أصبح الإنترنت جزءاً حيوياً من حياة كل فرد، وعند انقطاع الخدمة لثوانٍ معدودات بات الأفراد يعانون إما انقطاعهم عن متابعة أخبار العالم، أو حرية التعبير عن أنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي الثاني عشر من مارس آذار، يُخصص اليوم العالمي لمكافحة الرقابة الإلكترونية، لرفع مستوى الوعي حول أهمية الإنترنت.

يسلط هذا اليوم تحديداً الضوء على التحديات التي تفرضها الرقابة على الإنترنت، ويؤكد الحاجة إلى حماية الحرية الرقمية وتعزيز الوصول غير المقيد إلى المعلومات، لكن في الوقت الذي يسعى فيه الأفراد للتمتع بحرية أكبر في التعبير، هناك بعض الدول التي تقطع خدمات الإنترنت لأهداف متباينة عن شعوبها.

ووفقاً لأحدث بيانات ستاتيستا، فإن الهند تتصدر الدول التي تقطع الإنترنت عن الأفراد، وكانت تشمل عمليات قطع الإنترنت في الماضي في كشمير وراجستان، خاصة أثناء الاحتجاجات، أو الفترة التي يتوقع فيها حدوث هذه الاحتجاجات.

كما تقطع الهند خدمات الإنترنت، في أثناء الامتحانات، وفي عام 2023 أدت التوترات العرقية في ولاية مانيبور إلى معظم عمليات قطع الخدمة، وتأثر حينذاك نحو 59 مليون شخص لأكثر من 8 ساعات تقريباً.

وفي روسيا وإثيوبيا وميانمار قُطعت خدمات الإنترنت بأكثر من 1350 ساعة.

وكانت مجموعة حقوق الإنترنت أجرت بحثاً حول حالات انقطاع الإنترنت، إذ بلغت 187 حالة في عام 2022، نفذتها نحو 35 دولة حول العالم، وكانت معظم عمليات قطع الإنترنت ناجمة عن الاحتجاجات والصراعات ومزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، وتزامن عدد أقل منها مع الامتحانات المدرسية والانتخابات.

ووفقاً لصحيفة ذا غارديان، فإن إيران قطعت الإنترنت 18 مرة أثناء قمعها الاحتجاجات المناهضة للنظام، كما قطع المجلس العسكري في ميانمار خدمات الإنترنت سبع مرات، خلال العام ذاته.

أما الجيش الروسي، فقد استخدم الضربات الصاروخية والهجمات الإلكترونية لقطع الإنترنت في أوكرانيا 22 مرة خلال 2022.

وجاء التعتيم الذي فرضته الحكومة الإثيوبية على منطقة تيغراي كأطول إغلاق سجلته منظمة (أكسيس ناو) غير الربحية للحقوق الرقمية، إذ استمر لأكثر من عامين واستعادة أغلب المنطقة خدمات الإنترنت عبر الهاتف المحمول بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

وعربياً، فقد شهدت مصر انقطاعاً في خدمات الإنترنت أثناء ثورة يناير كانون الثاني 2011، كما شهدت غزة انقطاعاً في الاتصالات منذ 27 أكتوبر تشرين الأول عام 2023، بسبب القصف الإسرائيلي.

كما أدت الأضرار التي لحقت بالكابلات البحرية في البحر الأحمر إلى تعطيل شبكات الاتصالات وإجبار مقدمي الخدمات على إعادة توجيه ما يصل إلى ربع حركة المرور بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط، بما في ذلك حركة الإنترنت، في مارس آذار الجاري.

ووفقاً لشركة الاتصالات (إتش جي سي غلوبال) في هونغ كونغ، فإن الكابلات التابعة لأربع شبكات اتصالات رئيسة تضررت ما تسبب في عطل لشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط.

وقدرت الشركة أن 25 في المئة من حركة المرور بين آسيا وأوروبا وكذلك الشرق الأوسط قد تأثرت، حسبما ذكرت في بيان لها.