وقف الرئيس التنفيذي لشركة غوغل سوندار بيتشاي أمام المحكمة يوم الاثنين للمدافعة عن شركته في أكبر محاكمة لمكافحة الاحتكار التكنولوجي منذ قضية مايكروسوفت في تسعينيات القرن الماضي، يأتي الأمر ضمن جهود الحكومة الأميركية لتحديد ما إذا كانت الشركة قد استحوذت بشكلٍ غير عادل على سوق محركات البحث.

ووصف بيتشاي استثمارات غوغل في المتصفح الخاص بها (كروم) بأنها أسهمت في تسريع وتيرة تجارب المستخدمين مع المواقع الإلكترونية عبر إجراء العديد من عمليات البحث من خلال المتصفح غوغل كروم.

ونفى بيتشاي المزاعم التي تفيد بأن شركته تحتكر سوق محركات البحث، مبيناً أن المستخدمين يفضّلون محرك البحث غوغل كونه الأفضل وليس لأنه يستحوذ بشكلٍ غير قانوني على سوق محركات البحث.

صورة تُظهرسوندار بتيشاي مرتدياً ربطة عنق ويستعد للامتثال للمحاكمة
صورة أرشيفية لسوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة غوغل (CNN)

الأفضل دون منازع؟

وأوضح بيتشاي في شهادته أن دمج محرك البحث غوغل مع المتصفح كروم من خلال تصميم بسيط للمستخدمين يخلق مساحة أكبر لنتائج البحث، ما يؤدي إلى ظهور المزيد من محتوى المواقع الإلكترونية على الأرجح سيؤدي إلى زيادة عدد المستخدمين.

وأظهر المحامي الخاص بشركة غوغل جون شميدتلين خلال المحاكمة بريداً إلكترونياً يفيد بأن 48 في المئة من مستخدمي متصفح إنترنت إكسبلورر قد أجروا عمليات بحث على محرك البحث الأشهر، بينما أجرى مستخدمو فايرفوكس الذين تحوّلوا إلى كروم عمليات بحث أكثر بنحو 27 في المئة على محرك غوغل للبحث.

وتمثّل شهادة بيتشاي محاولة شركته مواجهة ادعاءات المنافسين أبرزهم الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا والذي شهد الشهر الماضي بأن غوغل تحتكر المنافسة بسوق محركات البحث، كما أنها تعمل على السيطرة على قطاع الذكاء الاصطناعي من خلال تدريب العدد المهول من نماذجها اللغوية على بيانات استعلام البحث والتي تتحكم بجزء كبير منها.

حيثيات القضية

وترتكز اتهامات الحكومة الأميركية لشركة غوغل على عدد من العقود التي أبرمتها مع عدد من الشركات التكنولوجية التي تجعل محرك البحث الخاص بها الأساسي على ملايين الأجهزة والمتصفحات حول العالم.

وكانت غوغل قد دفعت أكثر من 10 مليارات دولار سنوياً لشركة أبل ليكون محرك البحث الافتراضي الرئيسي على أجهزة وبرامج الأخيرة، كما دفعت نحو 26.3 مليار دولار لتأمين اتفاقيات التخلف عن السداد مع شركائها في أنحاء العالم كافة، وفقاً لوثيقة قدمت إلى المحكمة الأسبوع الماضي.

واعترف بيتشاي بأن غوغل تدفع أموالاً لشركة أبل خاصة بمحركات البحث الافتراضي أكثر من أي مُصنع للأندرويد في ظل امتلاك الشركة اتفاقيات منفصلة مع صانعي هواتف الأندرويد الذكية إضافةً إلى شركات الاتصالات.

وطرحت المحكمة سؤالاً رئيسياً يتمثل في جدوى دفع مبالغ طائلة لشركات مثل أبل وشركاء التوزيع الآخرين إذا كان التحول لاستخدام محرك البحث الخاص بغوغل يتم بهذه السلاسة والسهولة.

وعند طرح هذا السؤال أفاد بيتشاي بوجود صلة بين حالة محركات البحث الافتراضية وزيادة عدد المستخدمين، مبيناً أن جعل محرك البحث الافتراضي هو الأساسي على أجهزة الهواتف الذكية والحواسيب النقالة من شأنه أن يؤدي إلى زيادة استخدام خدمات غوغل ومنتجاتها.

الاتفاقيات مع شركات التكنولوجيا

وشهد بياتشي أن العقد الذي أبرمته غوغل مع شركة أبل في الفترة بين 2016 و2021 والذي يُعد مربحاً ولا يمتثل لعوامل الشفافية أسهم في تحويل نتائج البحث الخاصة بمستخدمي الأخيرة إلى نتائج بحث غوغل خاصةً أنها كانت تخشى أن تقرر أبل إرسال نتائج استعلامات البحث إلى محركات أخرى مثل أمازون.

وحاولت المحكمة خلال شهادة بياتشي أن تُظهر التناقض بين رغبة غوغل القوية في أن تصبح محرك البحث الافتراضي لملايين مستخدمي الإنترنت من ناحية واعتراضاتها من ناحية أخرى على مايكروسوفت في أن تجعل محرك البحث الخاص بها بينغ محرك البحث الافتراضي الأساسي بمتصفح إنترنت إكسبلورر.

وكانت غوغل قد عرضت خطاباً لمايكروسوفت عام 2016 خلال المحاكمة لتوضيح المخاوف بشأن قضايا المنافسة المحتملة التي أثارتها الأخيرة.

(برايان فانغ-CNN)