بدأت الصين بناء ما تصفه بشبكة الإنترنت الأكثر تقدماً في العالم، والتي من المنتظر أن تكون أسرع من الشبكات الحالية بمراحل، لتعيد الحرب التكنولوجية مع أميركا للواجهة مرة أخرى.
الشبكة الجديدة تصل سرعتها إلى نحو 1.2 تيرابت، أو 1200 غيغابت لكل ثانية، وتلك السرعة تكفي لنقل بيانات 150 فيلماً مثلاً في ثانية واحدة، وفقاً لشركة هواوي الصينية المصنعة للتكنولوجيا.
ولكن، تلك السرعات نظرية، ولا تعني أنها السرعات نفسها التي سيتمتع بها المستهلكون في منازلهم في أي وقت قريب، بينما سيتم الاستفادة من تلك التكنولوجيا السريعة بشكل أوسع في أداء شبكات الشركات، ونقل المعلومات بشكل أسرع، وخدمات تداول الأسهم وغيرها من الأنظمة الأمنية الوطنية.
في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع، أطلقت هواوي وتشاينا موبايل رسمياً العمود الفقري للجيل الجديد من شبكة الإنترنت، بالشراكة مع جامعة تسينغهوا ومركز كيرنت للتعليم والبحوث التي تمولها الحكومة الصينية.
العمود الفقري لشبكة الإنترنت هي البنية التحتية الأساسية التي تنقل الإنترنت إلى مواقع جغرافية مختلفة، ويمكن أن تدعم عمليات نقل البيانات في الأماكن التي تفتقر لتقنيات مثل شبكة الجيل الخامس والسيارات الكهربائية.
وتمتد الشبكة الجديدة على نحو 1800 ميل من كابلات الألياف الضوئية بين بكين وجنوبها، وفقاً لبيان صحفي، ولم تُعلن تفاصيل عن خطط التوسع في جميع أنحاء البلاد.
وبدأ العمل بالفعل على بناء الشبكة وخضعت لاختبارات في الصيف، وبدأت الشبكة بشكل فعلي قبل نحو عامين من توقعات الخبراء.
يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي من المقرر أن يجتمع فيه الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في سان فرانسيسكو يوم الأربعاء، بعد أشهر من التوتر بين القوتين العُظميَين، وقال جين بينغ في وقت سابق إن تطوير شبكة العمود الفقري سيدعم الصين في سعيها لتكون «قوة سيبرانية وعلى تسريع الترويج لتقنيات الإنترنت الأساسية للبلاد»، حسبما جاء في البيان الصحفي.
ولكن نظراً لعدم تطبيق السرعات الفائقة للإنترنت في المنازل، فلا يشكل ذلك تهديداً مباشراً على الولايات المتحدة، على عكس المنافسة المحتدمة بين البلدين فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي أو أشباه الموصلات أو تقنية الشبكات اللاسلكية، ومع ذلك، يمكن أن توفر تلك التقنية أساساً للشركات الصينية التي تتطلب سعة إنترنت وسرعة أكبر.
وقال الأستاذ في قسم علوم وتكنولوجيا الكمبيوتر بجامعة تسينغهوا وو جيان بينغ الذي يشرف على مشروع العمود الفقري للإنترنت، في البيان الصحفي «إن النظام صنع في الصين بالكامل وأنتج، ويتم التحكم فيه بشكل مستقل»، كما أطلق عليها الشبكة الأكثر تقدماً في العالم.
هذه ليست المرة الأولى التي يتزامن فيها إطلاق تكنولوجي كبير مع زيارة الولايات المتحدة، إذ أطلقت هواوي هاتفها الذكي ميت 60 برو الذي يتميز بشريحة صينية الصنع من الجيل الخامس، في الوقت الذي كان فيه بعض الدبلوماسيين الأميركيين يزورون البلاد في أواخر الصيف، وقالت الحكومة الأميركية في وقت لاحق إنها تحقق في كيفية حصول الشركة على التكنولوجيا اللازمة لصنع مثل هذه الشريحة بعد الجهود الشاملة التي بذلتها الولايات المتحدة لتقييد وصول الصين إلى تكنولوجيا الرقائق الأجنبية.
(سامانثا كيلي – CNN)