سجل مؤشر داو جونز الصناعي في ختام تعاملات الأسبوع الماضي مستويات قياسية جديدة، مع ارتفاعات قوية لمؤشر ناسداك وإس آند بي 500، تزامناً مع تباطؤ معدلات التضخم وتفاؤل حول سوق العمل الأميركي، كل هذا يبشر بعودة «الجشع» إلى وول ستريت.
ووصل مؤشر CNN للخوف والجشع، الذي يقيس المشاعر التي تحرك الأسواق، إلى منطقة «الجشع» يوم الاثنين، بعدما استقر في منطقتي «الخوف» و«الخوف الشديد» على مدار الشهرين الماضيين، ولكن ما السبب وراء التحول في مزاج السوق؟
بيانات سوق عمل قوية
أضاف الاقتصاد الأميركي 254 ألف وظيفة في سبتمبر أيلول 2024، وفقاً لبيانات مكتب إحصاءات العمل الصادرة يوم الجمعة، بما يتجاوز توقعات السوق، فضلاً عن انخفاض معدل البطالة إلى 4.1 في المئة من 4.2 في المئة.
يأتي هذا بعد أن خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر الماضي بمقدار نصف نقطة مئوية، ما يشير إلى أنه يحول انتباهه من كبح التضخم إلى الحفاظ على استقرار سوق العمل.
وفي أعقاب تقرير العمل القوي، رفع المتداولون رهاناتهم على خفض بمقدار ربع نقطة مئوية في نوفمبر تشرين الثاني، بدلاً من خفض أكثر حدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وفقاً لأداة فيد ووتش.
مستويات قياسية جديدة
يقول المستثمرون إن تقرير الوظائف، الذي جاءت نتائجه أفضل من المتوقع، يشير إلى أن الهبوط الناعم، أو السيناريو الذي يتم فيه ترويض التضخم دون ركود، محتمل الحدوث.
وفي ختام تعاملات الجمعة، صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.8 في المئة (+341 نقطة) عند 42352 نقطة، عند مستوى قياسي جديد، فيما ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.9 في المئة (+51 نقطة) عند 5751 نقطة، في حين ارتفع مؤشر ناسداك 100 نحو 1.22 في المئة (+241 نقطة) عند 20035 نقطة.
ومع ذلك، تتداول العقود الآجلة للأسهم الأميركية على تراجع في مستهل تعاملات الاثنين، بينما تترقب الأسواق بيانات التضخم في الولايات المتحدة في وقت لاحق من الأسبوع.
الأنظار على التضخم
انخفض معدل التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 2.5 في المئة في أغسطس آب، مسجلاً أدنى مستوياته منذ فبراير شباط 2021، كما تراجع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي -مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي- إلى 2.2 في المئة.
ومع اقتراب التضخم الأميركي من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المئة واستمرار سوق العمل في تحقيق مكاسب قوية، يبدو أن المتفائلين في أفضل حالاتهم، وتقول جينا بولفين، رئيسة مجموعة بولفين لإدارة الثروات لشبكة CNN «أنا أكثر تفاؤلاً اليوم مقارنة بالأمس».
من جانبها ذكرت كبيرة الاستراتيجيين لدى برينسيبل أسيت مانجمنت، سيما شاه، في مذكرة يوم الجمعة «مع خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، تلاشى خطر الركود؛ ستحتاج الأسواق إلى مراقبة التضخم عن كثب، إذ توجد الآن مخاطر سياسية تحوط بالاقتصاد».
وترتقب الأسواق المزيد من الدلائل حول معدل التضخم وأسعار الفائدة من خلال تقريرين رئيسيين هذا الأسبوع؛ إذ يصدر مكتب إحصاءات العمل بيانات التضخم لشهر سبتمبر أيلول، كما ينشر الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماع البنك لشهر سبتمبر وبه أهم آراء أعضاء لجنة السياسة النقدية حول مسار أسعار الفائدة.