مع انطلاقها في مدينة مسقط، يوم الثلاثاء، شهد اليوم الأول من النسخة الثالثة من قمة عُمان للهيدروجين الأخضر توقيع العديد من الصفقات والاتفاقيات الاستراتيجية، ووفقاً لوزير الطاقة والمعادن العُماني، سالم بن ناصر العوفي، يُتوقع أن تتجاوز قيمة الاستثمارات لليوم الأول 38 مليار دولار أميركي، ما يدعم جهود سلطنة عُمان لإحراز تقدم ملحوظ في تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر.

إنجازات اليوم الأول للقمة

وقَّعت شركة هيدروجين عُمان (هايدروم) على اتفاقيتين مع تحالف صلالة للهيدروجين الأخضر لتطوير مشروع وحق الانتفاع بالأرض، بالإضافة لمذكرة تفاهم مع مجموعة أسياد للتعاون في القطاع اللوجستي لدعم تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر.

كما وقَّعت على مذكرة تفاهم مع جهاز الاستثمار العُماني وشركة سيمنز للطاقة لإنشاء وتشغيل منشأة لتصنيع المحللات الكهربائية في سلطنة عُمان.

.

وتعليقاً على الاتفاقيات الموقعة خلال اليوم الأول للقمة، قال المدير العام لهايدروم، عبدالعزيز بن سعيد الشيذاني إن الاتفاقيات الجديدة «تمثل نقطة محورية» في جهود الشركة للمساهمة في تحقيق طموحات رؤية 2040 بشأن تحول الطاقة، وذلك من خلال تطوير الصناعات المحلية ذات الصلة، وتعزيز التحول نحو الطاقة المتجددة، والاستثمار في المقومات التنافسية التي تتمتع بها السلطنة، معرباً عن سعادته بتوفير الإمكانات الكاملة لسلسلة توريد الهيدروجين في سلطنة عُمان.

انطلاق النسخة الثالثة من قمة عمان للهيدروجين الأخضر
توقيع عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية في اليوم الأول لقمة عُمان للهيدروجين الأخضر

وبموجب الاتفاقيتين الموقعتين مع تحالف صلالة للهيدروجين الأخضر، من المقرر أن ينتج المشروع ما يزيد على 4 غيغاواط من الطاقة المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتحويله إلى أمونيا خضراء بهدف الاستخدام المحلي والتصدير إلى الأسواق العالمية، ويضم التحالف كلاً من شركة أوكيو العمانية للطاقة البديلة، وماروبيني اليابانية، ودوتكو أوفرسيز الإماراتية، وشركة سامسونغ الهندسية الكورية.

ويهدف المشروع لإنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء وما يزيد على 175 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً.

أما مذكرة التفاهم الأخرى بين هايدروم ومجموعة أسياد؛ فتهدف للتعاون في تطوير قطاع الخدمات اللوجستية في سلطنة عُمان، ودعم تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر من خلال بناء سلسلة التوريد المحلية، وإنشاء بنية تحتية متكاملة لمشروعات الهيدروجين الأخضر تتوافق مع أعلى المعايير الدولية.

مكانة عُمان على خريطة الطاقة المتجددة

الاتفاقات الأخيرة تعكس خطط عُمان الطموحة لتحقيق الريادة في مجال إنتاج وتوريد الطاقة البديلة، والتخلي التدريجي عن الطاقة الكربونية أو الوقود الأحفوري.

فالقطاع الهيدروكربوني يهيمن على الجزء الأكبر من اقتصاد عُمان، إذ شكّل النفط والغاز نحو 60 في المئة من إجمالي عائدات الصادرات بالسلطنة خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لتقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر في يونيو حزيران 2022، كما يمثل الغاز الطبيعي أكثر من 95 في المئة من مصادر توليد الكهرباء في البلاد.

لكن في عام 2022، أعلنت عُمان أهدافها الوطنية بالوصول للحياد الكربوني بحلول عام 2050.

تسعى سلطنة عُمان لإنتاج ما لا يقل عن مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2030، و3.75 مليون طن بحلول عام 2040، و8.5 مليون طن بحلول عام 2050، أي ما سيتجاوز الطلب السنوي الحالي على الهيدروجين في أوروبا.

وإذا حققت الدولة هدفها بإنتاج 8.5 مليون طن من هذه المادة بحلول عام 2050، وهو العام الذي حددته الحكومة لتحقيق الحياد الكربوني، فقد يحتل الهيدروجين الأخضر الصدارة في إيرادات التصدير في المستقبل.

وتحتل سلطنة عُمان المرتبة الثالثة في سباق مشروعات الهيدروجين العربية، بإجمالي 11 مشروعاً غالبيتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، وفقاً لتقرير أوابك بعنوان «تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين خلال الربع الأول من 2023».

افتتاح المعرض المصاحب للقمة

افتتح المعرض المصاحب للنسخة الثالثة من قمة عُمان للهيدروجين الأخضر يوم الثلاثاء، بمشاركة نحو 40 شركة محلية وعالمية، ويستمر 3 أيام.

.

وتخلل المعرض الكشف عن أول شاحنة ألمانية الصنع تعمل بوقود الهيدروجين تابعة لشركة (بي إم دبليو)، وبمشاركة علامة (هيونداي) الكورية وشركة (تخزين) التابعة للشركة الوطنية العُمانية للهندسة والاستثمار المتخصصة في تخزين الطاقة المستدامة.

سيارة بي إم دبليو تعمل بوقود الهيدروجين
آي إكس 5 (iX5) أول شاحنة ألمانية الصنع تعمل بوقود الهيدروجين تابعة لشركة «بي إم دبليو» وبمشاركة علامة «هيونداي»
استعراض سيارة بي إم دبليو تعمل بوقود الهيدروجين في المعرض المصاحب لقمة عُمان للهيدروجين الأخضر
استعراض سيارة بي إم دبليو تعمل بوقود الهيدروجين في المعرض المصاحب لقمة عُمان للهيدروجين الأخضر

قمة الهيدروجين الأخضر وطموح الريادة

تجمع القمة عدداً كبيراً من قادة الصناعة ومشرعي السياسات والمبتكرين الذين سيناقشون أحدث السياسات والتشريعات والتقنيات الحديثة في مجال الطاقة المستدامة.

ويتضمن جدول الأعمال عدة جلسات نقاشية حول قطاع الهيدروجين، بدءاً من المبادئ الأساسية للصناعة حتى جدوى المشروعات، وبرامج الشهادات، والقيمة المحلية المضافة، وأسواق الهيدروجين الأخضر، والتمويل الأخضر، ووسائل التنقل المستدامة.

كما يتضمن حلقة نقاشية للقادة التنفيذيين لمناقشة أهم السياسات والتشريعات التي تم اتخاذها على هامش مؤتمر المناخ (كوب 28) التي عقدت في دبي، إضافة إلى تدشين منصة (المرأة في مستقبل الطاقة).

وتطمح سلطنة عُمان إلى أن تصبح أحد أكبر منتجي الهيدروجين على مستوى العالم بحلول عام 2030، ما يسهم في تحقيق التزامها بالوصول إلى الحياد الكربوني الصفري بحلول عام 2050.