أعلن البنك المركزي المصري يوم الثلاثاء، انضمامه إلى نظام الدفع والتسوية الإفريقي «PAPSS»، الذي يستهدف تحقيق التكامل المالي بين بلدان القارة السمراء.
وأشار البنك المركزي إلى أن نظام الدفع والتسوية الإفريقي يساعد على التوسع في حركة التجارة المتبادلة مع الدول الإفريقية، ويسهم في تخفيف الضغط على توفير العملات الأجنبية.
انضمام مصر
جاء في بيان المركزي المصري أنه في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز العلاقات المصرفية على المستوى الإقليمي وتعميق التعاون الاقتصادي مع الدول الإفريقية، قام البنك في نوفمبر 2024 بتبني اتفاقية للمشاركة في نظام الدفع والتسوية الإفريقي.
ويُسهم نظام «PAPSS»، الذي يديره بنك التصدير والاستيراد الإفريقي «Afreximbank»، في تسهيل تنفيذ المدفوعات والتحويلات التجارية عبر الحدود، مع تقليص التكلفة والوقت اللازمين لإتمامها.
ويُعدّ هذا النظام خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط الاقتصادية التاريخية وتوسيع حركة التجارة المتبادلة بين مصر والدول الإفريقية.
وقال نائب محافظ البنك المركزي المصري، رامي أبو النجا، إن «توقيع اتفاقية مشاركة البنك المركزي المصري في النظام الجديد يأتي في إطار حرص مصر على تعزيز التواصل التجاري والاقتصادي مع دول العالم المختلفة، وبالأخص مع الدول الإفريقية، ويعكس التعاون المستمر بين البنك المركزي المصري والبنوك المركزية الإفريقية».
وأوضح نائب محافظ البنك المركزي المصري أن «المزايا العديدة التي يوفرها نظام الدفع والتسوية الإفريقي من شأنها تحفيز البنوك العاملة في مصر والبنوك الإفريقية على الانضمام إلى النظام والتوسع في المعاملات المالية فيما بينها. يضم النظام حالياً 14 بنكاً مركزياً من دول مثل نيجيريا، وغانا، وليبيريا، وجمهورية غينيا، وجامبيا، وسيراليون، وجيبوتي، وزيمبابوي، وزامبيا، وكينيا، ورواندا، ومالاوي، وتونس، وجزر القمر، بالإضافة إلى أكثر من 50 بنكاً تجارياً، وقد أبدت العديد من البنوك العاملة في مصر اهتماماً ورغبة في الاشتراك في نظام الـPAPSS. بموجب الاتفاقية، سيتولى البنك المركزي المصري الإشراف على اشتراك البنوك العاملة في مصر بالنظام».
ومن المتوقع أن يسهم النظام الجديد في تعزيز التبادل التجاري بين مصر ودول القارة، ما يعزز العلاقات الاقتصادية، كما يسهم النظام في تحقيق التكامل المالي بين دول القارة، ويعمل على تخفيف الضغط على العملات الأجنبية من خلال آلية تسوية صافي المعاملات المتبادلة بين الدول المشاركة.
نظام الدفع والتسوية الإفريقي
نظام الدفع والتسوية الإفريقي هو منصة مخصصة لتسوية المعاملات المالية باستخدام العملات المحلية، وبدأ «أفريكسيم بنك» في تطوير هذا النظام عام 2019، وأُطلق رسمياً في يونيو 2022 بمشاركة 8 بنوك مركزية و28 بنكاً تجارياً.
يهدف النظام إلى ضم جميع البنوك المركزية الإفريقية بحلول نهاية العام الحالي، وجميع البنوك التجارية بحلول العام المقبل، كما يستهدف ضم شركات التكنولوجيا المالية وحلول المدفوعات الفورية كأعضاء نشطين في المنظومة.
ويعتمد هذا النظام على ثلاث عمليات أساسية: الدفع الفوري، والتمويل المسبق، والتسوية الصافية.
ويُعتبر الهدف الرئيسي من إطلاق نظام الدفع والتسوية الإفريقي هو تعزيز التجارة بين دول القارة وتجاوز التحديات المرتبطة بأسعار الصرف وتقليل وقت وتكلفة التحويلات المالية الفورية.
ويوفر نظام «PAPSS» إمكانية إجراء وتسوية المدفوعات عبر الحدود في غضون 120 ثانية، دون الحاجة لتحويل العملات المحلية إلى الدولار، ما يتيح تسوية المعاملات التجارية بين البنوك الإفريقية الأعضاء بالعملات المحلية في أقل من 24 ساعة.
كما يوفر نظام «PAPSS» بنية تحتية موثوقة وأقل تكلفة لتحويل الأموال بين دول القارة، سواء كانت للشراء، أو تحويل الأموال لعمليات التصدير والاستيراد، أو لإجراء معاملات تتعلق بالاستثمار في الأسهم، وجميع العمليات في النظام تخضع لمراقبة البنوك المركزية المتعاونة مع المنظومة لضمان الأمان والكفاءة.