على مر السنوات، تغيّر منظور العالم إلى كيفية مشاهدة الأفلام دون الحاجة إلى الذهاب إلى السينما أو مشاهدة التلفزيون، وظلت ذكريات شرائط الفيديو والأقراص المرنة (فلوبي) في ذاكرة الأجيال، حتى جاء عصر الأقراص المضغوطة (سي دي)، ومن ثم أقراص الفيديو الرقمية المعروفة اختصاراً باسم (دي في دي)، لكن كل هذه الاختراعات التي كانت رائجة جداً في وقتها، اختفت مع مرور الوقت وأصبحت ضحية للتطور التكنولوجي.

يبدو أن العالم يودّع أقراص الفيديو الرقمية (دي في دي) بشكل رسمي، بعدما استغنى عن استخدامها لصالح الاشتراكات في منصات البث المختلفة، إذ أعلنت شركة (بست باي) لبيع الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية بالتجزئة، عن التخلص التدريجي من مبيعات أقراص (دي في دي) و(بلو راي) بحلول أوائل العام المقبل 2024.

ليست (بست باي) الشركة الوحيدة التي بدأت التخلص من الوسائط المادية في الأشهر الأخيرة، ففي الشهر الماضي، انتهت خدمة (دي في دي عبر الإيميل) الخاصة بشركة نتفلكس.

متجر لأقراص الدي في دي
متجر لأقراص الدي في دي

ألعاب الفيديو والموسيقى.. ارتباط وثيق يزيد من أرباح القطاعين

كيف ظهرت أقراص الفيديو الرقمية (دي في دي)؟

في عام 1995، اتفقت مجموعتان من الشركات شملت سوني وفيليبس وتوشيبا وتايم وارنر، على تنسيق مشترك لتكنولوجيا الأقراص الرقمية المتنافسة من الجيل الثاني، وفي عام 1996، طرح أول مشغل لأقراص الفيديو الرقمية للبيع في اليابان.

وجاءت الأقراص الرقمية كنوع من الأقراص الضوئية المستخدمة لتخزين البيانات وكمنصة للوسائط المتعددة، وتعددت تطبيقاته التجارية من تشغيل الصور المتحركة المسجلة إلى برامج التلفزيون.

تمثل أقراص الفيديو الرقمية الجيل الثاني من تكنولوجيا الأقراص المضغوطة (سي دي)، وبعد وقت قصير من إصدار أول قرص صوتي مضغوط بواسطة شركتي سوني وفيليبس في 1982، كانت الأبحاث جارية لتخزين فيديو عالي الجودة على القرص نفسه مقاس 4.75 بوصة

ويتشابه قرص الفيديو الرقمي مع محرك الأقراص المضغوطة، لأنه يستخدم الليزر لقراءة البيانات الرقمية المشفرة على القرص، لكنه يسمح بالتخزين بكثافة أكبر.

متجر لبيع السي دي ودي في دي
أحد متاجر الدي في دي

وكان يمكن لقرص (دي في دي) مزدوج الطبقة أن يحتوي على أكثر من 16 غيغابايت من البيانات، أي أكثر من 10 أضعاف سعة القرص المضغوط.

أصبحت أقراص (دي في دي) ذات الوجه الواحد هي الوسائط الأكثر شعبية لمشاهدة الأفلام في المنزل، لتحل محل شرائط الفيديو.

وسرعان ما أعرب المستهلكون عن تقديرهم لراحة الأقراص، فضلاً عن الجودة العالية لصور الفيديو، وتفاعل عناصر التحكم الرقمية، ومساحة التخزين الواسعة للأقراص.

لكن منذ عام 2008، انخفضت مبيعات أقراص (دي في دي) بنسبة تزيد على 86 في المئة؛ بسبب الأزمة الاقتصادية والركود الذي صاحبها، إضافة إلى ارتفاع عدد العملاء الذين يشترون نسخاً رقمية من الأفلام حسب الطلب، وإطلاق خدمات البث المباشر.

ولم تساعد منصات البث الترفيهي في ازدهار صناعة أقراص الفيديو الرقمية، ومنذ عام 2011، شهدت منصات مثل نتفليكس وهولو وإتش بي أو، تضخماً في المبيعات لتصل إلى 12.9 مليار دولار.

إصدار جديد من «أتاري» يعيد عشاقه إلى ذكريات الثمانينيات