لأول مرة في تاريخها، تشارك منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» بجناح في المنطقة الزرقاء في مؤتمر الأطراف ( كوب28) المنعقد في الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر تشرين الثاني إلى 12 ديسمبر كانون الأول، وتهدف المشاركة إلى إطلاع الزوار على أنشطة الدول الأعضاء بالمنظمة في خفض انبعاثات الصناعة النفطية.

وحول مساهمة أوبك للمرة الأولى في أهم ملتقى مناخي في العالم، قال هيثم الغيص، الأمين العام للمنظمة، إنه لا يوجد أي تنافر أو تنافس بين صناعة النفط والغاز من جهة وصناعة الطاقة المتجددة من جهة أخرى.

ما هو مؤتمر المناخ كوب 28؟

وأوضح الغيص في مقال لصحيفة الاتحاد الإماراتية يوم الخميس، أن العديد من المشتقات البترولية والمواد المستمدة من النفط الخام تُستخدم في إنتاج الموارد الأساسية اللازمة لصناعة توربينات الرياح، والألواح الشمسية، وبطاريات أيونات الليثيون، ما يعني أن العالم سيحتاج إلى النفط لعقود طويلة، تزامناً مع تطور قطاعات الطاقة المتجددة.

هل تتجه أوبك لخفض إضافي في إنتاج النفط؟ وكيف يؤثر ذلك على الأسعار؟

وأشار إلى أن استمرار الدعوات لوقف الاستثمار في الصناعة النفطية وتحويل رؤوس أموال إلى قطاعات أخرى يمثل تناقضاً محيراً بين الدعوة إلى زيادة الاستثمار في قطاع ما والتشجيع على وقف الاستثمار في الصناعة التي توفر المواد اللازمة له.

زيادة الطلب على النفط الخام

وأكد الأمين العام لمنظمة أوبك أن التغيرات الديموغرافية والاقتصادية المتوقعة خلال العقود القادمة تشير إلى حتمية زيادة الطلب على النفط الخام والمنتجات البترولية، ما يتطلب ضخ استثمارات إضافية لتأمين الإمدادات.

وبحسب توقعات منظمة أوبك في تقريرها السنوي (آفاق النفط العالمية بحلول عام 2045)، سيزداد عدد سكان العالم بنحو 1.5 مليار نسمة، كما سيتضاعف حجم الاقتصاد العالمي عمّا هو عليه اليوم، ما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع الطلب على الطاقة بمقدار 23 في المئة والاستهلاك العالمي للنفط بأكثر من 16 مليون برميل يومياً مقارنة بالمستويات الحالية.

ما الذي يميز كوب 28 عن مؤتمرات المناخ السابقة؟.. سلطان الجابر يجيب

وشدد الغيص على أهمية توفير استثمارات بنحو 14 تريليون دولار في مختلف أنشطة الصناعة النفطية بحلول عام 2045، من أجل تأمين الإمدادات اللازمة لتلبية هذا الطلب المتزايد.

ولفت إلى أن العالم بحاجة إلى أنواع الطاقة جميعها، مشدداً على الضرورة الملحة لتأمين استثمارات جديدة لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة وضمان أمن الطاقة العالمي بالإضافة إلى أهمية خفض الانبعاثات.

وأشار الغيص إلى أن الدول الأعضاء في منظمة أوبك تحرص منذ سنوات على الاستثمار في الصناعة النفطية وقطاع الطاقة المتجددة على السواء، كما تتبنى العديد من المبادرات لتوليد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات الحديثة لخفض الانبعاثات مثل التقاط وتخزين الكربون، والاقتصاد الدائري للكربون، وإنتاج الهيدروجين.