لم تقدّم أبل للمستخدمين سبباً مهماً لشراء هواتف آيفون الجديدة على مدار أربع سنوات، منذ أن طرحت الشركة رقاقة الجيل الخامس مع إصدار آيفون 12، وهو اتجاه مثير للقلق بالنسبة لأعمال عملاقة التكنولوجيا، لكن يمكن أن يتغير هذا الأسبوع.
واستحوذت مبيعات هاتف آيفون على أكثر من نصف إجمالي إيرادات الشركة العام الماضي، لكن نمو المبيعات تباطأ مع تخلف العملاء عن ترقية هواتفهم إلى الطرازات الجديدة، وأصبح يفضل الكثيرون الإبقاء على هواتفهم دون ترقيتها لفترة أطول، ما يضغط على مبيعات شركات الهواتف الذكية بشكلٍ عام.
ومن المتوقع أن تعلن أبل ميزات جديدة للذكاء الاصطناعي في مؤتمرها السنوي للمطورين العالمي يوم الاثنين، ما قد يؤدي إلى زيادة جاذبية جهاز الآيفون وإعادة الشركة إلى المنافسة مع بقية شركات التكنولوجيا التي تتقدم بالفعل بكامل قوتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويرى الخبراء أن ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة قد توفّر سبباً مقنعاً للمستخدمين لترقية هواتفهم عندما تطرح أبل هاتف آيفون 16 في الخريف، ما قد يعزز مبيعات الشركة في وقتٍ حرج.
وقال جيل لوريا، محلل ديفيدسون، لشبكة CNN قبل مؤتمر المطورين السنوي، «لا يمكن أن يكون هذا عرضاً تقديمياً آخر يتحدث عمّا ستفعله الشركة، ولكي تنمو أبل نحتاج إلى أن نسمع منها لماذا يجب علينا شراء آيفون 16».
ويعتمد المستثمرون أيضاً على شركة أبل لإثبات قدرتها على الحفاظ على مكانتها في سباق التسلح التنافسي الشديد في مجال الذكاء الاصطناعي في الوقت الذي استطاع فيه العديد من منافسيها صياغة استراتيجية أكثر وضوحاً بشأن هذه التكنولوجيا.
وأضاف جادجيو سيفيا، كبير محللي إي ماركتير في تعليق عبر البريد الإلكتروني، أن إنفيديا تنافس أبل على المركز الثاني كأكبر شركة تكنولوجيا من حيث القيمة السوقية، قائلاً «أي خطأ من جانب شركة أبل في هذه المرحلة يمكن أن يفقدها جاذبيتها كشركة رائدة في مجال التكنولوجيا».
الآيفون والذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن تعلن الشركة يوم الاثنين قدرات جديدة للذكاء الاصطناعي لنظام التشغيل آي أو إس، والتي يمكن أن تفيد بشكلٍ خاص مساعدها الشخصي «سيري»، من خلال تطويره أداء مهام محددة مثل تذكر صورة التقطت منذ سنوات على الجهاز أو الإجابة عن أسئلة مفصلة حول الطقس أو الأخبار، وبمرور الوقت، يمكنه معرفة تفضيلات المستخدم وحتى شخصيته، والاستجابة وفقاً لذلك.
واستناداً إلى الكيفية التي بدأ بها المنافسون بالفعل دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في أجهزتهم، يمكن لأبل أيضاً تقديم أدوات أخرى، مثل القدرة على تلخيص رسائل ومسودات البريد الإلكتروني.
ولكن ربما يكون السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه في مؤتمر المطورين السنوي هو ما إذا كان مالكو أجهزة أبل سيتمكنون من استخدام هذه الميزات، فهل سيسمح بالوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة على أجهزة آيفون القديمة أم أنها ستعمل فقط على الأجهزة القادمة المقرر إطلاقها في الخريف بسبب الحاجة إلى رقائق جديدة قوية أو معالجات أسرع؟
ويبدو أن السيناريو الأخير سيكون سبباً في تحفيز المبيعات لأجهزة آيفون الجديدة وسعي المستخدمين لترقية أجهزتهم، ما سيكون له تأثيرات إيجابية على الشركة بأكملها.
وقال لوريا إن قدرات الذكاء الاصطناعي المتاحة لأي شخص لديه جهاز آيفون قديم يمكن أن تتسبب في انخفاض أسهم الشركة إلى ما يصل إلى 160 دولاراً للسهم الواحد، بينما التكنولوجيا الجديدة المثيرة التي تشجّع المستخدمين على تحديث أجهزتهم في الخريف يمكن أن تعزز الأسهم إلى 240 دولاراً للسهم.
وأضاف «هذا هو المفتاح، إذا كان الأمر مقنعاً وغير متوافق مع الإصدارات السابقة، فستحصل أبل على أول دفعة منذ أربع سنوات، وهذا سيعني الكثير بالنسبة للسهم لأن هذه كانت المرة الأخيرة التي حققوا فيها قفزة كبيرة».
(كلير دافي، CNN).