كابيتال، آدم فيراري «غالباً ما تتطرق محفظته إلى الضروريات قبل كل شيء آخر، الأشياء التي يعتمد عليها جميع الأميركيين بشكل كبير»، مضيفاً «لقد أثبت مراراً وتكراراً أنه يتمتع بالاستقرار والنمو الطويل الأجل والأساسيات القوية».
ويدعو بافيت إلى الصبر والحكمة في إعطاء الأولوية للمكاسب طويلة الأجل على المكاسب قصيرة الأجل، وهذا النهج ليس مثيراً أو درامياً دائماً لكنه ينجز المهمة.
أوضح الرئيس التنفيذي لشركة إيكونوميكس أسوشياتيد إنديكس، روبرت جونسون أن المبدأ الأساسي في الحد من المخاطر لدى بافيت يكمن في استخدامه هامش الأمان.
وقال جونسون «ما يعنيه هامش الأمان هو أن المرء لا يستثمر في شركة إلا عندما يكون سعرها السوقي أقل بكثير من قيمتها الحقيقية».
في الأساس يبحث بافيت عن صفقة جيدة من خلال التعرف على الشركات القوية بطبيعتها ولكنها لم تنطلق بعد بشكل كامل، ويعقب جونسون «لذلك، إذا لم تسر الأمور وفقاً للخطة مع شركة ما، فهناك وسادة كبيرة قبل أن يتكبد المستثمر خسائر».
إيلون ماسك
يعرف إيلون ماسك -الذي يُعتبر عكس بافيت- باتخاذه قرارات كبيرة وعاجلة في دخول قطاعات غير متوقعة، ولهذا السبب تعتبر استثماراته في شركات مبتكرة مثل تسلا وسبيس إكس بالإضافة إلى حيازاته الإضافية في عملة بيتكوين المشفرة متقلبة وعالية المخاطر، ومع ذلك قد يكون لديها القدرة على تحقيق مكافآت ضخمة.
ومع ذلك قد يكون من الصعب تحديد استراتيجية الاستثمار الدقيقة لماسك لأنه بدلاً من أن يكون مدفوعاً بأداء الشركة على، فإنه مدفوع بإيمانه بمهمة الشركة وثقته في مستقبلها.
وبدلاً من السعي إلى التنويع يضع رهانات كبيرة على الشركات التي يسيطر عليها، وقد قال ماسك في مقابلة صحفية بوقت سابق «لا بأس من وضع بيضك في سلة واحدة طالما أنك تتحكم في ما يحدث لتلك السلة».
مارك كوبان
صرح خبير الاستثمار والمؤسس المشارك في بيوم جوبز، ستيفن جريت «يقدم مارك كوبان أرضية وسطى بين المحافظين والمغامرين».
وقال جريت «لقد حقق كوبان ثروة من خلال مزيج من الفطنة التجارية التقليدية والمهارة في اكتشاف الفرص الناشئة».
وفي حين أن أمازون ونتفليكس ضمن محفظة أسهم كوبان، فإن معظم استثماراته خارج الأسواق المتداولة علناً وتشمل الأمثلة الأدوية، والأبرز فريق دالاس مافريكس لكرة السلة.
في الغالب يتفق الخبراء الماليون على أن الأميركيين أصابوا في هذا الأمر.
صرح جونسون «في ذهني لا شك في من يجب على الأميركيين أن يثقوا به أكثر لاستثمار أموالهم هو وارن بافيت».
وقال جونسون «كان عائده السنوي المركب من عام 1965 حتى عام 2023 نحو 19.8 في المئة أي ما يقرب من ضعف مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال تلك الفترة».
وأضاف جونسون «بلغ المكسب الإجمالي لمساهمي بيركشاير خلال تلك الفترة الزمنية أكثر من أربعة ملايين في المئة مقارنة بنحو 31 ألف في المئة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500».