تعتزم المفوضية الأوروبية طرح هدف مناخي جديد لعام 2040 يسمح لأول مرة للدول الأعضاء باستخدام أرصدة كربون دولية، مصدرها دول نامية، لتغطية جزء محدود من التزاماتها بخفض الانبعاثات، وذلك بحسب مسودة اقتراح اطلعت عليها وكالة «رويترز». ووفقاً للمسودة، سيقترح الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي هدفاً ملزماً قانونياً يتمثل في خفض صافي انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 90 في المئة بحلول عام 2040، مقارنة بمستويات عام 1990، في مسعى للإبقاء على المسار نحو تحقيق الحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2050.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
لكن تحت ضغط عدد من الدول الكبرى مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وجمهورية التشيك، يتضمن الاقتراح الأوروبي الجديد مرونة تسمح بتخفيف عبء تحقيق الهدف على الصناعات الأوروبية.
وبحسب المسودة، سيكون بإمكان الدول استخدام أرصدة كربون معتمدة دولياً لتغطية ما يصل إلى 3 نقاط مئوية من هدف 2040، ما يقلل من حجم التخفيضات المطلوبة محلياً.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وسيبدأ تطبيق هذه الآلية تدريجياً ابتداء من عام 2036، في إطار تشريع جديد من المقرر أن يحدد معايير صارمة لضمان مصداقية ونزاهة استخدام تلك الأرصدة، إضافة إلى شروط تتعلق بأصلها وتوقيت استخدامها.
كما تمنح الخطة المقترحة الدول الأعضاء مرونة أكبر في تحديد القطاعات التي ستتحمل العبء الأكبر لتحقيق الهدف المناخي، ما يعكس تباين القدرات الاقتصادية والصناعية بين الدول.
تأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه أوروبا آثاراً متزايدة لتغير المناخ، إذ تُعد القارة الأسرع احتراراً في العالم، وتشهد العديد من دولها هذا الأسبوع موجات حر شديدة تسببت في اندلاع حرائق غابات وتعطيل البنى التحتية، ما زاد من أهمية الإسراع بتنفيذ سياسات مناخية فعالة.
ورغم أن المفوضية الأوروبية تروج لأجندتها المناخية كوسيلة لتعزيز القدرة التنافسية وأمن الطاقة الأوروبي، فإن بعض الحكومات والنواب أعربوا عن مخاوفهم من أن تشديد القواعد المناخية سيُثقل كاهل الصناعات الأوروبية المتضررة أصلاً من الرسوم الأميركية وارتفاع أسعار الطاقة.
وقالت المسودة إن «إزالة الكربون ليست فقط ضرورية لكوكب الأرض، بل تمثل أيضاً محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي عندما تندمج مع السياسات الصناعية والتجارية والمنافسة».
يذكر أن مستشاري المفوضية الأوروبيين في مجال المناخ قد أعربوا في وقت سابق عن معارضتهم لاستخدام أرصدة الكربون الدولية ضمن أهداف الاتحاد، محذرين من أن ذلك قد يحرف الاستثمارات عن الصناعات المحلية نحو مشاريع خارجية ذات فعالية بيئية مشكوك فيها.
ومن المتوقع أن يبدأ التفاوض حول الهدف الجديد بين الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي، وهي عملية قد تستغرق سنوات، علماً أن
الاتحاد الأوروبي يواجه موعداً نهائياً في سبتمبر أيلول هذا العام لتقديم هدف مناخي جديد لعام 2035 إلى الأمم المتحدة، من المتوقع أن يُستمد من هدف عام 2040.