قال مصدر مطلع على ملف تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر إنه من المخطط له ارتفاع كميات الغاز الموردة لمصر مرة أخرى لتتخطى 300 مليون قدم مكعبة يومياً، اعتباراً من الثلاثاء.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن كميات الغاز الطبيعي الإسرائيلي الموردة لمصر تراجعت خلال اليومين الماضيين نتيجة لعطل بحقول شركة إنرجين اليونانية المشغلة لخزانات كاريش- تنين الإسرائيلية، ما خفض كميات الغاز الموردة إلى حدود 120 مليون قدم مكعبة يومياً.
أعلنت الحكومة المصرية بداية الأسبوع الحالي عن زيادة فترة انقطاع الكهرباء في مصر يومياً، إلى ساعة ونصف الساعة، بعدما لجأت إلى تطبيق برنامج تخفيف الأحمال منذ بداية الصيف لمدة ساعة واحدة وفقاً لما أعلنته وزارة الكهرباء المصرية حينها.
يأتي ذلك بالتزامن مع انخفاض كميات الغاز الموردة من خارج مصر.
وكانت كميات الغاز الطبيعي المصدرة من إسرائيل إلى مصر ارتفعت الأسبوع الماضي، لتصل إلى نحو 350 مليون قدم مكعبة يومياً، مقابل 150 مليون قدم مكعبة مع بداية وقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار نتيجة اندلاع الحرب في غزة، «إلا أنها تراجعت خلال اليومين الماضيين إلى حدود 120 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً»، كما يقول المصدر.
وأعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية في وقت سابق من أكتوبر تشرين الأول أن إسرائيل علقت الإنتاج مؤقتاً من حقل غاز تمار البحري قبالة ساحلها الجنوبي، وستبحث عن مصادر وقود بديلة لتلبية احتياجاتها، وذلك في أعقاب الهجوم العسكري الذي شنته حركة حماس الفلسطينية.
وأكدت شركة شيفرون الأميركية التي تشغل الحقل أنها تلقت تعليمات من وزارة الطاقة الإسرائيلية بوقف العمليات في تمار، وهو مصدر رئيسي للغاز اللازم لتوليد الكهرباء والصناعة في إسرائيل.
يقع حقل تمار في البحر المتوسط على بعد نحو 25 كيلومتراً قبالة مدينة أسدود على الساحل الجنوبي لإسرائيل على المتوسط.
وتستورد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل من حقلي ليفياثان وتمار.
وكان مصدران مطلعان على ملف تصدير الغاز الإسرائيلي، قد قالا في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية» في يونيو حزيران الماضي، إن إسرائيل تعتزم زيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى مصر بنسبة تصل إلى 26 في المئة بحلول العام القادم، ليصل حجم الغاز المورد لمصر إلى نحو 1.2 مليار قدم مكعبة.
ووقعت مصر في يونيو حزيران 2022 مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لزيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف إمداد أوروبا بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية في إدكو ودمياط على البحر المتوسط.
رحلة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر
بدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل لأول مرة في 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين شركة نوبل إنيرجي -التي استحوذت عليها شيفرون في 2020- وديليك دريلينج، وشركة دولفينوس القابضة المصرية.
ويوجد في مصر مصنعان لإسالة الغاز الطبيعي وإعادة تصديره، الأول في إدكو مملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، ويضم وحدتين للإسالة بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 1.35 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي، والآخر في دمياط ومملوك لشركة «إيني» الإيطالية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، وهيئة البترول، ويضم وحده فقط طاقة تصل إلى نحو 750 مليون قدم مكعبة يومياً.
ولدى مصر خط أنابيب شرق المتوسط، وهو خط لنقل الغاز الطبيعي المصري من العريش بمصر إلى عسقلان بإسرائيل عبر البحر المتوسط بطول 100 كيلومتر، ويُستخدم حالياً في تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر.
أسعار الغاز في أوروبا
في غضون ذلك، قفزت أسعار الغاز الطبيعي الأوروبي بعد أن أدى توقف الواردات المصرية إلى زيادة خطر تناقص تدفقات الغاز الطبيعي المسال من البلاد، مع اشتداد حدة الصراع بين إسرائيل وحماس.
وارتفعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر كانون الأول بنسبة 7.1 في المئة يوم الاثنين قبل تقليص بعض المكاسب، والأسعار مرتفعة نحو 30 في المئة عما كانت عليه قبل اندلاع الحرب قبل ثلاثة أسابيع.