منذ نحو 66 مليون عام، اصطدم كويكب بالأرض، وحدث الانقراض الجماعي الذي قتل الديناصورات ومعظم أشكال الحياة على الكوكب، لكن يبدو أنه مع مرور ملايين السنين قد يتعرض الجنس البشري لخطر الانقراض أيضاً؛ بسبب الأزمة المناخية.
إن تغير المناخ في طريقه إلى تغيير الحياة على الأرض، إذ يتوقع أن تصل مليارات الأشخاص والأنواع الأخرى إلى نقطة لن يعود بإمكانهم التكيف فيها ما لم تتباطأ ظاهرة الاحتباس الحراري بشكل كبير، وفقاً لتقرير كبير مدعوم من الأمم المتحدة نُشر العام الماضي.
لقد حذَّر العلماء منذ عقود من ارتفاع درجات الحرارة، وأنه يجب أن تبقى أقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، مع وجود فرصة لخفض اعتمادنا على الوقود الأحفوري، وتجنب التغيرات الكارثية التي من شأنها أن تغير الحياة كما نعرفها بسرعة.
مؤخراً، وباستخدام أول نماذج مناخية حاسوبية عملاقة للمستقبل البعيد، تنبأ علماء من جامعة بريستول في المملكة المتحدة بكيفية اشتداد الظواهر المناخية المتطرفة بعد اندماج قارات العالم لتشكل قارة عملاقة واحدة
«بانجيا ألتيما»، ما يمكن أن يتسبب في انقراض البشر وجميع الثدييات الأخرى التي لا تزال على قيد الحياة خلال 250 مليون سنة.
ما السبب؟
وجد الباحثون أن الجو سيكون حاراً للغاية وجافاً وغير صالح للسكن تقريباً بالنسبة للبشر والثدييات، الذين لم يتطوروا للتعامل مع التعرض لفترات طويلة للحرارة المفرطة.
وحرصوا على محاكاة اتجاهات درجات الحرارة والرياح والأمطار والرطوبة في القارة العملاقة، واستخدموا نماذج لحركة الصفائح التكتونية أو البنيوية التي تصف الحركات الكبرى لغلاف الأرض الصخري، وكيمياء المحيطات وعلم الأحياء لحساب مستويات ثاني أكسيد الكربون.
كانت النتيجة أن تكوين «بانجيا ألتيما» لن يؤدي فقط إلى ثورانات بركانية أكثر انتظاماً، ما يؤدي إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لكن الشمس ستصبح أيضاً أكثر إشراقاً، وتنبعث منها المزيد من الطاقة، وبالتالي ستؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل أكبر.
الأرض لن تصلح للمعيشة
قال كبير الباحثين المشاركين في جامعة بريستول والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية، ألكسندر فارنسورث، في بيان يوم الاثنين «إن القارة العملاقة الناشئة حديثاً ستخلق بشكل فعّال ضربة تشمل الشمس الأكثر سخونة، والمزيد من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي».
وأضاف «سيواجه الكوكب درجات حرارة تتراوح بين 40 إلى 50 درجة مئوية، إضافةً إلى مستويات الرطوبة العالية، وهي ما ستحدد مصيرنا في النهاية، إلى جانب العديد من الأنواع الأخرى التي لن تنجو بسبب عدم القدرة على التخلص من هذه الحرارة من خلال العرق، ما يؤدي إلى تبريد أجسادها».
وأشار فارنسورث إلى أن الحرارة المتزايدة ستخلق بيئة خالية من الغذاء أو مصادر المياه للثدييات.
وفي حين أن هناك شكوكاً كبيرة عند وضع التنبؤات حتى الآن في المستقبل، قال العلماء إن الصورة تبدو قاتمة للغاية، مع وجود نحو 8 إلى 16 في المئة فقط من الأراضي في القارة العملاقة صالحة للسكن للثدييات.
ووفقاً للدراسة، فإن مستويات ثاني أكسيد الكربون ستكون ضعف المستويات الحالية، على الرغم من أن هذا الحساب افترض أن البشر سيتوقفون عن حرق الوقود الأحفوري الآن.
وحذَّر مؤلفو التقرير من أن هذه النظرة القاتمة ليست مبرراً للرضا عن النفس عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأزمة المناخية اليوم، إن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان يؤدي بالفعل إلى وفاة الملايين في جميع أنحاء العالم كل عام.
وقالت يونيس لو، المؤلفة المشاركة، والزميلة الباحثة في تغير المناخ والصحة بجامعة بريستول «بينما نتوقع أن يكون الكوكب غير صالح للسكن بعد 250 مليون سنة، فإننا نشهد اليوم بالفعل حرارة شديدة تضر بصحة الإنسان، لهذا السبب من الضروري الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية في أقرب وقت ممكن».
(إيمي ووديات – CNN)