تباين أداء الأسواق المالية بعد تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، وقرار أسعار الفائدة، إذ قفزت مؤشرات الأسهم الأميركية والذهب مستفيدة من آمال خفض الفائدة، وفي المقابل تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية بقوة.

وأشار باول في تصريحاته إلى أن قرار خفض أسعار الفائدة سيكون مطروحاً في اجتماع سبتمبر أيلول المقبل، لكنه أضاف أن ذلك سيعتمد على البيانات الواردة وإصدارات التضخم وبيانات سوق العمل قبل الاجتماع القادم.

ومع ذلك، فتح باول الباب لجميع الاحتمالات الخاصة بأسعار الفائدة، قائلاً «جميع السيناريوهات مطروحة، عدم خفض الفائدة أو خفضها لمرة أو أكثر هذا العام».

لكن الأسواق اختارت التفاؤل بشأن القرار المقبل، وارتفعت احتمالية خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل إلى 90 في المئة، وفقاً لأداة فيدووتش.

يأتي هذا بعدما أعلن البنك المركزي الأميركي تثبيت أسعار الفائدة عند النطاق 5.25-5.5 في المئة، دون تغيير منذ يوليو تموز 2023، لتظل عند أعلى مستوياتها منذ 23 عاماً.

الأسهم الأميركية والسندات

قفزت مؤشرات الأسهم الأميركية أثناء تصريحات جيروم باول بشكل حاد، مدفوعة بتزايد احتمال خفض الفائدة الذي يصب في صالح الاستثمارات وانخفاض تكاليف الاقتراض، لكنها بدأت تتخلى عن جزء من مكاسبها بعد إغلاق تعاملات الجلسة.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 447 نقطة إلى 41198 نقطة، قبل أن يغلق التعاملات مسجلاً صعوداً بنسبة 0.24 في المئة أو ما يعادل 99 نقطة عند 40842 نقطة، كما أغلق مؤشر ناسداك المركب صاعداً بنحو 2.64 في المئة أو 451 نقطة إلى 17599 نقطة، بعدما زاد بأكثر من 520 نقطة في وقت سابق.

وصعد أيضاً مؤشر إس آند بي 500 بنحو 1.58في المئة أو 85 نقطة إلى 5522 نقطة، عند إغلاق التعاملات، متخلياً عن قفزة بأكثر من 110 نقاط أثناء المؤتمر الصحفي لباول.

في غضون ذلك، تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 أعوام بواقع 8.6 نقطة أساس عند 4.054 في المئة، كما هبط نظيره لأجل عامين بنحو 9.4 نقطة أساس إلى 4.264 في المئة، بعدما تراجعت العوائد بأكثر من 10 نقاط أساس عقب صدور قرار الفائدة الأميركية.

الذهب والدولار

انخفض مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية- بواقع 0.41 في المئة إلى 104.02 نقطة، متأثراً بتراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية.

على جانب آخر، استقر اليورو مقابل الدولار عند 1.0822 دولار، فيما ارتفع الاسترليني أيضاً أمام الدولار 0.17 في المئة إلى 1.2856 دولار.

من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 1.72 في المئة إلى 2449.79 دولار للأوقية، بينما زادت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنحو 1.77 في المئة عند 2495.20 دولار للأوقية.

هذا وزادت العقود الآجلة للفضة تسليم يوليو بواقع 1.93 في المئة عند 29.07 دولار للأوقية، فيما ارتفع سعر البلاتين للتسليم الفوري بنسبة 2.04 في المئة عند 978.70 دولار، وصعد سعر البلاديوم 4.01 في المئة عند 925 دولاراً.

النفط والغاز الطبيعي

سجلت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعات ملحوظة بنسبة 2.66 في المئة لتصل إلى 80.72 دولار للبرميل، كما زادت العقود الآجلة للخام الأميركي نحو 4.95 في المئة لتصل إلى 78.44 دولار للبرميل، مستفيدة من انخفاض الدولار وآمال خفض الفائدة.

وجاء ارتفاع النفط الخام مدعوماً أيضاً بتقرير إدارة معلومات الطاقة الأميركية الذي كشف تراجع مخزونات النفط الخام بأعلى من المتوقع الأسبوع الماضي بمقدار 3.4 مليون برميل.

هذا وزادت العقود الآجلة للغاز الطبيعي في هولندا تسليم يوليو تموز بنحو 2.23 في المئة عند 35.86 يورو لكل ميغاواط، لتتخطى حاجز الـ35 يورو لأول مرة منذ بداية يوليو تموز الجاري.

العملات المشفرة والبيتكوين

هبطت عملة البيتكوين -أكبر العملات المشفرة قيمة سوقية- بقوة، وتراجعت دون 66 ألف دولار، مسجلة انخفاضاً بنسبة 1.09 في المئة لتصل إلى 65075.87 دولار، بعدما ارتفعت في وقت سابق من التعاملات عند 66816.90 دولار.

في غضون ذلك، تراجعت عملة الإيثريوم -ثاني أكبر العملات المشفرة قيمة سوقية- بنحو 0.70 في المئة عند 3249.32 دولار، بينما زادت عملة بينانس BNB بنحو 1.27 في المئة عند 579.56 دولار.

وتترقب الأسواق اجتماع الاحتياطي الفيدرالي التالي يومي 19 و20 من سبتمبر أيلول تموز 2024، وسط توقعات بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي في هذا الاجتماع لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لأول مرة منذ بداية التشديد النقدي في مارس آذار 2022.