تعددت عمليات سرقة اللوحات الفنية الأصلية ليعتبرها البعض «الجريمة الراقية»، وانتشرت في العديد من دول العالم، بداية من الصين التي وصل بها الأمر في بعض الأحيان إلى نسخ لوحات منسوخة بالفعل ظناً أنها الأصلية، وصولاً إلى ألمانيا لتحقيق رغبة موظف بسيط في التمتع بالرفاهية.
سرقة اللوحات الأصلية
استبدل موظف في متحف ألماني عدداً من اللوحات الفنية الأصلية بأخرى مزيفة، بهدف بيعها لشراء سلع فاخرة مثل سيارة رولز رويس وساعات يد باهظة الثمن والاستمتاع بنمط و أسلوب حياة فاخر، وفقاً لما أوردته محكمة ميونخ.
وأُدين الرجل البالغ من العمر 30 عاماً الذي لا يمتلك سجلاً جنائياً، والذي لم يُذكر اسمه بسبب قوانين الخصوصية الصارمة في ألمانيا، بسرقة ثلاثة أعمال فنية أخرى، وحُكم عليه بالسجن 21 شهراً مع وقف التنفيذ وأُمر بسداد أكثر من 64.200 دولار للمتحف.
وفي بيان صحفي نُشر يوم الاثنين، قالت محكمة ميونخ إن الحكم أخذ في الاعتبار أن الرجل اعترف وأظهر ندماً حقيقياً.
عمل الرجل في المتحف في الفترة من 2016 إلى 2018، وخلال هذه الفترة سرق لوحة «حكاية الأمير الضفدع» لفرانز فون ستوك، واستبدلها بنسخة مزيفة وطرح النسخة الأصلية للبيع بالمزاد، مؤكداً أنها كانت مملوكة لأسلافه.
وبيعت لاحقاً لمعرض سويسري مقابل 74 ألف دولار، وحصل الرجل على ما يقرب من 52 ألف دولار نقداً، بعد خصم رسوم المزاد.
كما سرق أيضاً ثلاث لوحات أخرى من مخزن المتحف، ونجح في بيع اثنتين منها وهما «اختبار النبيذ» لإدوارد فون جروتزنر و«فتاتان تجمعان الأخشاب في الجبال» فرانز فون ديفريغر.
وباع إحداهما عن طريق مزاد، بينما اشترت دار مزادات الأخرى، ليجني نحو 12184 دولاراً.
وقالت المحكمة إنه استخدم الأموال لسداد الديون وتمويل أسلوب حياة فاخر، مضيفة أنه استغل فرصة الوصول إلى غرف التخزين، وباع أصولاً ثقافية قيّمة من أجل تأمين مستوى معيشي فاخر.
وفي بيان أُرسل عبر البريد الإلكتروني إلى شبكة «CNN»، قالت دار المزادات التي تقف وراء عمليات البيع الثلاث الناجحة «كيترا كونست»، إنه ببساطة لم يكن من الممكن تحديدها على أنها ممتلكات مسروقة.
وأضاف متحدث باسم دار المزادات «لقد بحثنا في الأعمال أولاً، ونأسف لأنها سُرقت من المتحف، لذلك تعاونّا بشكل وثيق مع الشرطة في مرحلة مبكرة وسلمنا جميع الوثائق لحل هذه القضية».
وفي الوقت نفسه، قال المتحف الألماني لشبكة «CNN» إنه يبذل جهوداً لاستعادة اللوحات، وفي رسالة بالبريد الإلكتروني قال متحدث باسم المتحف إن المتحف يسعى لإلغاء المبيعات، وأن إحدى اللوحات موجودة بالفعل في حيازة الشرطة.
سرقة لوحات كي بايشي
من أغرب سرقات اللوحات في العالم أيضاً، كانت عندما سعى فنان صيني لعرض أعماله المنسوخة من أشهر اللوحات في المتحف الذي يعمل به.
قال كبير مسؤولي الأرشيف في أكاديمية الفنون الجميلة في كانتون، شياو يوان، أثناء محاكمته إنه حقق أرباحاً بلغت أكثر من 5.4 مليون دولار، من خلال بيع اللوحات الأصلية، من أشهرها لوحات للفنان كي بايشي الذي يفوق سعر أعماله الفنية نظيره بيكاسو.
لكن الغريب في الأمر أن استبدال اللوحات لم يتوقف عند هذا فقط، بل اكتشف في التحقيقات أن لوحاته المزيفة استبدلت أيضاً بأخرى منسوخة، الأمر الذي سلّط الضوء على عملية سرقات المتاحف المنتشرة في الصين.
أزمة «كنودلر وشركاه»
في 2011، كشفت صالة العرض «كنودلر وشركاه» عن خبر إغلاقها، بعدما واجهت أكبر فضائح التزوير الفني على الإطلاق.
ظلت صالة العرض على مدار سنوات تبيع اللوحات الفنية بملايين الدولار، إلا أنه تبيّن أنها لوحات مزيفة، وأجرى مكتب التحقيقات تحقيقاً حول أصالة ما لا يقل عن 24 لوحة مختلفة لرواد الفن المعاصر.