يغير تقدم سكان العالم في العمر سوق المنتجات الاستهلاكية ولعل اليابان أبرز مثال على هذا الأمر، فالبلاد التي تشرق منها الشمس، بسبب شيخوخة السكان شهدت ولأول مرة تخطي الطلب على حفاظات البالغين الطلب على حفاظات الأطفال.

وتصف الأمم المتحدة شيخوخة سكان العالم «بالاتجاه العالمي الذي لا رجعة فيه» وترى أنه يأتي مدفوعاً بحياة أطول وأسر أصغر حجماً. كما أن نمو السكان الأكبر سناً يغير سوق المنتجات الاستهلاكية.

سوق حفاظات الكبار

وكانت السوق العالمية لحفاظات الكبار قد قيمت عند 12.8 مليار دولار في عام 2023 وفقاً لمزود أبحاث السوق يورومونيتور إنترناشونال، ومن المتوقع أن تصل إلى نحو 15.5 مليار دولار بحلول عام 2026.

وفي اليابان بلغت سوق حفاظات الكبار 1.7 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع أن تنمو إلى 1.9 مليار دولار في عام 2026، وهو ما يمثل أكثر من 12 في المئة من الإجمالي العالمي.

ومن الأمثلة على الشركات التي تتكيف مع هذا التحول الشركة المصنعة اليابانية أوجي القابضة التي أعلنت في مارس آذار 2024 أنها ستتوقف عن إنتاج حفاظات الأطفال للسوق اليابانية في وقت لاحق من هذا العام للتركيز على منتجات سلس البول للبالغين.

وقالت الشركة إنها ستواصل إدارة أعمال حفاظات الأطفال في الخارج، وقد نمت مبيعات حفاضات الأطفال المجمعة في الصين وإندونيسيا وماليزيا على الرغم من تباطؤ السوق المحلية، إذ باعت الشركة حفاظات للبالغين أكثر بنسبة 7.3 في المئة من حفاظات الأطفال في عام 2023.

وقد بدأت شركات يابانية أخرى بالفعل في التكيف مع هذا التحول، ووفقاً لموقعها على الإنترنت كانت شركة الإلكترونيات العملاقة باناسونيك تبحث وتطور منتجات تستهدف كبار السن منذ عام 1990.

تقدم شركة تصنيع الأجهزة المنزلية زوجيروشي (Zojirushi) ميزات المنتج الموجهة لكبار السن، مثل أباريق الشاي الكهربائية التي ترسل بريداً إلكترونياً إلى عنوان مسجل عند الاستخدام حتى يتمكن الأقارب من مواكبة أنشطة أفراد أسرهم المسنين.

شيخوخة السكان في العالم

اليابان ليست المكان الوحيد في آسيا الذي يعاني من الشيخوخة، فقد أبلغت كوريا الجنوبية -التي لديها أدنى معدل خصوبة في العالم- عن انخفاض جديد بلغ 0.72 طفل لكل امرأة في عام 2023 بانخفاض من 0.78 في عام 2022.

والحكومة الكورية الجنوبية قلقة للغاية لدرجة أنها أنشأت وكالة جديدة: وزارة التخطيط المضاد لمعدلات المواليد المنخفضة، كما تنخفض المواليد في هونغ كونغ والصين وتايوان.

ووفقاً للأمم المتحدة ستحتل ست دول أو أقاليم آسيوية المراكز العشرة الأولى في حصة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً أو أكثر في عام 2050 مع تصدر هونغ كونغ القائمة.

المنطقة العربية ليست بعيدة عن هذا فقد شملت القائمة دولة الكويت التي جاءت في المرتبة العاشرة، وينتظر أن تكون نسبة كبار السن فوق 65 عاماً في الكويت نحو 33.6 في المئة من سكان البلاد بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وبحلول عام 2100 من المتوقع أن تكون إفريقيا المنطقة الوحيدة التي يمثل فيها كبار السن أقل من 15 في المئة من السكان.

ومن المرجح أن يتجاوز كبار السن في أوروبا وأميركا الشمالية وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي عتبة 30 في المئة بحلول ذلك الوقت، وفقاً لتوقعات الأمم المتحدة.

على الرغم من أن أوروبا وأميركا الشمالية لديهما الآن أعلى حصة من المواطنين المسنين، فمن المتوقع أن تشهد شمال إفريقيا وغرب آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أسرع نمو في عدد كبار السن في السنوات الثلاثين المقبلة.