تسهم صناعة الأزياء بنحو 10% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على مستوى العالم بسبب سلاسل التوريد الطويلة واستهلاكها الكثير من الطاقة، بحسب تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، إلّا أن حصة الانبعاثات تختلف بين علامة تجارية وأخرى.

تستهلك صناعة الأزياء عُشر إجمالي المياه المستخدمة صناعياً لتشغيل المصانع وتنظيف المنتجات، ويتطلب الأمر 10000 لتر من الماء لإنتاج كيلوغرام واحد من القطن أو ما يقرب من 3000 لتر من الماء لصنع قميص قطني واحد.

وعلاوة على ذلك، تتطلب صباغة المنسوجات موادَّ كيميائية سامة ينتهي بها الأمر لاحقاً في محيطاتنا، ويرجع ما يقرب من 20 في المئة من مياه الصرف الصحي في أنحاء العالم كافة إلى هذه العملية التي تسفر عن تراكم هذه المواد مع مرور الوقت بحسب تقرير لجامعة برينستون، وإذا لم يتغير شيء، فبحلول عام 2050 سوف تتسبب صناعة الأزياء في ما يصل إلى ربع انبعاثات الكربون في العالم.

وعلى الرغم من ذلك، فغالباً ما يقال إن الأزياء الفاخرة تتبع أساليب تشغيل أفضل من الشركات ذات التكلفة الأقل.

وبحسب تقرير لمركز بزنس أوف فاشن للأبحاث عن مؤشر الاستدامة للعلامات التجارية الأشهر في العالم، تفوقت الشركات الفاخرة على متوسط المؤشر الذي انقسم بين أزياء فاخرة وأزياء عالية الجودة وملابس رياضية.

ويقدّم المؤشر تقييماً لشركات الأزياء نحو تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية الطموحة عبر ست فئات للتأثير مصممة لتتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والجهود المبذولة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2030، ويقيّم عناصر مثل الانبعاثات والشفافية والمياه والمواد الكيميائية والمواد وحقوق العمال والنفايات.

علامات تجارية فاخرة تطبق الاستدامة

وتصدر كيرينغ العملاق الفرنسي الفاخر قائمة العلامات الأكثر حرصاً على البيئة بنتيجة 47 نقطة، وبفضل حرص علامة كيرينغ على نشر حساب سنوي لتأثيرها على البيئة من خلال تقرير الأرباح والخسائر البيئية، حققت تقدماً قوياً بشكلٍ خاص على صعيد الشفافية.

وكيرينغ مجموعة فاخرة عالمية تضم دوراً مشهورة في مجال الأزياء والسلع الجلدية والمجوهرات والساعات مثل غوتشي وسان لوران وبوتيغا فينيتا وبالينسياغا وألكسندر ماكوين وبريوني وغيرها من العلامات الفاخرة الشهيرة.

وتمثّل بيربري العلامة الفاخرة البريطانية المعروفة إضافة جديدة إلى المؤشر وتعادلت هي وبي.في.إتش الأميركية التي تضم كالفن كلاين وتومي هيلفيغر في المركز الثاني ضمن هذا القطاع برصيد 41 نقطة لكل منهما.

وسجّلت كل من برادا وكابري وريتشمونت وتيبستري أقل من 25 نقطة، ما يضعها في أسفل تصنيف شركات الأزياء الفاخرة وفي النصف الأسفل من مؤشر علامات الأزياء بشكلٍ عام والذي يضم 30 شركة.

أسماء كبرى في ذيل القائمة

وكانت العلامات التجارية الأسوأ من ناحية الحرص على مبدأ الاستدامة علامات شهيرة لكن ليست فاخرة.

وإيربن هي مجموعة من العلامات التجارية الاستهلاكية العالمية من فئة الأزياء عالية الجودة وتتألف من إيربن أوتفيترز وأنتروبولوجي وفري بيبل وغيرها وحصلت على ثماني نقاط فحسب.

أما سكيتشرز وفيلا علامتا الأحذية والملابس الرياضية الشهيرتان فقد حصلتا على علامة سبع نقاط من 100.

واحتلت أنتا سبورتس العلامة التجارية الرائدة في مجال الملابس الرياضية المرتبة ما قبل الأخيرة بأربع نقاط.

أمّا مجموعة إتش.إل.إيه وهي علامة تجارية دولية للملابس الرجالية مقرّها الصين وتنتمي لفئة الأزياء عالية الجودة فكانت الأسوأ في التقييم فيما يتعلق بالممارسات المستدامة.