الأسس للتعافي الاقتصادي المستدام والنمو في الصين ليست صلبة بما يكفي، هذا ما قاله لي تشيانغ، رئيس الوزراء الصيني، خلال الاجتماع السنوي للمجلس الوطني لنواب الشعب، وهو الهيئة التشريعية للبلاد التي يحكمها الحزب الشيوعي بزعامة الرئيس شي جين بينغ.
وأضاف أن تحقيق أهداف هذا العام «لن يكون سهلاً»، وذلك بعد أن حددت الصين الثلاثاء هدفها لنمو اقتصادي يناهز 5 في المئة خلال عام 2024، وكشفت أيضاً عن خطط لإصدار سندات خزانة خاصة طويلة الأجل بقيمة تريليون يوان (139 مليار دولار)، وهي غير مدرجة في الميزانية.
لكن وسط هدفٍ للنمو تم اعتباره طموحاً، أعلنت الحكومة عن خطط لإدارة عجز في الميزانية بنسبة 3 في المئة من الناتج الاقتصادي، بانخفاض عن النسبة المنقحة البالغة 3.8 في المئة العام الماضي، وسط تحديات ضخمة في السوق العقارية للبلاد التي بدأت ملامحها منذ 2020 وسط مديونية عالية دفعت شركات كبرى مثل إيفرغراند وكانتري غاردن للتخلف عن سداد المستحقات وحتى التقدم لطلبات إفلاس.
الصين تقود تراجعات الأسواق الآسيوية
تعثرت الأسهم الصينية الثلاثاء، ومعها الأسواق الآسيوية، حيث تراجع مؤشر MSCI الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1 في المئة، مدفوعاً بالأداء السلبي لمؤشر هانغ سينغ الذي هبط بأكثر من 2.7 في المئة.
واستمر الأداء السلبي لليوم الثاني على التوالي فيما كانت أسواق الأسهم في المنطقة -بمواكبة لتراجعات وول ستريت عن مستويات قياسية- مرتفعة الاثنين، وسط ترقب لما ستؤول إليه اجتماعات الاحتياطي الفيدرالي الذي يرجح 97 في المئة من خبراء ريفينيتيف أن يقوم بتثبيت الفائدة ويؤجل خفضها لوقت لم يكن مرتقباً.
وحدها الأسهم في تايوان ارتفعت بما يصل إلى 0.8 في المئة بفضل المكاسب القوية في شركات الرقائق، بينما انخفض مؤشر نيكاي الياباني بشكل طفيف لم يتجاوز 0.1 في المئة.
من جهة أخرى، انخفضت عوائد السندات الحكومية الصينية الثلاثاء مع انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى جديد في 22 عاماً.
الأسواق الأوروبية في المنطقة الحمراء
انخفاض جماعي ضرب الأسواق الأوروبية الثلاثاء، تراوح بين 0.1 و0.5 في المئة، كان فيه مؤشر أمستردام أكبر الخاسرين، بعد جولة المكاسب الكبيرة التي حققها منذ بداية العام، بينما كانت بورصة لندن ثاني أكبر الخاسرين بتراجع 0.4 في المئة، تلاها مؤشرا داكس الألماني وكاك 40 الفرنسي اللذان انخفضا بنسبة 0.3 في المئة.
أما أبرز الأسواق العربية، فقد انقسمت بين ارتفاع وانخفاض، حيث تراجعت أسواق الإمارات بنسبة 0.8 في المئة لسوق دبي، و0.13 في المئة لسوق أبوظبي، بينما استفادت كل من السعودية والكويت بالارتداد الطفيف لأسواق النفط، إذ ارتفع تاسي السعودي 0.26 في المئة وبورصة الكويت 0.05 في المئة مع اقتراب ساعة الإغلاق.
سوق العملات الرقمية المستفيد الأكبر
واصلت العملات المشفرة موجة الصعود الصاروخية اليوم مستفيدة من كونها أصولاً بديلة بربحية مرتفعة، دافعة القيمة السوقية للسوق إلى نحو 2.4 تريليون دولار، إذ اقتربت بيتكوين من مستواها التاريخي عند 68 789 دولار، لكنها عادت إلى مستويات تقارب 67 ألف دولار لحظة إعداد التقرير.
كما ارتفعت ثاني أكبر عملة مشفرة -الإيثريوم- بنسبة 4.7 في المئة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة لتبلغ 3692 دولاراً، وهو أعلى مستوى لها منذ أواخر 2021.
ولا تزال العملات المشفرة تستفيد من عدة عوامل أهمها شراهة الشراء في السوق التي تجلت بكسر مؤشر الخوف والجشع الذي يقيسه موقع «كوين ماركت كاب» مستوى 90 نقطة لأول مرة في تاريخه، ما يدل على جشع شديد للشراء في السوق.
وكان الخبير في أسواق المال عمرو زكريا قد ذكر في حديث خاص لـ«CNN الاقتصادية» أن بيتكوين تتجه نحو 80 إلى 100 ألف دولار بأقل تقدير، والسبب في ذلك يعود لتصريح تداول صناديق البيتكوين، والتوجه الرقمي العالمي، بالإضافة إلى توجه شركات استثمارية ضخمة مثل فيديليتي وفانغارد لضخ تريليونات من الدولارات في السوق في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن عدد البيتكوين الجيد الذي يتم تعدينه نحو 900 يومياً، بينما الطلب يصل إلى 2000 في أقل تقدير، وبالتالي العرض القليل مقابل الطلب سيرفع الأسعار مجدداً.