تعمل شركة آرتشر أفييشن الأميركية على تطوير طائرات إقلاع وهبوط عمودي للتنقل داخل المدن بشكل أسرع، وتقول إنها مهتمة بدخول أسواق خارج الولايات المتحدة مثل دبي عند انطلاق الرحلات التجارية لهذا التاكسي الطائر عام 2025.
وآرتشر أفييشن واحدة من أوائل الشركات التي عَنيت بتطوير طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية التي تعرف اختصاراً باسم (إي فتول) وحصلت على موافقة من إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، وتحتل المرتبة الثالثة في القيمة السوقية لشركات صناعة الطائرات الكهربائية في العالم بـ1.29 مليار دولار، ومنذ تأسيسها في أكتوبر عام 2018، تعمل الشركة على تطوير الطائرات الكهربائية واختبارها.
وقال نيخيل غويل -كبير المسؤولين التجاريين في آرتشر أفييشن خلال مقابلة مع «CNN الاقتصادية»- إن الشركة ما زالت تجرب طائرات إي فتول التي ستدخل مرحلة العمليات التجارية عام 2025.
وتحتل شركة تصنيع الطائرات الكهربائية الأميركية جوبي التي تأسست عام 2009 صدارة الشركات العاملة في هذا المجال من حيث القيمة السوقية، تليها شركة إيف هولدينغ البرازيلية التي كانت تابعة لشركة إمبراير وانفصلت عنها عام 2020، ثم شركة آرتشر أفييشن، ثم شركة إي هانغ الصينية التي تأسست عام 2014، وتأتي شركة ليليوم الألمانية التي تأسست بعد عام من تأسيس إي هانغ في المركز الخامس.
أما عن الأسواق التي ستختارها آرتشر أفييشن لطائرات الأجرة فستعتمد على عدة معايير، أولاً المدن والمناطق التي تواجه الكثير من الازدحام وحركة المرور، بحيث يمكن للنقل الجوي أن يساعد في التخفيف من تكدس شبكة النقل الحضري، وثانياً المناطق التي تدعم حكوماتها التكنولوجيا والقادرة على دعمها والدخول في شراكات معها.
ولضمان السلامة، سيقع الاختيار على البلدان ذات الطقس الملائم لأن درجات الحرارة المنخفضة تكون أكثر خطراً بالنسبة لهذا النوع من الطائرات، ففي المناطق التي تصل حرارتها إلى درجة التجمد في أغلب الأوقات سيتعذر تشغيل طائرات إي فتول تجارياً.
ومن الدول التي اعتبرها غويل مثيرة للاهتمام في هذا الصدد: الإمارات، وأستراليا، ودول متطورة في آسيا مثل سنغافورة وغيرها، لكن انطلاق طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية سيكون من الولايات المتحدة التي تتميز أيضاً بطقس معتدل نسبياً وتجري فيها الاختبارات اليوم.
أما في ما يتعلق بتكلفة الرحلة للراكب الواحد على متن هذه الطائرات فقال غويل إنها ستتراوح في البداية بين أربعة وخمسة دولارات للميل الواحد والميل يساوي 1.6 كيلومتر تقريباً، لكنه أشار إلى أن التكلفة ستنخفض كثيراً بمرور الوقت.. لذلك فبعد ثلاث إلى أربع سنوات من بدء العمليات التجارية لطائرات الأجرة ستكون تكلفتها مشابهة لخدمات تأجير السيارات في الوقت الحالي.
وتهدف آرتشر أفييشن إلى أن تجعل التنقل بطائرات الأجرة أرخص من قيادة السيارة الخاصة أو حتى من سيارات خدمات مثل كريم و أوبر.
وأعطى غويل مثالاً قائلاً إن الرحلة لمسافة 20 ميلًا أي 30 كيلومتراً تقريباً ستكلف نحو 120 دولاراً ذهاباً في عام 2025، وبمرور الوقت ستكون تكلفة الرحلة نفسها بين 60 و80 دولاراً فقط لتصل فيما بعد إلى أقل من 50 دولاراً.
طائرة ميدنايت
وطورت آرتشر أفييشن طائرة ميدنايت المصممة لتكون قادرة على الذهاب في رحلات جوية متتالية لمسافة نحو 20 ميلاً وستستغرق عملية الشحن بين الرحلات نحو 12 دقيقة.
وبحسب غويل، ستكون الطائرة آمنة جداً لعدة أسباب منها أنها تحتوي على بطاريات متعددة.. وهكذا، وحتى في أسوأ الحالات، إذا تعطلت إحداها، فستتمكن الطائرة تلقائياً من مواصلة الطيران بأمان.
السبب الثاني هو أنها على عكس المروحية، تحتوي على جناحين مثل الطائرة العادية، ما يمدها بالكثير من قوة الرفع.. وهكذا حتى في أسوأ الحالات وإذا انقطعت الطاقة، لسبب ما، فسيظل الطيار قادراً على المناورة بالطائرة بأمان والهبوط على الأرض.
وثالثاً هو أنها لا تحتوي على ما يسمى بنقاط الفشل الفردية، وإذا تعطل أي جزء فيها فهي مصممة لتكون قادرة على إنزال الركاب بأمان على الأرض وستكون رحلاتها أشبه برحلة جوية عادية على متن طائرات يونايتد أو طيران الإمارات ولكن داخل المدن.
وقد بلغ حجم الاستثمار في ميدنايت نحو 1.2 مليار دولار حتى الآن من شركاء ومستثمرين مثل يونايتد إيرلاينز وستيلانتيس (ثالث أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم)، وبوينغ، وعدد من الشركات الأخرى التي ضمنت لآرتشر أفييشن رأس مال جيداً.