بدأت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية في شحن أول شحنة غاز مسال من محطة الإسالة التابعة لها في منطقة إدكو، وذلك بعد وصول ناقلة الغاز المسال يوم الثلاثاء، بعد توقف مصر عن تصدير الغاز منذ يونيو حزيران الماضي، وفقاً لما قاله مسؤول حكومي.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) بدأت في تسييل كميات من الغاز الطبيعي، وبدأ تحميلها من خلال ناقلة الغاز المسال، التي ستتجه إلى السوق الأوروبية، لاستئناف تصدير الغاز المصري، حيث من المخطط أن تغادر الناقلة يوم الأربعاء الميناء الخاص بمحطة الإسالة في إدكو.

وفي يونيو حزيران، قال وزير البترول المصري طارق الملا في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، إن وزارة البترول أوقفت تصدير الغاز المسال عبر محطتي الإسالة التابعتين لها وتوجيه كميات الغاز للسوق المحلي، على أن يستأنف تصدير الغاز المسال خلال أكتوبر تشرين الأول الماضي، وهو ما لم يحدث نتيجة توقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار نتيجة اندلاع الحرب في غزة، ما خفض كميات الغاز الطبيعي الموردة من الجانب الإسرائيلي.

وتوقع الملا انخفاض إيرادات بلاده من صادرات الغاز الطبيعي المسال 50 بالمئة هذا العام، نظراً لتراجع الأسعار العالمية، التي انخفضت بنحو الثلثين مقارنة بالمستويات القياسية التي سجلتها في 2022.

ووقعت مصر في يونيو حزيران 2022 مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لزيادة صادرات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، بهدف إمداد أوروبا بالغاز الإسرائيلي عبر محطات الإسالة المصرية في إدكو ودمياط على البحر المتوسط.

ويوجد في مصر مصنعان لإسالة الغاز الطبيعي وإعادة تصديره، الأول في إدكو مملوك للشركة المصرية للغاز الطبيعي المسال، ويضم وحدتين للإسالة بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 1.35 مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي، والآخر في دمياط ومملوك لشركة إيني الإيطالية والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، وهيئة البترول، ويضم وحدة ذات طاقة إنتاجية تصل إلى نحو 750 مليون قدم مكعبة يومياً.

صادرات وواردات الغاز الطبيعي في مصر

زيادة كميات الغاز الإسرائيلي الموردة لمصر

وكان مصدر مطلع على ملف تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر، قال في تصريحات لـ«CNN الاقتصادية» خلال الأسبوع الماضي، إن شركة شيفرون الأميركية أبلغت مصر باستئناف تصديرها كميات الغاز من حقل تمار خلال يومين، لترتفع كميات الغاز الموردة لمصر وتتخطى 900 مليون قدم مكعبة يومياً.

وكانت كميات الغاز الطبيعي المصدرة من إسرائيل إلى مصر ارتفعت خلال الأسبوع الأخير من أكتوبر تشرين الأول الماضي، لتصل إلى نحو 350 مليون قدم مكعبة يومياً، مقابل 150 مليون قدم مكعبة مع بداية وقف عمليات إنتاج الغاز من حقل تمار نتيجة اندلاع الحرب في غزة.

يقع حقل تمار في البحر المتوسط على بعد نحو 25 كيلومتراً قبالة مدينة أسدود على الساحل الجنوبي لإسرائيل على المتوسط.

وتستورد مصر الغاز الطبيعي من إسرائيل من حقلي ليفياثان وتمار.

رحلة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر

بدأت مصر استيراد الغاز من إسرائيل لأول مرة في 2020، في صفقة قيمتها 15 مليار دولار بين شركتي نوبل إنرجي -التي استحوذت عليها شيفرون في 2020- وديليك دريلينغ، وشركة دولفينوس القابضة المصرية.

ارتفعت كميات الغاز الطبيعي التي تستوردها مصر من إسرائيل في العام المالي الماضي المنتهي في يونيو حزيران 2023، بنسبة 42.77 في المئة، لتصل إلى 272.7 مليار قدم مكعبة من الغاز، مقابل 191 مليار قدم مكعبة في العام المالي السابق 2021-2022، وفقاً لتقرير الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس).